ما سبب غيابك عن السينما كل هذه المدة؟

Ad

لم يكن غياباً بقدر ما كان بحثاً عن علامات وأعمال مميزة تُضيف إلى مشواري الفني وإلى مكانة صنعتها لدى الجمهور على مدار سنوات طويلة، وما كنت أرغب في تشويهها بعمل متواضع لمجرد التواجد، بالإضافة إلى الحوادث السياسية وما مرت به السينما من أزمة انخفض بسببها الإنتاج، وبالتالي ابتعد كثير من الفنانين، كنت من ضمنهم.

هل تعتبر نفسك مظلوماً سينمائياً؟

ظلمت نفسي بقرارات خاطئة. لم أقدم عملاً فاشلاً ابتعدت بسببه أو عملاً نجح بقوة لدرجة أنني لم أجد دوراً أجسده بعده. كل ما في الأمر أنني حاولت اختيار أعمال جيدة تُضيف إلي، ورفضت الكثير، ومع تكرار الرفض تحوّل إلى بعد ثم ابتعاد تام. أتحمل نتيجة هذا القرار الخاطئ الآن.

كيف كان الترشيح لـ {الليلة الكبيرة}؟

المخرج سامح عبد العزيز صديق وبيننا عشرة عمر، وكلما التقينا في احتفال أو مهرجان أو أي تجمع، نتحدث عن رغبتنا في العمل معاً، حتى فوجئت باتصال هاتفي منه دعاني فيه إلى لقاء معه ومع المؤلف أحمد عبد الله وعرضا عليَّ المشاركة في الفيلم. قبلت به بشكل مبدئي، وعندما قرأت الدور وافقت والتقيت أحمد السبكي وحدث التعاون الذي سعدت جداً به وبالمشاركة في عمل بهذا الحجم.

ما سبب موافقتك على العمل؟

أولاً، الدور جيد جداً يتحدث عن مأذون على الطريقة الحديثة، مختلف عن الشكل النمطي للمأذون والمتعارف عليه في السينما، يملك {لوكاندة} متواضعة داخل {المولد} ويحاول تحقيق المكاسب، لأنه موسم بالنسبة إليه ولا بد من استغلاله بأي شكل. يعقد زواجاً شرعياً أو عرفياً أو مسياراً، فالمهم المكسب.

 الدور جيد والعمل متميز ويضمّ كوكبة كبيرة من النجوم الكبار، أكثر من 22 نجما، ومؤلفاً متميزاً، ومخرجاً كبيراً، ومنتجاً كبيراً... كل هذه العوامل كانت سبباً في الموافقة على الدور.

كيف كان التحضير للعمل والشخصية؟

عقد المخرج سامح عبد العزيز جلسات تحضير مع شخصيات العمل ومع المؤلف أحمد عبد الله. حدث النقاش وتبادل الآراء حتى وصلنا إلى تصور للشخصيات وأدائها، كذلك الجزء الخاص بي ومفتاح أداء شخصيتي، حتى تكوّنت كما شاهدها الجمهور.

رأى البعض أن العمل كان مباشراً أكثر من اللازم. ما ردك؟

العمل مليء بقصص متشابكة كثيرة، ولكل شخصية بداية وعقدة ونهاية، وتقديم هذه القصص بتفاصيلها كان يحتاج إلى أكثر من فيلم. بالتالي، كان البديل المرور بشكل سريع على هذه القصص، وتلك هي سمات البطولات المشتركة، ناهيك بتقديم أكثر من قضية وقصة في عمل واحد.

كيف ترى نهاية الفيلم؟ هل كانت أخلاقية وليست درامية؟

يتحدث العمل عن الصوفية والأضرحة، ونماذج من البشر وقعت في الذنوب والمشاكل، وكانت نهاية العمل الاتجاه إلى الله ونزول المطر ليغسل ذنوبنا وخطايانا. أعتقد أن النهاية بهذا الشكل متسقة مع طبيعة العمل والقضية التي يناقشها، وهي ملحمية وليست أخلاقية كما وصفها البعض.

