الناهض: زيادة «التكويت» باتت ضرورة مع انخفاض أسعار النفط

نشر في 04-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 04-04-2016 | 00:01
No Image Caption
«إنجاز» تقيم «حواراً» بجامعة الكويت بعنوان «الاتجاهات في تطوير القطاع الخاص»
تأسست جمعية «إنجاز» الكويتية عام 2005 كجمعية غير ربحية وغير حكومية، تعمل عبر الشراكة والتعاون الاستراتيجي مع القطاع التعليمي ومؤسسات القطاع الخاص، تفعيلاً لدورهما في المسؤولية الاجتماعية تجاه الشباب، وتعزيزا لرسالتها المتمثلة في تمكين الشباب من النجاح في حياتهم المهنية والعملية والاقتصادية.

توقع الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي (بيتك) مازن الناهض أن ترتفع نسبة "التكويت" مع انخفاض أسعار النفط، مشددا على أنه ليس خيارا ولكنه أمر مفروض.

جاء ذلك في "حوار إنجازي" عقدته جمعية "إنجاز" الكويتية أمس بنجاح، تحت عنوان "الاتجاهات في تطوير القطاع الخاص"، في كلية إدارة الأعمال بجامعة الكويت مستضيفة فيه مكتب التدريب الطلابي والخريجين.

وشارك في الحوار عدد من الشخصيات البارزة من ممثلي القطاع المصرفي والمالي، وهم الرئيس التنفيذي لشركة الوطني للاستثمار (NBK Capital) فيصل الحمد، والرئيس التنفيذي لشركة المركز المالي الكويتي "المركز" مناف الهاجري، حيث حاورهم مشرف المحادثة المدير التنفيذي الأول لاستراتيجية الشركات، وتطوير الأعمال والدمج والاستحواذ لدى شركة صناعات الغانم ضاري البدر.

وتقيم "إنجاز"، على مدار العام، سلسلة من الحوارات التفاعلية والحلقات النقاشية التي يشارك فيها أبرز قادة الأعمال لدى مختلف القطاعات، حيث يتم تناول موضوعات وقضايا مهمة تطرح للحوار بمشاركة الطلبة، الذين يستفيدون من خبرات المشاركين وقصص نجاحهم.

القطاع الخاص

وحول كيفية أن يكون الشخص مبادرا، قال الناهض إنه يجب أن يكون له هدف، وان يحدد الادوات التي توصله إلى هذا الهدف، مبينا أن المشكلة أو التحدي أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة هما الروتين والبيروقراطية لا التمويل.

ولفت إلى أن "بيتك" توصل إلى الصيغة المناسبة لتمويل الشركات المتوسطة والصغيرة بالشراكة مع صندوق المشروعات المتوسطة والصغيرة، وبدأ فعليا في تطوير الأنظمة لإدارة عملية التمويل بالشراكة مع هذا الصندوق.

وتابع ان "بيتك" كان من أوائل المشاركين في الصندوق الوطني لرعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة أن الغرض منه تنموي رغم أنه يدار بطريقة تجارية، لافتا إلى توجه البنوك للمساهمة في تمويل مثل هذه المشروعات لتخفيض التكلفة بالنسبة للمبادر.

وعن المقارنة بين القطاع الخاص والحكومة في تدريب الموظفين، زاد ان الامر يختلف من مؤسسة إلى أخرى، لكن، بشكل عام، شركات القطاع الخاص تهتم بتدريب وتطوير موظفيها، معطيا مثالا لذلك بقطاع البنوك الذي يهتم بتطوير موظفيه وارسالهم لأكبر الجامعات العالمية لكي يحملوا على عاتقهم بعد ذلك مسؤولية تطوير البنك.

نظام التكويت

وأشار الناهض إلى انه في "بيتك" عند تعيين موظف جديد يتم تعريفه بجميع الاقسام المختلفة في البنك، ومن ثم يتم اختياره في القسم الذي قد يكون مبدعاً فيه أو يستطيع تحقيق نفسه فيه.

