أحرز الكويت لقب كأس سمو الأمير لكرة القدم للمرة الحادية عشرة في تاريخه، بفوزه على العربي بنتيجة 3-1 في المباراة النهائية التي أقيمت في الساعة 6.40 من مساء أمس على استاد جابر الدولي، تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسلم سموه الميدالية الفضية للفريق الأخضر، ثم الذهبية وكأس البطولة للاعبي الأبيض، وحظيت أسرة كرة القدم بشرف مصافحة سموه.

Ad

ثلاثة أهداف بيضاء

جاء الشوط الأول من المواجهة جيد المستوى كانت فيه الأفضلية لمصلحة الكويت، فيما لم يقدم العربي العرض المنتظر منه، وظهر لاعبوه بعيدين جداً عن مستواهم لأسباب غير مفهمومة.

ولم يتوقع أكثر المتفائلين في الكويت، والمتشائمين في العربي أن يأتي سيناريو بداية المباراة بهذا الشكل، الذي تسبب فيه دفاع الأخضر بمستواه المتدني للغاية، حيث لم تمر إلا دقيقتان فقط حتى أعلن المغربي ياسين الصالحي تقدم الأبيض بالهدف الأول، بعد أن حول عرضية طلال جازع من الناحية اليسرى مباشرة إلى أقصى الزاوية العليا اليمني لحميد القلاف بتسديدة محكمة.

وفي الدقيقة الخامسة أضاف الصالحي هدفا آخر من تمريرة سامي الصانع، بيد أن عباس غلوم المساعد الأول لحكم اللقاء علي محمود أشار برايته بتسلل الصالحي، في قرار صحيح أكدته الإعادة التلفزيونية.

ارتبك لاعبو العربي بشكل واضح، ولم يتدخل الجهاز الفني لترتيب الأوراق مجددا وإصدار تعليماته لهم بضرورة الدخول في أجواء المباراة، واستثمر لاعبو الكويت حالة الارتباك بنجاح ترجموه في الهدف الثاني بواسطة طلال جازع عند الدقيقة الثامنة، والذي يتحمل مسؤوليته خط الدفاع والقلاف مناصفة، حيث اقتنص فهد العنزي الكرة من دفاع الأخضر، ومرر الكرة قصيرة لتصل إلى طلال جازع الذي أطلق تسديدة قوية كانت في متناول القلاف، إلا أنه فشل في التعامل معها بالشكل السليم.

وشهدت الدقيقة 15 أولى هجمات العربي من عرضية لفراس الخطيب من ركلة حرة مباشرة سددها فهد الرشيدي، وبدلا من أن تسكن الكرة الشباك ارتطمت بزميله أحمد إبراهيم قبل أن يشتتها دفاع الأبيض خارج المنطقة، وفي الدقيقة ذاتها وصلت الكرة إلى طلال نايف الذي أطلق تسديدة تشبه دانة المدفع أبعدها الحارس مصعب الكندري بصعوبة بالغة إلى ركنية.

ولأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن بالنسبة للعربي، تعرض محترف الكويت الأردني حمزة الدردور للجذب من الخلف من المدافع محمد البذالي ولم يتوان علي محمود في احتسابها ركلة جزاء في الدقيقة 18، انبرى للعبة بنجاح ياسين الصالحي ليحرز هدفه الشخصي الثاني، وهدف فريقه الثالث.

بعد ذلك انحسر اللعب في وسط الملعب، حتى جاءت الدقيقة 27 التي شهدت تسديدة من فراس الخطيب تصدى لها الكندري.

وأجرى مدرب العربي الصربي بوريس بونياك تغييره الأول بنزول حسين الموسوي بدلا من يوسف العنيزان "الحاضر الغائب" بغية تنشيط خط الهجوم، وبعد دقيقة تدخل أحمد إبراهيم في الوقت المناسب ليبعد الكرة من أمام الصالحي الذي كان في طريقه لإحراز الهدف الرابع!

وأهدر فراس الخطيب فرصة هدف محقق في الدقيقة الأخيرة من الشوط بعد أن وصلت له الكرة على بعد خطوات قليلة من المرمى، لكنه سدد بغرابة بجوار القائم الأيسر، وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه تصدى الكندري ببراعة لتسديدة حسين الموسوي الماكرة ببراعة ليحولها إلى ركنية، لينتهي الشوط الأول بتقدم الكويت بثلاثة أهداف دون رد.

مصعب يتألق والموسوي يحرز ويهدر

مع بداية الشوط الثاني، ضغط العربي بقوة بغية تقليص النتيجة، لكن من دون خطورة تذكر، حيث تحطمت الهجمات على صخرة دفاع الكويت، ومن تمريرة طولية للقلاف وصلت إلى فهد الرشيدي الذي هيأها برأسه إلى المنطلق من الخلف إلى الأمام حسين الموسوي، لينفرد بالمرمى وينجح في تسديد الكرة على يمين الكندري، محرزاً هدف فريقه الأول في الدقيقة 52.

