تجدد أزمة صلاة تواضروس في «لوثرية السويد»
البابا يدافع عن نفسه أمام «المغتربين» ونشطاء يطالبون بمحاكمته
على الرغم من مرور نحو عام على زيارة بابا الأقباط تواضروس الثاني، إلى الكنيسة "اللوثرية السويدية"، ومشاركته في الصلاة هناك، والتي أثارت ضجة كبيرة وقتذاك، لإباحتها زواج المثليين وكهنوت المرأة، طفت القضية إلى السطح مُجدداً خلال كلمة البابا تواضروس، التي ألقاها الأسبوع الماضي، في ملتقى المغتربين الثالث بوادي النطرون، حيث دافع عن موقفه.البابا رد على الأصوات التي تهاجمه، بأن الكنيسة القبطية قوية وعمرها 2000 سنة، ويجب أن تمد أياديها نحو الجميع دون تفرقة ولا تمييز وعلى أرضية المحبة للمسيحية، دون الدخول في تفاصيل الخلافات الدينية والعقائدية والممارسات الطقسية، مؤكداً أنه عندما دُعي هناك لقراءة الإنجيل، قرأه باللغة العربية وبالمقدمة القبطية، ثم ألقى عظة باللغة الإنكليزية، وقال: "ناس عاوزين يتعلموا مننا".
نشطاء اختلفوا في قراءة موقف البابا، حيث رأى البعض ضرورة محاكمته كنسياً لمخالفته القانون الكنسي، ورأى آخرون ضرورة فتح حوار مع الطوائف الأخرى، وأن هناك حرساً قديماً يهاجم البابا في كل تصرفاته. مصدر كنسي - طلب عدم ذكر اسمه - قال إن "المجمع المقدس أصدر قراراً في 26 مايو 2007، أعلن فيه توقف الحوار بين الكنائس الشرقية والكنيسة اللوثرية بسبب سيامتهم مثليين، بالإضافة إلى أن القسيس الحالي سيدة متزوجة من كاهنة ويتبنيان طفلة"، منتقداً "صلاة البابا في كنيسة تبرأت منها الكنيسة الارثوذكسية مصر".بينما اعتبر البرلماني السابق، جمال أسعد، أن البابا تواضروس منذ توليه الكرسي البابوي يسعى إلى التقريب بين جميع الطوائف، وهناك حرس قديم داخل الكنيسة، يحاول إثارة المشاكل حوله بصورة مستمرة لوقف مسيرة التجديد التي يقودها.ويتفق مع أسعد، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، ويرى أن صلاة البابا أو زيارته للكنيسة اللوثرية لا تعني اعترافه بهم، لكن هذا اللغط يوضح حجم المؤامرة التي تحاك ضد البابا من ناحية، والكنيسة من ناحية أخرى، واتضح ذلك أخيراً سواء في أزمة رهبان "وادي الريان" أو الراغبين في إقرار الزواج المدني.