وحول التعامل مع الوافدين، اضاف ان نظام التكويت في البنوك اخذ منحنى مختلفا عن باقي القطاعات، فالبنوك مطالبة بتحقيق نسبة 60 في المئة من العمالة تكون وطنية، وهو تحد بالنسبة للبنوك نظرا لعدة عوامل، اهمها ان رغبة العمل غير موجودة لدى الكويتيين مقارنة بالاجنبي، ولوجود تخصصات نادرة ليست لدى الكويتيين.

وأشار إلى انه بالنسبة لـ"بيتك" فقد اعتمد بعض القواعد للتعامل مع هذه القضية، مثل أن اي وظيفة لحديث التخرج تكون لكويتي، وأن يكون توظيف غير الكويتي في حدود ضيقة، نظرا لتخصص غير موجود لدى الكويتيين، متوقعا أن ترتفع نسبة "التكويت" مع انخفاض اسعار النفط، مؤكدا أنه ليس خيار ولكنه أمر مفروض.

وعن نصائحه للشباب قال إن نصيحته الوحيدة للشباب هي أن يكونوا أفضل الناس فيما يفعلون، بغض النظر عن طبيعة عملهم، فيجب أن يكون افضل شخص ينفذ هذا العمل وهو الامر الذي سيجعله مميزاً وناجحاً.

الفرص الاستثمارية

من جهته، ألمح مناف الهاجري إلى أن الفرص الاستثمارية التي يأتي بها المبادرون دائما ما تكون ضعيفة، مبينا ان سبب ذلك يرجع إلى التركيبة الاقتصادية للبلد، مقسما هذه الفرص إلى نوعين، الاول: تلك الفرص التي تأتي من السوق ويقوم بها المبادرون بالمشروع دون الاعتماد على أي جهة لدعمه، معطيا مثالا لذلك بمشروع موقع "طلبات دون كوم" الذي حقق نجاحا كبيرا دون ان يحصل على دعم من اي جهة.

واشار الهاجري إلى النوع الثاني من الفرص الذي يكون بدعم من الحكومة، وللاسف لم يحدث شيء جاد من الدولة بهذا الشأن، موضحا وجود ثلاثة عوائق رئيسية أمام المبادرين الشباب هي:

الاولى: المناقصات التي يتم طرحها من قبل الحكومة "ليست صديقة" للمبادرين من حيث الشفافية والشروط، مطالبا بضرورة إعادة صياغة المناقصات لتكون صديقة لشباب المبادرين.

الثانية: هناك كمية كبيرة من الباحثين الذين يقدمون أفكارا جديدة، لكن دون ان يقوموا بتسجيلها أو يحصلون على حماية للملكية الفكرية، مؤكدا أهمية التسجيل لما تحفظه لهم من حقوق ستضيع عليهم في حالة عدم اهتمامهم بهذا الامر.

ثالثاً: إغلاق القطاع النفطي أمام استثمارات القطاع الخاص، سواء كانت شركات أو افرادا أو مبادرين.

وعن حديثي التخرج قال الهاجري إنه بالنسبة لـ"المركز" نشترط في الفترة الأخيرة أن يكون ذا خبرة، نظرا لاختلاف طبيعة عملنا عن البنوك، مبينا انه بالنسبة للوافدين فنحن نعمل بمدأ "الجدارة"، فلا نفرق بين الكويتي والوافد، ولكن معيارنا الأساسي هو الجدارة في مكان العمل والقدرة على الإنتاج والفاعلية في العمل، وهو أمر مطلوب طالما أردنا سوقا حرا للعمل.

تشكيل الاتجاه

وحول سر نجاحه، قال الهاجري إن الذي ساعدني في بدايتي العملية أني عملت أول خمس سنوات في مؤسسات كبيرة شكلت اتجاهي، فحديث التخرج يكون في أول الفترة مثل الطفل الصغير الذي يتكون وعيه الوظيفي الذي سيستمر معه طوال مشواره المهني.

وحول أهم النصائح التي يقدمها للشباب قال الهاجري إن على الشباب أن يهتموا بثلاث نقاط مهمة:

الأولى: عند مواجهته مشكلة يصنف الحل بين "الصح والخطأ"، و"الصعب والسهل"، لا أن تكون الحلول دائما للسهل، مع إغفال الخيارات الأخرى.

