لم يحفل الدور الأول من دوري ڤيڤا لكرة القدم بالمتعة والإثارة كما كان متوقعاً، بل جاء المستوى منخفضاً جداً عموماً، ويستحق السالمية صاحب مركز الوصافة لقب الأفضل، بينما يستحق الفحيحيل لقب مفاجأة البطولة وخيطان الحصان الأسود.

Ad

انتهى الدور الأول من منافسات دوري ڤيڤا لكرة القدم، ونجح الكويت كما هو متوقع في تحقيق لقب "بطل الشتاء" أو نصف البطولة، وتبعه السالمية والقادسية والعربي وكاظمة في المراكز من الثاني حتى الخامس.

الدور الأول لم يرتق إلى المستوى المأمول والمتوقع، خصوصاً أن كل المقدمات كانت تشير إلى أن المستوى قد يكون أفضل كثيراً من الموسم الماضي، لكنه للأسف الشديد جاء أقل بكثير!.

وشهد هذا الدور اختلاف المستوى من جولة إلى أخرى بل من مباراة لأخرى، ويمكن القول، إن المستوى اختلف من شوط إلى آخر، المباريات غابت عنها المتعة والإثارة إلا في عدد قليل للغاية منها لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.

ويمكن القول، إن السالمية هو الفريق الأفضل في المستوى والأكثر ثباتاً، بينما جميع الفرق تأرجح وتذبذب مستواها تحت شعار "حبة فوق وحبة تحت"، وهو الأمر الذي لم ينجح في تداركه المدربون نهائياً.

"الجريدة بدورها تلقي الضوء على مستوى الفرق الـ 13 المشاركة في البطولة من خلال هذا التحليل، علماً أنه سيتم تناول الأندية وفقاً لمركزها في جدول الترتيب.

الكويت صدارة... ولكن!

تربع الكويت على قمة البطولة، لكنه لم يقدم الأداء المقنع الذي يجعله بطلاً لدوري الشتاء، فقد اعتمد الجهاز الفني بقيادة المدرب محمد إبراهيم على الأسلوب التجاري كما أكدنا مراراً وتكراراً من أجل تحقيق الانتصارات وحصد النقاط، وللأسف الشديد جاء هذا الأمر على حساب الأداء، لذلك كان منطقياً أن يفتقد الأبيض للإمتاع الفني في الدور الأول، ويبدو أن الجهاز الفني يرى أن اللقب فقط سيحسب له وليس المستوى!.

السالمية ثابت المستوى

في المقابل، فإن السالمية هو الفريق الأفضل بشهادة الجميع فنياً وتكتيكياً، الأمر الذي يؤكد نجاح المدرب الألماني رولف الذي تم إنهاء خدماته مطلع الشهر الجاري، ليتولى المهمة بدلاً منه بشكل مؤقت المدرب سلمان عواد السربل. تفوق السالمية وتقديمه مستوى استثنائياً يرجع إلى دعم الإدارة اللامحدود للفريق، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من اللاعبين سواء محليون أو محترفون.

القادسية حقق ما يتمناه

من المؤكد، أن احتلال القادسية المركز الثالث بفارق نقطتين عن السالمية ونجاحه في تحقيق نتائج ايجابية وبعدد وافر من الأهداف أمر أكثر من رائع، ويمكن القول، إن الفريق في ظل معاناته المادية التي وصلت إلى حد تدخل الجماهير لجمع مستحقات المحترفين في واقعة "القطية"، حقق كل ما يتمناه من حيث النتائج فقط، وليس المستوى "الباهت"، لكن الأصفر مازال في دائرة المنافسة، وقادراً على استعادة اللقب.

العربي تاه مع فيلبو

أما العربي، فظهر في الموسم الحالي بلا راحة أو لون أو طعم، المستوى والنتائج غابا معاً عن الفريق، وبدلاً من أن ينافس بقوة على لقب الدوري عل غرار الموسم الماضي، بيد أنه تاه مع المدرب البرتغالي فيبلو الذي تسبب في فقدان الفريق لعدد كبير من النقاط، دفعت مجلس الإدارة إلى إقالته وإعادة المدرب الصربي السابق بوريس بونياك، الذي تعول عليه الجماهير كثيراً في المنافسة على اللقب، والأمر قد يبدو مستعبدا لكنه غير مستحيل على أي حال.

كاظمة ونتائج غير منطقية

لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يحقق كاظمة هذه النتائج الهزيلة التي أوقعته في المركز الخامس، فالإدارة تعاقدت مع مدرب قدير وعينت المدرب السابق عبدالعزيز الهاجري مديراً للجهازين الفني والإدارة، وأبقت على المتألق البرازيلي باتريك فابيانو هداف الموسم الماضي، لكن الفريق فرط في عدد كبير من النقاط لأسباب غير واحة، وقد يكون لخسارتي الفريق في البداية أمام الكويت ثم السالمية أثر سلبي على البرتقالي بصفة عامة، والفريق أمامه الفرصة للتعويض في الدور الثاني.

الفحيحيل مفاجأة البطولة

بدوره نجح فريق الفحيحيل الذي تواجد خلال الموسمين الماضيين في مراكز متأخرة، إلى أن يكون مفاجأة البطولة في الموسم الجاري، تحت قيادة مدربه التونسي حاتم المؤدب، الذي يعرف من أي تؤكل الكتف كما يقولون.

