في ضيافة كريمة وفي ذكرى مرور عام على انطلاقة "عاصفة الحزم" التي أعادت الأمل إلى اليمن، وحمت الشعب اليمني ومقدراته من مصير مظلم، نظم مركز عيسى الثقافي، بمقره بمملكة البحرين، ندوة "تحالف عاصفة الفكر" في دورتها الثانية، شارك فيها عدد من مراكز الدراسات والبحوث وقادة الرأي والمختصين من مختلف الدول العربية، 28 مارس 2016.

Ad

لقد كانت انطلاقة عاصفة الحزم، أولاً: تعزيزا لثقة العرب بأنفسهم وإمكاناتهم وقدراتهم على تصحيح موازين القوى الإقليمية المختلفة في المنطقة، لمصلحتهم، وثانياً: تجسيدا لمفهوم "الأمن العربي المشترك" في مواجهة التحديات والمخاطر والقوى الخارجية الممولة والداعمة لميليشيات طائفية وعقائدية تسعى إلى السيطرة على السلطة الشرعية وتقويض أركان الدولة الوطنية، وتفتيت المنطقة لأجندة خارجية، وثالثاً: تأكيداً لاستقلالية القرار العربي واعتماد العرب على أنفسهم وتحملهم مسؤولياتهم في تشكيل تحالف عربي يملك قوة الردع ويسد الفراغ الأمني، ويكبح جماح التوسع الإيراني، ويحمي المصالح العربية العليا، وبخاصة بعد أن تخلى حليفنا التاريخي عن مسؤولياته، ونكل عن الوفاء بالتزاماته، ونفض يده، وعقد صفقة مع الطرف الآخر (نظام ولاية الفقيه) المزعزع لأمن واستقرار المنطقة، وأطلق يده تعيث فسادا وتخريبا ودعما ورعاية للتنظيمات الإرهابية بموجب حكم المحكمة الفدرالية الأميركية بتغريم إيران 11 مليون دولار تعويضا لضحايا سبتمبر، ثم دعانا مؤخراً لتقاسم النفوذ معه!

 كان لا بد لدول الاعتدال والاستقرار أن تقف وقفة حاسمة وتتحالف في مواجهة هذه التدخلات، فكانت البداية بالتحالف العربي الذي قاد عاصفة الحزم وأعاد الشرعية والأمل، ها هم اليوم المتمردون منكسرون والمخلوع مذعن، فكان من الطبيعي والمنطقي استثمار النجاح وقوة الدفع في تشكيل تحالف أكبر وأقوى، لقد نجحت السعودية في حشد قوى 40 دولة بقيادتها في 2016/12/15 مقره الرياض، يقوم بالتنسيق ودعم الجهود العسكرية وتطوير البرامج والآليات الداعمة لها بالتنسيق مع المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلام، وكان من ثمراته، مناورات (رعد الشمال) التي مثلت رسالة واضحة إلى أن الدول العربية والإسلامية المشاركة، تقف صفاً واحداً في مواجهة التحديات والمخاطر، حفاظاً على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهي مصممة على ردع قوى الشر والتطرف والإرهاب.

استراتيجية التحالف الإسلامي لمكافحة الاٍرهاب تقوم على محاور أربعة:

 1- المحور العسكري: بتنسيق الجهود العسكرية وتبادل المعلومات والتخطيط والتدريب وتعزيز العمل المشترك، تبعا لإمكان كل دولة ورغبتها في المشاركة في أي عملية أو برنامج ضمن إطار مركز التحالف، وفقا لتنظيمه وآلياته وبما لا يخل باحترام سيادة الدول الأعضاء والمواثيق الدولية.

 2 - المحور الفكري: بالتشخيص المعرفي الدقيق للمرض للوباء الإرهابي، عبر خطة منهجية تواجه الطرح الفكري للإرهاب، وتعمل على تفكيك مبرراته الأيديولوجية المضللة، وتسعى إلى غرس وترسيخ ثقافة الاعتدال وقيم التسامح والحوار وقبول الآخر، وتعزز مفاهيم المواطنة والانتماء لدى الناشئة والشباب.

 3- المحور الإعلامي: عبر سياسة إعلامية واضحة توظف وتستثمر وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في التصدي للفكر الإرهابي وتحصين الشباب والمجتمع من الفكر المتطرف، وتتصدى للفتاوى المضللة والمفاهيم المغلوطة، وتنشر الوعي عبر المدارس والمساجد والمنصات التقنية ومنظمات المجتمع المدني.

4- المحور المالي: بتتبع مصادر التمويل الإرهابي وتجفيفها وإحكام الرقابة عليها.

ما المنطلقات التي قام عليها التحالف؟

1- أداء لواجب حماية الأمة من شرور الإرهاب.

2- إن مواجهة الإرهاب هي معركتنا في الأساس كما قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ونحن أولى بمحاربة "داعش"، طبقاً لراشد العريمي الكاتب الإماراتي.

3- إن مسؤولية استعادة الدين من خاطفيه، هي مسؤوليتنا.

4- إبطال مزاعم المشككين في جدية العرب والمسلمين في محاربة الإرهاب.

ختاماً: في كلمته الافتتاحية، دعا الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، من أجل استمرار هذا التحالف وترسيخه وتحوله إلى تكتل إسلامي إلى: تعميق الروابط بين الشعوب الإسلامية، فالشعوب هي التي تحمي التكتلات، وزيادة التعاون الأمني والعسكري، والتصنيع العسكري، والتعاون الاقتصادي، وخلق سوق مشتركة بين الدول الإسلامية.

* كاتب قطري