ذكر عضو مؤسسة حرية الفكر والتعبير، محامي محمود محمد، المعروف بـ«معتقل التيشرت»، مختار منير، أن محمد أتم في يناير الماضي العشرين من عمره داخل السجن، بعدما قضى سنتين خلف القضبان، انتقل خلالهما من مرحلة الطفولة إلى الشباب، وبالصبر تسلح ضد قسوة السجن، وكبح رغبته في الخروج للحرية برسومه لأشهر الشخصيات الكرتونية. وأكد منير، في حوار مع «الجريدة»، أن استئناف النيابة أمس على قرار إخلاء سبيل موكله الذي ادخل السجن بينما كان يرتدي قميصا كتب عليه «وطن بلا تعذيب»، استمرار لانتهاك القانون، وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• ما تعليقك على استجابة الرئيس السيسي لطلب الروائي إبراهيم عبدالمجيد بالإفراج عن محمود؟

- لا شك في أنه جهد مشكور من الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد، لكنه أمر غير صحيح، لأنه لو كان هناك قرار بإخلاء السبيل، بناء على طلب من الرئيس السيسي، لما استأنفت النيابة على القرار، وأنا أرفض تدخل السلطة التنفيذية والرئيس في عمل القضاء.

• ما السبب وراء تأخير قرار إخلاء سبيل محمود؟

- قرار إخلاء السبيل تأخر حوالي 58 يوما، نظرا لانتهاء مدة الحبس الاحتياطي المحددة قانونا، فبحسب نص المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية لا تتجاوز فترة الحبس الاحتياطي عامين، إلا إذا كان متهما بجريمة يعاقب عليها بالمؤبد أو الإعدام، حسب تعديل على القانون أصدره الرئيس اﻷسبق عدلي منصور خلال عام 2013.

• متى يحين موعد جلسة استئناف النيابة على قرار إخلاء السبيل وكيف تستعد لها؟

- تم تحديد جلسة الاستئناف على قرار محكمة جنايات القاهرة بإخلاء سبيل محمود، اليوم، ولم أستعد لها بأدلة جديدة، سوى الإصرار على تطبيق نص المادة 143 سالفة الذكر، لكن النيابة العامة تصر على اتباع أساليب ملتوية للتحايل على النص وانتهاك القانون.

• ما الخطوة التالية التي ستقوم بها بعد قرار استئناف النيابة؟

- سنواصل مخاطبة المجلس الأعلى للقضاء، والمطالبة بتنفيذ حكم الإخلاء، كما سنقوم بتحريك جنحة مباشرة ضد النائب العام، لامتناعه عن تنفيذ القانون.

• شقيق محمود أكد في تصريحات إعلامية تدهور حالته الصحية... ما صحة ذلك؟

- بكل أسف، هذا كلام صحيح، إذ تدهورت حالته الصحية ونقص وزنه بشكل ملحوظ، حيث وصل إلى 50 كيلوغراما، كما يحتاج إلى إجراء عملية جراحية عاجلة في قدمه اليمنى بعد تدهور حالته، حيث يعاني من تآكل في العظام.

• كيف قضى محمود مدة العامين في السجن؟

- كان الرسم هو الحماية الوحيدة من أن يتحول محمود بسبب السجن من شاب ثوري إلى شخص يمارس العنف ضد الدولة، فكان يقضي وقته في رسم أشهر الشخصيات الكرتونية حتى يحافظ على روح الطفل بداخله، وجميع رسوماته موجوده على صفحة «الحرية لمحمود محمد»، على «فيسبوك».

• هل مازالت المنظمات الحقوقية تدعم قضية موكلك؟

- نعم، مازالت المنظمات الحقوقية تدعم القضية وتطالب بالإفراج عن محمود، وعلى رأسها مؤسسة «حرية الفكر والتعبير»، إلى جانب جمعيات حقوقية مختلفة داخل وخارج مصر، وكذا نقابة الأطباء وعدد من الكتاب والشخصيات العامة.

• أسندت النيابة الى محمود تهمة الانتماء لجماعة «الإخوان»... فما السند القانوني الذي اعتمدت عليه؟

- لم تستند إلى أي دليل، حيث تم تحرير محضر ضد محمود بتهمة الانتماء للجماعة المدرجة إرهابية في مصر والتظاهر وقطع الطريق العام وتكدير الأمن، وتلك تهم واهية توجه إلى جميع الشباب الثوريين، الذين يتم إلقاء القبض عليهم لإصدار عقوبات ضدهم بالمؤبد والإعدام ظلما.

• هل تتوقع الإفراج عن موكلك في أقرب وقت أم تجديد حبسه؟

- أتمنى ذلك، لكن إصرار النيابة على التلاعب بالقانون يثير التخوف من تجديد حبس محمود، ومع ذلك لن نيأس وسنواصل المطالبة بإخلاء سبيله، بعد تجاوزه الحد الأقصى للحبس الاحتياطي.