ضريبة الشهرة
العمل تحت الأضواء والتفرغ الذي يحتاج إليه يتضمن جانباً إيجايباً يتمثل في محبة الناس والشهرة، برأي مها أحمد، بينما يكون الجانب السلبي غياب خطوط فاصلة بين الحياة الخاصة للفنان وعمله. تضيف أن بعض المعجبين يعبّر عن حبه بطريقة قد تبدو مزعجة للفنان وأسرته وقد تعكر صفو نزهته مع أسرته في مكان عام، لذا، تتمنى أحياناً لو لم تكن مشهورة وتتابع حياتها بشكل طبيعي، موضحة أن تلك المواقف ضريبة طبيعية للشهرة والنجومية، غير أنها تتمسك بألا يكون عملها على حساب واجباتها كأم وزوجة. وتعرب عن اعتقادها بأنها محظوظة بالزواج من رجل يعمل في الوسط الفني، هو الفنان مجدي كامل، لأنه عامل مساعد على تنظيم وقتها بين عملها وحياتها الخاصة وأبنائها.
بدورها توضح رانيا يوسف أن الممثلات يتعرّضن لانتهاك حياتهن الخاصة أثناء قضاء فترة الصيف مع أسرهن على الشواطئ، لحرص المعجبين على التصوير معهن، وعدم قدرتهن على منع كل هؤلاء أو الدخول في مشاجرات معهم.تتمنى أن تكون ثمة ثقافة لدى بعض الجمهور لاحترام الحياة الخاصة للفنان وحرمتها باعتبارها حقه المشروع الذي يجب ألا يتدخل فيه أحد، مشددة على ضرورة إبعاد ابنتيها عن الأضواء بالقدر الذي يحترم خصوصيتهما ولا يزعجهما كي لا تشعرا بأن نجومية والدتهما أثرت عليهما سلباً.مساحة راحةترى لقاء سويدان أن ظروفها ومناسباتها الشخصية فرصة لتقتنص لنفسها مساحة للحياة الخاصة بعيداً عن إزعاج الأضواء، لا سيما أن بعض وسائل الإعلام يبالغ في إلقاء الأضواء على تصرفاتها بشكل قد يبدو مزعجاً، ورغم تفهمها لاهتمام الجمهور بالحياة الشخصية للنجوم، كما يحدث في أنحاء العالم، توضح أن الشخص، بغض النظر عن نجوميته، يحتاج إلى لحظات خاصة وشخصية للخلوة وقضاء وقت مع الأصدقاء المقربين. تحرص سويدان على إبعاد ابنتها عن الأضواء لتعيش مراحل عمرها بشكل طبيعي بعيداً عن الترقب المرتبط بشهرة والدتها.بدورها ترى أميرة العايدي أن الفنان يتعرّض أكثر من غيره لضغوط خاصة، بسبب طبيعة وجوده في الضوء، عبر تسليط الرؤية على حياته الشخصية والعائلية، وهو ما يمكن أن يسبب له مشاكل، فضلاً عن قيود يلتزم بها هو وعائلته.تضيف أن طبيعة الوسط الفني تفرض تداول الأخبار فيه بسرعة، ما يعني ضرورة انتباه الفنان إلى تصرفاته، مؤكدة أنه ما دام التزم في تعاملاته بالجدية والصدق والدقة والعطاء لعمله، يستطيع تحقيق النجاح والتقدم فيه، لافتة إلى أنها تضع تلك المعايير نصب عينيها لتجنب الوقوع في أي مشكلة.تتابع: «التضحيات التي يبذلها الفنان كبيرة، بداية من تسليط وسائل الإعلام كاميراتها عليه، وتضحيته بوقته الذي لم يعد ملكاً له. للوظائف والمهن، عموماً، مواعيد محددة، في حين أن الفنان يعيش حياة أخرى إلى جانب حياته الطبيعة، وهو ما يمكن أن يؤثر في الحياة العائلية للذين لا يستطيعون التوفيق في المواعيد». عائق كبيرتعتبر حنان مطاوع أن الاحتفاظ بخصوصية الحياة الشخصية أكبر العوائق التي تواجه أي فنان، وتتذكر أنها، منذ طفولتها، تعيش وأسرتها تحت الأضواء لأنها ابنة اثنين من أكبر الفنانين في مصر، هما الفنان الراحل كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدي، حتى أصبح الأمر طبيعياً بالنسبة إليها عندما قررت خوض مجال التمثيل بدورها.تضيف أن الفنان لا يستطيع الخروج في الأماكن العامة من دون أن يشعر به أحد أو يحدث ارتباكاً في المكان الموجود فيه، بحكم أن الجمهور يريد الحديث مع نجمه المفضل والتقاط بعض الصور معه كتذكار، لافتة إلى أن ذلك كله من حقوق الجمهور على النجم، ما دام ارتضى دخول عالم الفن والشهرة، وبقدر ما يشكل هذا الأمر متعة للفنان وجمهوره، بقدر ما هو غير مناسب في بعض الأحيان، لا سيما إذا أراد الفنان الاستجمام والهدوء.