كيف ترى مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي؟

سعدت جداً بهذا الخبر، خصوصاً مع عودتي إلى السينما بعد غياب، كذلك مرت السينما بأزمة خلال سنوات، ومشاركة فيلمين في المسابقة الرسمية تعني أن السينما بدأت تتعافى وستعود إلى ما كانت عليه، خصوصاً مع عودة المخرجين الكبار للعمل ودخول أكثر من منتج إلى الساحة بعد غياب.

هل تتوقع تحقيق الفيلم نجاحاً تجارياً عند عرضه؟

أتمنى ذلك. يتمتع العمل بكل مقومات النجاح، ويشارك فيه 22 نجماً لكل منهم جمهور وشعبية، وللمؤلف والمخرج أيضاً مكانتهما وأعمالهما التي حققت نجاحاً كبيراً قبل ذلك، فالفيلمان {الفرح} و{كباريه} حققا نجاحاً تجارياً جيداً رغم اختلافهما عما كان يُعرض عند إطلاقهما، وأتوقع أن يحقق {الليلة الكبيرة} نجاحاً كبيراً.

هجوم... وأزمة

ما رأيك في الهجوم الذي تعرض له السبكي؟

هجوم غير منطقي. السبكي منتج كبير له تاريخ لافت في الإنتاج، وقدم أعمالاً متميزة لكبار النجوم والنجمات على مدار سنوت طويلة، تجعلنا نحييه ونُكرمه بدلا من الهجوم عليه. كثير من المنتجين ابتعد عن الساحة خوفاً من الخسارة ولكنه واصل وحده وأنتج وساهم في استمرار صناعة السينما بدلاً من توقفها. صحيح أن ثمة أعمالاً سيئة قدمها، ولكن لها جمهور تفاعل معها، وإلى جوارها قدّم أعمالاً متميزة وناجحة. نوجه له النقد واللوم على بعض الأعمال، لكن الحل ليس في منعه ولا الهجوم عليه، بل في تنوع الإنتاج ومساعدة السينما للخروج من أزمتها.

كيف ترى دور الدولة في أزمة السينما؟

على الدولة حماية صناعة السينما من القرصنة والاحتكار، وإصدار تشريعات في هذا الشأن، كذلك لا بد من العودة إلى الإنتاج المباشر كما كانت الحال في المؤسسة العامة للسينما. عموماً، أحد أسباب أزمة السينما انخفاض الإنتاج وعدم التنوع في ما يُعرض ويُقدم للجمهور.

هل اختلف الفن عما كان عليه من سنوات؟

بالتأكيد، التطور الفني والتقني حقّقا الاختلاف في الصورة والإخراج، ما جعل الفنان يعمل في جو أفضل ويُبدع بشكل أفضل. كذلك اختلف الأداء التمثيلي وأصبح أقرب إلى الواقع بدلا من المبالغات التي كانت سائدة من فترة. ظهرت أيضاً ورش الكتابة التي تقدم أفكاراً جديدة ومتنوعة تخدم العمل والجمهور.

ما جديدك من أعمال؟

أشارك في مسرحية {الغابة والعصفور} مع كل من الفنان الكبير أحمد راتب وفيولا وعدد من فناني الإسكندرية، وهي مسرحية مُقدمة لطلبة المدراس تُعرض في الإسكندرية، وقريباً في القاهرة، ثم جولة في الكويت وأميركا، من إنتاج إيهاب الشريف الذي أتوجه له بالشكر لأنه أخذ على عاتقه إنتاج عمل مسرحي للأطفال في ظل غياب تام لأعمال الطفل في المسرح والتلفزيون. كذلك لديَّ ثلاثة مسلسلات اختار بينها الأفضل للعرض في موسم رمضان المقبل.