بعد «تمهيدية أيوا»... الحذر سيد الاستطلاعات

نشر في 06-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 06-02-2016 | 00:01
الجمهوريون يبحثون عن «وحدوي»... و«تقدمية» ساندرز قد تكون مفرطة
فرضت نتائج انتخابات ولاية أيوا إيقاعا مختلفا على معركة الرئاسة الأميركية، بعدما ظهر جليا أن تموضعات جديدة شقت طريقها لإعادة رسم خريطة التحالفات والاصطفافات، سواء داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أو بين الناخبين المستقلين وأولئك المصنفين في خانة المترددين.

وأجمعت التعليقات على أن الارتهان الى ما تقدمه استطلاعات الرأي من توقعات بالنسبة لاحتمالات التصويت، غير كاف لمعرفة هوية المرشح الأوفر حظا للفوز في هذه الولاية أو تلك.

فـ «المترددون» ظهروا قوة خفية قادرة على قلب التوقعات وعلى التأثير على مجمل اتجاهات التصويت، حيث تشير التحليلات الى أن تداعيات ما جرى في ولاية أيوا سيكون له أثر كبير على بقية الانتخابات الحزبية التي ستتواصل تباعاً.

ولم يحتج الأمر وقتا طويلا لتكر سبحة الانسحابات من السباق الرئاسي، خصوصا في الجانب الجمهوري، حيث ظهر واضحا ان المؤسسة الحزبية بدأت تستعيد زمام المبادرة نحو إعادة تكتيل أصوات الجمهوريين لدعم مرشح رئيس «يمكنه إعادة توحيد الحزب» خلف برنامج وسطي قادر على صوغ تسويات مع الديمقراطيين أيضا.

هكذا قُرأ صعود السيناتور ماركو روبيو في ولاية أيوا ليحتل المركز الثالث خلف الملياردير دونالد ترامب مباشرة، وكذلك انسحاب ريك سانتوروم الكاثوليكي المحافظ الذي فاز في أيوا في انتخابات عام 2012 التمهيدية، داعيا أنصاره لدعم روبيو، وانسحاب بول راين، تاركا لقاعدته «اختيار مرشح أقل إشكالية».

تقدم كبير

هذه التطورات كانت أكثر من كافية لإشعار ترامب بخطورة ما يمكن أن يحصل له لاحقا في ولايات أخرى، ومطالبته بإعادة الانتخابات في أيوا، متهما السيناتور تيد كروز بالتزوير، والمؤسسة الحزبية بالتواطؤ لتشويه سمعته.

ترامب الذي أعطته استطلاعات الرأي تقدما كبيرا في ولاية نيوهامشير التي ستجري فيها الانتخابات يوم الثلاثاء المقبل، محققا 30 في المئة مقابل 12 في المئة لروبيو و11 في المئة لكروز، لم يعد واثقا جدا بتلك الارقام، وخصوصا أن نظام الانتخابات المعقد قد يحرمه من حصة كبيرة من المندوبين الذين سيشاركون في انتخاب ممثل الحزب في الانتخابات الرسمية الصيف المقبل.

في الجانب الديمقراطي، وعلى رغم أن المشهد يبدو اقل تعقيدا في ظل انحصار التنافس بين السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، فإن المعركة بينهما قد تكون اكثر قسوة في ظل النتائج المتقاربة التي حققاها.

فالانقسام الحاد في صفوف الحزب يدور حول من هو التقدمي ومن هو الحداثي ومن الذي يستطيع تقديم برنامج واقعي قابل للتحقق وعقد التسويات مع الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب، وقيادة مجتمع لايزال يوصف بأنه محافظ عموما؟

وبعيدا عن الهجمات التي استهدفت كلينتون في الجانب الشخصي، تقول أوساط عدة إن انحياز الجيل الشاب لساندرز قد لا يكون كافيا لمنحه الفوز ببطاقة ترشيح الحزب. وتتصاعد الأصوات التي تحذر من «اليسارية الطفولية»، في حين ترى الأجيال الاخرى صعوبة في تحقيق كثير من الشعارات «التقدمية» التي لا يمكن إقناع ليس فقط الجمهوريين المحافظين بها، بل وقاعدة واسعة من الديمقراطيين الذين يعتبرون أن ما يدعو اليه ساندرز يحتاج إلى عقد سياسي واقتصادي واجتماعي لا يعرف ما إذا كانت تباشيره قد ظهرت في الدولة الرأسمالية الأولى في العالم.

back to top