قال سفير مصر الأسبق في إيطاليا، أشرف راشد، إن أزمة مقتل ريجيني في القاهرة تسببت في ضغوط على الحكومة الإيطالية، معتبراً أن قرار استدعاء روما لسفيرها في القاهرة للتشاور، سببه الضغوط الداخلية والانتخابات البرلمانية المقررة في مايو 2018. وأضاف في مقابلة مع "الجريدة" أن العلاقات بين البلدين مفيدة للجانبين لا للجانب المصري فحسب، لكنه توقع أن تصعد إيطاليا موقفها تجاه مصر عبر تجميد اتفاقيات اقتصادية مشتركة، وفي ما يلي نص الحوار:
● كيف تقرأ موقف إيطاليا من استدعاء سفيرها في القاهرة للتشاور؟- الموقف الإيطالي جاء استجابة لرجال السياسة هناك لضغوط وسائل الإعلام، وكذلك قرب إجراء الانتخابات البرلمانية الإيطالية، فهناك نوع من التصعيد الإعلامي في الصحف الإيطالية المختلفة حول القضية، ومن الطبيعي أن يتأثر الرأي العام والساسة بهذه الضغوط في مجتمع ديمقراطي، بعد أن تصدرت القضية اهتمامات المعارضة، لكن كنت أتمنى أن يتحلى المسؤولون الإيطاليون بالحكمة في ما يتعلق بمعالجة قضية ريجيني.● لكن ثمة انتقادات وجهت للجانب المصري بالتقصير في التحقيقات؟- يجب التأكيد على أن العلاقات المصرية - الإيطالية قديمة وراسخة، وحجم التبادل التجاري بين البلدين كبير، إضافة إلى الحركة السياحية، فالعلاقات تحمل أكثر من طبيعة مفيدة للجانبين على حد سواء، لذا فالتعامل الحكيم مع مثل هذه القضية هو الذي يجعل لدينا قدرة على تجاوز الموقف والعودة بالأمور لما كانت عليه من قبل.● كيف يمكن ذلك؟- في حادث مقتل ريجيني لم يشعر الإيطاليون وحدهم بالألم، بل شعر بذلك المصريون أيضا، فسلطات التحقيق المصرية يجب أن تستمر بجدية في التحقيقات التي تجريها بخصوص القضية لأجل الوصول إلى الحقيقة وتسليمها إلى الجانب الإيطالي، حتى يمكن محاسبة الجاني وفقا للقانون، فمازالت المعلومات بشأن الحادث غير واضحة، والجانب الإيطالي من حقه أن يضمن تحقيقات عادلة في القضية.● لكن البعض يرى في قرار استدعاء السفير بالتزامن مع وجود وفد أمني مصري في روما تعبيرا عن الإخفاق في تقديم الجاني؟- لا أعرف تفاصيل عن ملابسات ما قدمه الوفد الأمني في اللقاءات التي جمعت بينه وبين الجانب الإيطالي بخصوص التحقيقات، ولا يمكن الاعتماد على التقارير الصحافية التي تنشر في إيطاليا فحسب، لأن الجانبين لم تصدر عنهما تصريحات رسمية بشأن اللقاء، وفي مثل هذه القضايا شديدة الحساسية يكون من الأفضل التعامل بالبيانات الرسمية، تجنبا للتحليلات والتخمينات الخاطئة التي قد تزيد الأمور تعقيداً.● تتحدث عن طبيعة خاصة في العلاقات المصرية - الإيطالية، ما تفاصيلها؟- روما تعتبر من أهم الشركاء الاستراتيجيين لمصر في الاتحاد الأوروبي، وخلال العقدين الماضيين تمت زيادة الصادرات وحركة التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى الاستثمارات الإيطالية التي زادت بشكل ملحوظ في مصر، والتعاون بين الشركات الحكومية والخاصة في البلدين، فضلا عن تنفيذ مشروعات للبنية التحتية في مصر بتمويل إيطالي ضمن برنامج المنحة الأوروبية، لذا فالشراكة بين البلدين استراتيجية ولقاءات المسؤولين المصريين ونظرائهم الإيطاليين لا تنقطع طوال العام، لكن منذ حادثة ريجيني توترت الأمور بين البلدين رغم التأكيد المصري الرسمي على البحث عن القاتل الحقيقي وعدم التهاون في معاقبته.● هل تتوقع أن يتم اتخاذ خطوات تصعيدية جديدة من جانب روما؟- أتمنى أن يُحكّم الساسة الإيطاليون عقولهم قبل اتخاذ أي قرار جديد، ووضع اعتبارات لروح الصداقة التي تجمع بين البلدين منذ عقود، والتأني في اتخاذ الخطوات حتى لا يكون لها تأثير سلبي على المصالح المشتركة بين البلدين.● وفق رؤيتك، ما سيناريوهات التصعيد المحتملة؟- الضغوط الشعبية والإعلامية على الحكومة الإيطالية قد تدفعها لاتخاذ إجراءات اقتصادية لا يكون مرحباً بها، مثل تعليق العمل بالاتفاقيات الاقتصادية ذات التعاون المشترك بين البلدين، أو وقف الرحلات السياحية إلى مصر، باعتبارها بلدا غير آمن للسياح الإيطاليين، وغيرها من السيناريوهات التي نتمنى ألا تحدث.
دوليات
راشد لـ الجريدة•: روما خضعت لضغوط في ملف ريجيني
14-04-2016