ثانيا: الاستغلال الأمثل للوقت، وخاصة أن هناك العديد من الشباب يضيعون وقتا ثمينا يوميا يتجاوز الثلاث ساعات في الديوانيات وأمور أخرى ليس لها مردود، مطالبا الشباب بضرورة الاستثمار في أنفسهم عبر تطوير الذات والدراسة والتدريب.

ثالثا: "إياكم والتعصب"، فالكثير من الشباب يتعصب لرأيه ولا يريد الاستماع لآراء الآخرين حتى لو كانت هي الأصح.

الوعي الوظيفي

من جانبه، ذكر فيصل الحمد ان سر نجاحه كان في وجود مثل أعلى له في البيت، و"هو ما جعل عملي أكثر"، مشيرا إلى أن أول شركة عمل فيها كان لها أثر كبير على تشكيل وعيه الوظيفي، وتشكيل قناعة أن من يجدون في العمل هم فقط الذين ينجحون في عملهم.

ودعا الحمد إلى ضرورة استثمار الشباب في أنفسهم عبر تطوير ذواتهم، والبحث عن الزيادة في التعليم والتدريب، خاصة في أول خمس سنوات عملية في حياتهم، لأنها أهم سنوات ستشكل طريقهم طوال حياتهم.

إلهام وتأهيل

ويهدف "حوار إنجازي" إلى إلهام الطلبة وتأهيلهم مهنيا قبل الدخول إلى معترك الحياة العملية فور تخرجهم، عن طريق عرض قصص نجاح أبرز الشخصيات وخبراتهم العملية، مع شرح الفرص والتحديات الخاصة بمختلف القطاعات.

وقد اختتمت الفعالية بحوار مفتوح جمع القادة المتحدثين والطلبة، ثم تبعه معرض للرعاة المشاركين في هذا الحدث، لعرض خدماتهم ومنتجاتهم على الطلبة ومنحهم فرصة التقديم على وظيفة أو التدريب داخل هذه الشركات والمؤسسات.

لقد ساهمت جمعية إنجاز الكويتية في تعليم ما لا يقل عن 40 ألف طالب وطالبة منذ بداية إنشائها في عام 2005. وذلك بفضل 3 آلاف متطوع تقريبا من القطاع الخاص بدولة الكويت، وفي أكثر من 80 مدرسة وجامعة في الكويت. تستمر جمعية إنجاز الكويتية مواصلة تقديم أحدث البرامج التعليمية لطلبة الكويت، بهدف المساهمة في بناء مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا.

النيباري: نجاح كبير لـ«حوار إنجازي»

صرحت الرئيسة التنفيذية لجمعية إنجاز الكويتية رنا النيباري، قائلة: "يسعدنا جداً أن حوار إنجازي شهد نجاحا كبيرا. لقد أتاح الحوار الفرصة للطلبة لمناقشة موضوعات خاصة بمستقبلهم الوظيفي في القطاع المصرفي، وما يشغل بالهم من مخاوف، بحرية وشفافية، خاصة أن القطاع المصرفي والمالي من بين القطاعات الرئيسة التي تستقطب الشباب الخريجين. تكمن مهمتنا دائما في تعزيز طموح الشباب لاكتساب المزيد من المعرفة حول أهم قضايا وتحديات ومصاعب عالم الأعمال وكيفية التغلب عليها".

من جانبه، قال مشرف مكتب التدريب الطلابي والخريجين د. عبدالرحمن الطويل: "نحن نؤمن بأهمية برامج ومبادرات جمعية إنجاز الكويتية التي تندرج ضمن الأهداف الرئيسة لعمليات مكتبنا. فمن خلال هذا التعاون المشترك، سنكثف مستوى التعليم والتدريب المقدم لهؤلاء الطلاب من خلال جمعية انجاز الكويتية ومكتب التدريب الطلابي والخريجين. وعلى وجه الخصوص، مبادرة "حوار إنجازي" إحدى المبادرات الفعالة التي تنفذها إنجاز، وتترك أثرا مستداما في حياة الطلبة.

نحن نتطلع إلى المزيد من المبادرات التعليمية مع جمعية انجاز الكويتية في المستقبل، ونتمنى لجميع طلابنا التوفيق والنجاح".

back to top