كان من المفترض أن يواصل لاعبو العربي ضغطهم، لكن لاعبي الكويت نجحوا في امتصاص حماسهم، ليعود اللعب إلى انحساره في وسط الملعب مرة أخرى، وبالتالي أجرى بونياك تبديله الثاني في الدقيقة 59 بنزول عبدالمحسن التركماني بدلا من عبدالله الشمالي لتنشيط خط الوسط واستغلال مهارة التركماني في التمرير بشكل جيد للاعبين.

وقاد فهد العنزي هجمة عنترية في الدقيقة 61 مررها إلى سامي الصانع الذي سدد في جسد أحمد إبراهيم، وبعد خمس دقائق، أجرى محمد عبدالله تبديله الأول بنزول التونسي شادي الهمامي بدلا من المغربي ياسين الصالحي لفرض السيطرة على منطقة المناورات.

وشهدت الدقائق المتبقية تألقاً غير عادي من حارس الكويت مصعب الكندري الذي تصدى ببراعة في الدقيقة 72 لرأسية فهد الرشيدي، ليشعر عبدالله بالخطر، ليدفع بشريدة الشريدة بدلا من ناصر القحطاني، ورد بونياك بنزول محمد جراغ على حساب عبدالعزيز السليمي، وهو التغيير الذي تأخر كثيرا في ظل حاجة الفريق إلى جراغ "القائد".

ثم واصل الكندري تألقه حينما تصدى بفدائية هذه المرة لتسديدة محمد فريح، ليحولها إلى ركنية في الدقيقة 80، ثم تسديدة أخرى للموسوي من خارج منطقة الجزاء.

وفي الدقيقة 81 احتسب علي محمود ركلة جزاء صحيحة للعربي، نفذها الموسوي لكن الكندري كان لها بالمرصاد ليبعد الكرة إلى ركنية.

وكانت ضربة الجزاء الضائعة العلامة الفارقة في اللقاء، حيث تحطمت الروح المعنوية للاعبي العربي، بينما التقط لاعبو الكويت أنفاسهم قبل الدخول في منعطف خطير، ليشنوا عدداً من الهجمات الخطيرة أهدرها اللاعبون تباعا، لينتهي اللقاء بفوز الكويت بثلاثة أهداف لهدف.

بونياك: الكويت خطف المباراة في بدايتها

أكد مدرب فريق العربي لكرة القدم الصربي بوريس بونياك أن الكويت استطاع خطف المباراة في بدايتها، بتسجيل ثلاثة اهداف في أول 20 دقيقة.

وقال بونياك عقب نهاية المباراة "حاولنا العودة في الشوط الثاني، وكنا الأفضل، بيد أن الحظ، واصل وقوفه ضد الفريق بإضاعة ركلة جزاء كانت كفيلة بإعادتنا للمباراة بصورة كبيرة".

وكشف أن الموسوي سدد ركلة الجزاء رغماً عن إرادته كمدرب، حيث ان المرشح منه هو فراس الخطيب.

ورفض المدرب الصربي الحديث عن مستقبله مع العربي، أو إمكانية الانتقال لناد آخر داخل الكويت، وقال "انا مدرب محترف أبحث عن الأفضل، بيد أن الافضلية تبقى للنادي العربي".

عبدالله: السر في الروح المعنوية

أرجع المدير الفني لنادي الكويت لكرة القدم، محمد عبدالله، سبب الفوز على العربي والتتويج بالكأس الغالية إلى الروح المعنوية العالية التي تحلى بها الفريق منذ بداية المباراة.

وأكد عبدالله في تصريح مقتضب بعد نهاية المباراة، أن تولي مهمة تدريب الكويت في أي وقت أمر لا يستحق التفكير، ولاسيما أن عوامل النجاح كلها متوافرة في المنظومة البيضاء.

وأشار إلى أن مهمته لن تنتهي مع الكويت، حتى مع التعاقد مع مدرب آخر، لافتا إلى أنه تحت أمر النادي في كل وقت.

تكريم القادسية والسالمية

كرّم حضرة صاحب السمو أمير البلاد فريقي القادسية والسالمية الحاصلين على المركز الثالث مناصفة، بالميدالية البرونزية، وحرص رئيسا الناديين الشيخ خالد الفهد، والشيخ تركي اليوسف على تقديم دروع تذكارية إلى سموه.  وكذلك حرص رئيس نادي العربي جمال الكاظمي على تقديم هدية تذكارية إلى سمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد، كما قدم الكاظمي مسباحاً أخضر إلى كل من سمو الأمير وسمو ولي العهد!