طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشعب الأمريكي بالتركيز على المستقبل، والابتعاد عن ثقافة الكراهية والتمييز العنصري، التي اعتبرها دخيلة على المجتمع الأمريكي، والتي يروج لها بعض السياسيون خصوصاً خلال فترة الحملات الانتخابية الحالية.
وخلال خطاب «حال الأمة أو الاتحاد» السنوي، الذي يلقيه الرئيس الأمريكي أمام الكونغرس في الثلاثاء الثاني من شهر يناير من كل عام، ركز أوباما على أربعة تساؤلات أساسية، هي: توفير الفرص المتساوية لجميع الأمريكيين في الأمن والاقتصاد، وتسخير التكنولوجيا لتعمل في مصلحة الأمريكيين وليس ضدهم، الحفاظ على الأمن العالمي، وأخيراً أن تعكس السياسة الأمريكية أفضل ما في الشعب الأمريكي وليس أقبح ما فيه.سياسياً، قال أوباما، في الخطاب، وهو آخر خطاب يلقيه، إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأقوى في العالم حالياً، ولا يختلف اثنين على ذلك، ولكن هذا الوقت خطر أيضاً، خصوصاً وأن بعض المناطق في العالم، كمنطقة الشرق الأوسط، تمر بتحولات جذرية قد تؤثر بشكل مباشر على الأجيال المقبلة.وأكد أوباما أن الأولوية الحالية هي القضاء على الجماعات الإرهابية كالقاعدة وتنظيم داعش، لأنها تهدد الأمن العالمي، عبر نشر دعايتها العالمية الضخمة لجذب المزيد من المقاتلين، وأضاف أوباما: "في حال كان الكونغرس جاداً بشأن الفوز في هذه الحرب، عليه إصدار قرار يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش".وشدد الرئيس الأمريكي في خطابه على استراتيجية التعامل مع التهديدات الخارجية، فالولايات المتحدة الأمريكية ستتحرك دائما لحماية شعبها وحلفائها، ولكن في القضايا الدولية، ستعمل جاهدة على تحريك المجتمع الدولي للانضمام إليها في مساعيها للقضاء على الإرهاب أينما كان، وهي بالضبط الاستراتيجية التي اتبعتها في سورية، حين تعاونت مع قوى إقليمية لمحاربة داعش، وتحاول دبلوماسيا وإنسانيا إصلاح دولة تبحث عن السلام.وتطرق أوباما أيضاً إلى الموضوع الإيراني، مؤكداً أن الاتفاق الدبلوماسي الذي تم توقيعه جنب العالم حرباً دامية.أبرز النقاط في خطاب أوباما الأخير حول حال الاتحاد• دعوني ابدأ بالاقتصاد وبواقع أساسي: الولايات المتحدة الأميركية وفي الوقت الراهن لديها الاقتصاد الأقوى والأكثر استمرارية في العالم، كل ما يحكى عن تراجع الاقتصاد الأميركي مجرد خيال، لكن ما هو صحيح والذي يدفع الكثير من الأميركيين إلى القلق، هو أن الاقتصاد يتغير بقوة، تغييرات بدأت قبل فترة طويلة مع الانكماش الكبير الذي أصابنا.• السنة الماضية قال نائب الرئيس بايدن أن أميركا بإمكانها معالجة السرطان كما تمكنت من الوصول إلى القمر، والشهر الماضي عمل مع هذا الكونغرس لإعطاء العلماء في المعهد الوطني للصحة، الموارد الأكبر التي يحصلون عليها منذ عشر سنوات، وهذا المساء أعلن عن جهد وطني جديد للقيام بما يجب فعله في مكافحة السرطان.• من أجل الغالين علينا الذين خسرناهم ومن أجل العائلات التي ما زال بامكاننا انقاذها، فلنجعل من أميركا البلد الذي يستأصل السرطان مرة واحدة وللأبد.• أن جموعاً من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصاً نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطراً هائلاً على المدنيين وعلينا وقفهم، ولكنهم لا يشكلون خطراً وجودياً على أمتنا، علينا تسميتهم بحسب ما هم، قتلة ومتعصبون يجب القضاء عليهم ومطاردتهم وتدميرهم.• الشعب الأميركي يجب أن يعلم أنه حتى بدون تحرك في الكونغرس، سيتلقن تنظيم داعش نفس الدروس مثل إرهابيين آخرين سابقاً، إذا كنتم تشكون في التزام أميركا أو التزامي إحقاق العدل، فاسألوا أسامة بن لادن الذي قُتِلَ خلال عملية أميركية في باكستان في مايو 2011.• إذا هاجمتم أميركيين فسنلاحقكم، قد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت لكن ذاكرتنا قوية ونطاق تحركنا لا حدود له.• العالم سيلجأ إلينا للمساعدة في حل هذه المشاكل، وأجوبتنا يجب أن تكون أكثر من حديث متشدد، هذا الأمر قد ينجح كشعارات مثيرة للصدمة على التلفزيون لكنه لن ينجح على الساحة الدولية.• حين يقوم سياسيون بإهانة مسلمين وحين يتم تخريب مسجد أو التعرض لولد، هذا الأمر لا يجعلنا أكثر أماناً، إنه أمر خاطىء، يمس بصورتنا في نظر العالم، ويجعل من الأصعب تحقيق أهدافنا، كما يعتبر خيانة لواقعنا كبلد.• سأواصل جهودي لإغلاق سجن غوانتانامو، فهو يكلف غالياً وهو غير مجد وهو ليس أكثر من كراس تجنيد يستخدمه أعداؤنا.• إذا كان هناك أحد لا يزال يريد نكران الربط بين العلم والتغير المناخي، فسيجد نفسه وحيداً لأنه سيكون في وجه عسكريينا وغالبية أرباب العمل الأميركيين وغالبية الأميركيين ونصف المجموعة العلمية تقريباً وحوالي 200 دولة في مختلف أنحاء العالم تتفق على القول أن هذا الأمر يطرح مشكلة ويجب تسويتها.• حتى ولو لم يكن الكوكب في خطر أو سنة 2014 لم تكن السنة الأكثر سخونة إلى أن تبين أن 2015 كانت أكثر حراً، فلماذا علينا تفويت الفرصة أمام الشركات الأميركية لانتاج وبيع طاقة المستقبل؟.• خمسون عاماً مرت من عزل كوبا ولم تنجح في نشر الديموقراطية وأدت إلى تراجعنا في أميركا اللاتينية، هل تريدون تعزيز قيادتنا ومصداقيتنا في القارة؟ اعترفوا بأن الحرب الباردة انتهت، ارفعوا الحظر.• إنه أحد الأمور القليلة التي اتأسف عليها خلال رئاستي وهو الضغينة والارتياب بين الحزبين والتي تدهورت إلى اسوأ، ليس لدي شك بأن رئيساً بمواهب لينكولن أو روزفلت كان ليتمكن من ردم هوة الانقسام بشكل أفضل، وأؤكد إنني سأحاول باستمرار أن أعمل على ذلك طالما لا زلت في مهامي.
آخر الأخبار
أوباما في آخر خطاب له حول حال الاتحاد: داعش يهدد الأمن العالمي
13-01-2016