المخرج خالد الحجر: «حرام الجسد» يُناقش استباحة الجسد ولا علاقة له بالثورة

نشر في 15-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 15-04-2016 | 00:01
No Image Caption
يعود المخرج خالد الحجر بعد غياب كبير عن الساحة الفنية في {حرام الجسد} الذي أثار موجة نقد وهجوم بسبب الاسم والملصق والفيديو الدعائي، التي توحي بأن الفيلم يحتوي على مشاهد جنسية.

حول الفيلم وفكرته والنقد الموجه إليه، كان لنا مع الحجر الحوار التالي:

كيف جاءت فكرة {حرام الجسد}؟

كنت في زيارة لأحد أصدقائي في مزرعة يملكها وشاهدت العمال وطريقة عيشهم، وقررت تقديم فيلم عنهم وعن الحياة وتفاصيلها هناك. كتبت العمل وعرضته على المنتج غابي خوري فتحمس له وقرر تقديمه.

لماذا اخترت أحمد عبد الله محمود رغم عدم تقديمه بطولات قبل ذلك؟

السبب الأول كانت ملامحه أو تكوينه الجسماني عموماً، لأن البطلة تعاني الحرمان الجنسي وهو شاب قوي. ولكن بعد الجلوس معه وأثناء التحضير والتمرينات، تأكدت أنه الأفضل لأداء الشخصية بشكل جيد.

من ناحية أخرى، أرى أن من واجب المخرج تقديم الوجوه الجديدة وضخ دماء شابة موهوبة في السينما، لأنه لا يمكن الاعتماد على عدد محدود من الأسماء والاكتفاء بها، وفي كل فيلم من أفلامي ستجد اسماً جديداً قدمته للسينما، ففي {شوق} أشركت شقيقة روبي {كوكي} ومحمد رمضان، وفي {قبلات مسروقة} كان معظم الأبطال وجوهاً شابة.

ما سبب اختيارك هذا الاسم؟

يتحدث العمل عن حُرمة الجسد سواء بالاستباحة أو التفريط فيه أو الاغتصاب أو القتل، لأن جميع الأبطال استعملوه لأجل إشباغ رغباتهم. حتى القتل لم يتوانوا عنه. في المقابل، للجسد قدسية وحرمة في الأديان كافة، وفي عادات المجتمع وتقاليده. بالتالي، كان الاسم مناسباً جداً للأحداث.

ما ردك في الهجوم على الفيلم؟

أتعجب جداً من تقييم عمل فني من خلال اسمه أو الملصق أو الفيديو الدعائي. أعتقد أنه كان يجب الانتظار لمشاهدة العمل ثم نقده أو الهجوم عليه. لكن للأسف، انتقد الجميع الفيلم على أنه مليء بمشاهد جنسية وإيحاءات، قبل مشاهدته. أشير هنا إلى أن للتلميح والإيحاء غير المباشر تأثيراً أفضل من المشاهد الصريحة، التي إن وجدت ستحذفها الرقابة.  

وكيف تعاملت الرقابة مع الفيلم؟

لم تحذف الرقابة مشهداً أو كلمة في حوار، ولكن وضعت عليه شارة {للكبار فقط} لأن مضمونه لا يصلح للأطفال، وأنا أتفق معها تماماً في ذلك، لا سيما أن التصنيف العمري أمر متبع في دول العالم كافة.

ما رأيك في مطالبة البعض بإلغاء الرقابة وأن يكون الجمهور هو الرقيب؟

كلام غير صحيح. الرقابة موجودة في دول العالم كافة، والتصنيف العمري للعمل والموافقة عليه أو حتى حذف بعض الجمل والمشاهد ليست رقابة على الإبداع، بل تنظيم وتحديد مستوى ما نقدمه للجمهور. الرقابة في رأيي هي منعك من التطرق إلى موضوعات مُحددة: الدين، الجنس، السياسة، أو نقد شخصية سياسية ما، أو مصادرة العمل بالكامل ومنع عرضه، وهو أمر غير موجود لدينا ولم أقابله في أي فيلم من أعمالي.

ثمة تشابه بين أحداث الفيلم وأحد أفلام رأفت الميهي والمسرحية العالمية {جريمة تحت شجرة الدردار}؟

أولاً، لم أسمع بالفيلم ولا بالمسرحية العالمية مع كامل احترامي لهما ولأصحابهما. ثانياً، الجرائم الإنسانية تتشابه منذ قابيل وهابيل، وأكثر من مرة نقرأ في الصحف عن جريمة قتل اشتركت فيها الزوجة والعشيق للتخلص من الزوج. الأحداث من الوارد تكرارها، كذلك الأفكار قد تتشابه ولكن بالتأكيد التفاصيل والرؤية مختلفتان تماماً.

الثورة... والموسيقى

لماذا جاءت الثورة في خلفية الأحداث؟

كانت أحداث الثورة، خصوصاً هروب المساجين والانفلات الأمني، مدخلاً للأحداث لأن البطل هارب من السجن ويختبئ داخل المزرعة، كذلك ساعد غياب مؤسسات الدولة مراد، صاحب العزبة، على الفساد والتجبّر من دون حساب. عموماً، لا يقدم الفيلم الثورة ولا يعرضها ولا يتحدّث عنها إلا لمبرر درامي.

نال جميع أبطال الفيلم عقابهم في النهاية إلا مراد بك. ما السبب؟

لأنه الأكثر فساداً في استباحته جسد فاطمة، كذلك وافق على القتل بأن قبل بوجود قاتل في مزرعته. ذلك كله لأجل متعته الشخصية، وهو من استطاع تزويج علي وفاطمة من دون بطاقة شخصية، واستخراج تصريح الدفن لحسن رغم قتله. كان فساده داخل المزرعة وخارجها لانهاية له. وهذه النماذج موجودة تعيش بيننا. أما علي وفاطمة فليسا فاسدين. هما أجرما ونالا عقابهما كما يحدث كل يوم في الحياة، فثمة من ينال جزاءه وثمة أيضاً من يبقى من دون عقاب لأنه أقوى من الحساب.

ما السبب في غياب الموسيقى التصويرية في معظم أحدث الفيلم؟

الهدف معايشة الجمهور للأحداث والأبطال وعدم تشتيته بأي أمر آخر، وعندما وجدت أن الموسيقى ستضيف إلى الحدث وضعتها في مشاهد مُحددة وكانت موظفة بشكل كبير، وهو ما لمسه الجمهور.

back to top