العزباوي: رفض «الترسيم» مع السعودية يضر بمصالحنا الاقتصادية

نشر في 17-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 17-04-2016 | 00:00
No Image Caption
الخبير بـ «مركز الأهرام» لـ الجريدة•: من الصعب إقناع الشعب بالاتفاقية... والبرلمان أمام مهمة تاريخية
اعتبر الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسري العزباوي، أن تعامل الرئاسة المصرية مع قضية جزيرتي تيران وصنافير، بطيء للغاية، مؤكداً في مقابلة مع «الجريدة» أن رفض البرلمان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية سيضر بمصالح مصر الاقتصادية، وفيما يلي نص المقابلة:

• هل يمكن أن يؤثر رفض جزء من المصريين اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية على العلاقات المصرية السعودية؟

- حتى الآن لا يوجد تأثير واضح لهذا الأمر على العلاقات السياسية بين البلدين، لكن المؤكد أن التأثر الواضح سيكون في حالة رفض البرلمان تمرير الاتفاقية، فقد يؤدي ذلك إلى تأثر المصالح الاقتصادية بين البلدين، لذا على الحكومة المصرية أن تحاول البحث عن بدائل من الآن، لأن البرلمان أمامه مهمة تاريخية صعبة، وقد يكون رأيه مخالفا لما رأته الحكومة في هذا الأمر، ومن ثم يرفض الاتفاقية.

• كيف ترى التظاهرات التي شهدتها القاهرة الجمعة للاعتراض على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية؟

- التظاهرات ضد مثل هذه الاتفاقيات طبيعية تماما، بخاصة في ظل وجود حالة من الانقسام الشعبي حول معاهدة تعيين الحدود البحرية، التي تم بموجبها التوصل إلى هذا القرار، ووجود وثائق ومخاطبات تدعم وجهة النظر المعارضة، تعادل تقريبا وجهة النظر المؤيدة لنقلهم إلى السعودية، وبالتالي يمكن تفهم هذه التحركات الشعبية الغاضبة الرافضة للقرار، وعلى النظام أن يتعامل معها ويتفهم دوافع منظميها.

• البعض يرى أن الذين نزلوا الشارع حركتهم مواقع التواصل الاجتماعي، ما رأيك؟

- بالتأكيد مواقع التواصل أدت دورا كبيرا في زيادة حالة الاحتقان لدى المصريين، خاصة في ظل السجالات التي نشبت بينهم وبين المدونين السعوديين، وهو أمر ربما لم يكن متوقعا بهذه الطريقة، خاصة أن هناك توتراً في العلاقات الشعبية بين مصر والسعودية على خلفية الاتفاقية الأخيرة.

• كيف ترى تعامل "الداخلية" مع التظاهرات؟

- التعامل الأمني مع التظاهرات يؤدي إلى زيادتها، نتيجة حالة الغضب من العنف الأمني، واستخدام القوة في مواجهة الاحتجاج السلمي، لذا أعتقد أن الإفراج عن غالبية الشباب الذين اعتقلوا على خلفية التظاهرات، دون أي قيود أمر جيد.

• هل تتوقع عودة التظاهر بأعداد كبيرة في 25 الجاري الموافق عيد تحرير سيناء؟

- أتوقع أن يكون عدد المتظاهرين أكبر ممن شاركوا في تظاهرات الجمعة، إلا في حالة قدرة الدولة على إقناع الشعب بالاتفاقية، وهو أمر صعب للغاية، أو أن يتكون شعور لدى المواطنين المعارضين للاتفاقية بأن البرلمان سيناقشها بمنتهى الجدية، ليتخذ موقفاً حاسماً بشأنها، وهو ما قد يجعل العدد الأكبر ينتظر قرار البرلمان، خاصة بعد التصريحات الأخيرة من النواب الذين أكدوا دراستهم للاتفاقية قبل إبداء الرأي فيها.

• إلى أي مدى تأثرت شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذه التظاهرات؟

- شعبية الرئيس انخفضت بدرجة يصعُب تحديدها بدقة، وتصريحاته بالتزامن مع التظاهرات لم تغير شيئا، وهو أمر يجب أن يكون هناك تعامل معه من جانب مؤسسة الرئاسة التي تتحرك ببطء شديد في الأزمة، وتحتاج إلى أن يكون أداؤها أسرع من ذلك بكثير، خاصة أن التظاهرات ضمت مؤيدين للرئيس وقراراته في وقت سابق.

• إلى أي مدى ترى تأثير إعلان جماعة "الإخوان" مشاركتها في التظاهرات؟

ـ لابد للجماعة أن تتوقف عن الإعلان عن المشاركة في هذه التحركات، كونها تسيء للتظاهرات ولا تدعمها، وستجعل وسائل الإعلام والأمن تتعامل مع معارضي الاتفاقية باعتبارهم في تظاهرات إخوانية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، ومحاولة من الجماعة لاستغلال الحدث سياسيا.

back to top