فَقَد ميدان التحرير "أيقونة الثورة المصرية"، التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل أقل من أسبوع من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، كثيراً من معالمه الثورية، وبدا كأنه ميدان آخر، نظفته الحكومات المصرية المتعاقبة من كل آثار الاحتجاجات التي شهدها.

Ad

من الكعكة الحجرية الخاصة بالميدان، إلى الشوارع المحيطة وجدران المنازل المطلة عليه، كل شيء بدا نظيفاً ولامعاً قبل الذكرى، حيث تم افتتاح الجزء الخاص بجراج التحرير، القريب من مبنى المتحف المصري، وتم استبدال النصب التذكاري الحجري الخاص بالثورة، الذي تم وضعه في 2014، ووضع بدلاً منه ساري "علم مصر" بارتفاع يزيد على 20 متراً منذ عدة شهور.

مبنى الحزب الوطني "المنحل" أحد أسباب الغضب الشعبي، الذي أضرمت فيه النيران يوم 28 يناير 2011، يوم "جمعة الغضب"، حيث كان يقع على بعد خطوات من التحرير رمزاً لسقوط النظام، لم يعد الآن موجوداً، حيث تحول إلى ركام بعد أعمال الهدم التي استمرت ما يزيد على 5 أشهر، وفشلت "المفوضية المصرية للحقوق والحريات" في وقف هدمه، باعتباره أحد أهم معالم انتفاضة يناير.

تنظيف الحكومة للميدان من آثار الثورة، شمل أيضاً أعمال هدم لجدار مبنى "الجامعة الأميركية"، في مدخل شارع محمد محمود -الذي سمّاه الثوار وقتها "شارع عيون الثورة"- والذي تزين بعددٍ كبير من رسومات "الغرافيتي"، والجداريات، التي رسمها فنانو الثورة وشبابها بريشاتهم في لوحات ضخمة، واعتبرت

-على نطاق واسع- توثيقاً للأحداث والشهداء الذين سقطوا منذ تخلي مبارك عن الحكم، مروراً بالمجلس العسكري، ووصولاً إلى توثيق فترة حكم جماعة "الإخوان" التي لم تزد على عام واحد فقط.

وعلى الرغم من أن محافظ القاهرة، جلال مصطفى السعيد، شدد في تصريحات على أن عمليات التطوير في التحرير لا تستهدف محو معالم الثورة، فإن عمليات التجديد استطاعت طمس أغلبها، إضافة إلى بوابات حديدية وضعت على بعض مداخل الميدان، وكاميرات مراقبة كإجراء أمني.

 وتقول الناشطة الحقوقية منى عزت، التي شاركت في الثورة: "التحرير فرّغ من معالمه الأولى التي صنعها كل من شارك في الثورة، تحت شعار (الحفاظ على الأمن) دون مراعاة القيمة التاريخية للمكان".