المعارضة السورية مستعدة لقبول ربع مقاعد هيئة الحكم الانتقالي

استبقت الهيئة العليا للمفاوضات السورية انضمام وفد الرئيس بشار الأسد إلى الجولة الثانية من محادثات «جنيف 3» اليوم، وأعلنت استعدادها للمشاركة في هيئة حكم انتقالية مع أعضاء في الحكومة الحالية، معتبرة أن هناك أشخاصاً فيها يمكن التعامل معهم، ولكن ليس الأسد نفسه.

وقال المتحدث باسم الهيئة، التي تمثل المعارضة الرئيسة في سورية، سالم المسلط لوكالة «رويترز» إن الهيئة مستعدة لشغل أقل من نصف أو حتى ربع المقاعد في هيئة الحكم الانتقالي، مادامت ترضي السوريين وتتوصل إلى تسوية سياسية، مشيراً إلى أنها ستدعو إلى مؤتمر وطني سيشكل بدوره لجنة دستورية.

وأكد المسلط أنه «إذا مارست روسيا ضغوطاً على حكومة الأسد، وإذا كان وفدها جاداً في المفاوضات، فإنه يمكن التوصل إلى اتفاق في الجولة الحالية»، مستطرداً: «إنه من أجل التوصل إلى حل فعلي يمكن للنظام أن يقترح ما يريد بالنسبة للأسد، وأن يكون ذلك محل نقاش، ويمكن بحث كل شيء على طاولة الأمم المتحدة، وأن الهيئة مستعدة لمناقشة هذه الأمور».

وقال إن فصائل المعارضة تحدثت أيضاً عن توحيد الصفوف لقتال المتشددين فور التوصل إلى حل سياسي، وجميع السوريين سيكون بمقدورهم التوحد وراء جيش واحد يضم جميع الأطياف حين يغيب الأسد.

وقبل لقائه وفداً من المعارضة القريبة من موسكو، التقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان ديميستورا وفد هيئة المفاوضات، وشدد على أن الانتقال السياسي وآلية الحكم ووضع الدستور ستكون محور الجولة الحالية من محادثات جنيف.

وفي خضم الأحداث السياسية، التي برز فيها إصرار الأسد على انتخاب برلمان جديد، في خطوة وصفتها فرنسا وألمانيا بالمهزلة، واعتبرتها المعارضة مسرحية تضرب بالجهود الدولية لتسوية النزاع عرض الحائط، شهدت الساحة الميدانية تطورات بالغة التعقيد مع تحقيق تنظيم «داعش» تقدماً في حلب على حساب الفصائل المقاتلة، وتمكنه من السيطرة على 6 قرى قرب الحدود مع تركيا، أهمها حوار كلس.

كما دارت معارك حامية الوطيس بين قوات النظام و«جبهة النصرة» في محيط خان طومان وبلدة العيس الاستراتيجية المطلة على طريق حلب - دمشق الدولي، بالتزامن مع بدء النظام مدعوماً بالسلاح الجوي الروسي، أمس، هجوماً عنيفاً على مخيم حندرات، بهدف منع أي مقاتل من المعارضة من الخروج من حلب أو دخولها.

 وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «داعش» أسقط طائرة فوق السويداء، مشيراً إلى أن النظام بدأ محاولات لإنقاذ الطيار.

(دمشق، جنيف- رويترز، أ ف ب، د ب أ)