وما يزيد سعادة مسؤولي النادي باحتلال المركز السادس، هو أن جميع اللاعبين من أصحاب الأعمار السنية الصغيرة ومعهم من أبناء النادي، الفريق بصفة عامة ينتظره مستقبل رائع.

خيطان الحصان الأسود

من جهته، فإن خيطان قريب من لقب الحصان الأسود، ووجوده في المركز السابع بنفس الرصيد من النقاط التي حصدها الفحيحيل (13 نقطة) ، أمر يحسب لإدارة النادي ولجهاز الكرة وللجهاز الفني واللاعبين، لكن يبقى هناك سؤال مهم للغاية، مفاده: هل تستمر نتائج خيطان الإيجابية أم تشهد تراجعاً في الدور الثاني؟!.

الساحل تطور وتغير

في المقابل، تطور مستوى الساحل بشكل كبير في الموسم الجاري، مقارنة بالموسم الماضي، وهو الأمر الذي جعله قادر على مقاومة الكبار وتمكنه من تحقيق بعض النتائج الإيجابية، لكن الفريق تأثر كثيراً بتغيير نتيجة مباراته أمام الفحيحيل والتي احتسبتها لجنة المسابقات فوز الأخير 3-صفر بعد انتهاء المباراة بالتعادل لمشاركة لاعب موقوف (علي عتيق).

الصليبيخات نتائجه أقل من مستواه

أما الصليبيخات فيقدم مستوى جيداً ويتمتع لاعبوه بروح قتالية، لكن نتائج الفريق أقل كثيراً من مستواه في الموسم الجاري، والأسباب معروفة للقاصي والداني، فالمدرب المصري القدير والكفء عماد سليمان نجح في الوصول إلى توليفة جيدة، لكنه يعاني جداً نقص الصفوف للدرجة التي جعلته يجري عدداً كبيراً من التدريبات في وجود ستة لاعبين فقط!.

الجهراء انهيار بلا مبرر!

في حين، فإن الجهراء، الذي كان يعمل له الجميع ألف حساب في السنوات الخمس الماضية، تراجع بمستواه بشكل لافت للنظر، من المؤكد حصول خطأ ما داخل الفريق يتعين على الإدارة التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها السليم، أما تبرير الخسارة أمام القادسية في الجولة الـ13 بعشرة أهداف دون رد، لشطب ثلاثة لاعبين، وغياب عدد كبير من اللاعبين عن التدريبات فهو عذر أقبح من ذنب، خصوصاً أن الغياب له أسبابه، والمسؤولية هنا تقع على كاهل الإدارة دون سواها.

اليرموك والشباب والنصر

وأخيراً، يمكن القول، إن فرق اليرموك والشباب والنصر وجوه لعملة واحدة، فالنتائج سلبية، والأداء غير مقنع، والمستقبل القريب والبعيد لا يبشر بالخير، مالم تتدخل الإدارات الثلاثة بشكل فعال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعيداً عن الحديث عن الإمكانيات، فبالإمكانيات ذاتها، حققت تلك الأندية نتائج ولا أروع في السنوات الماضية.

رحيل 3 مدربين

شهد الدور الأول رحيل 3 مدربين هم: "مدرب السالمية الألماني رولف، والقادسية الوطني راشد بديح، ومدرب العربي البرتقالي لويس فيلبو، وتولى المهمة بدلا عنهم بوريس بونياك، وسلمان عواد السربل، والكرواتي داليبور، والأندية الثلاثة تحتل المراكز الثاني، والثالث، والرابع على التوالي.

رحيل فيلبو جاء لكونه أقل بكثير من تدريب فريق بحجم العربي، أما راشد بديح فهناك العديد من الأقاويل التي ترددت منها خلافاته مع عدد من اللاعبين، إلى جانب المستوى المهزوز للفريق، بينما جاء رحيل رولف بسبب عدم امتثاله للقرارات الإدارية، وفقا لما صرح به مسؤولو السالمية.

غياب الجماهير

غابت جماهير الأندية عن المدرجات بشكل لافت للنظر في الموسم الحالي، ففي الموسم الماضي حضرت جماهير العربي عن بكرة أبيها لدعم ومساندة الفريق، بينما حضرت في الدور الأول على مضض وبأعداد قليلة، وهو الأمر الذي ينطبق على جماهير معظم الأندية.

وتدخل واقعة "القطية" التي كان أبطالها جماهير القادسية الوفية في نطاق المواقف والطرائف والعجائب، فبعد أن تبرع عدد كبير منهم بتذاكر مباراة خيطان لدعم الفريق ومساندته من ناحية، ومن أجل جمع المستحقات المالية للاعبين، فإن أحدا لم يحضر، وهو الأمر الذي مثل علامة استفهام كبرى في ظل امتلاك النادي قاعدة جماهيرية ضخمة!

... وخروجها عن النص

لعله من المرات القليلة التي تخرج فيها الجماهير عن النص، وتحاول الاعتداء على اللاعبين والأجهزة الفنية، وهذا ما اقترفته جماهير العربي والقادسية، في موقف غير مبرر منها، حتى لو كان السبب سوء النتائج واهتزاز الأداء.

وعاقبت لجنة المسابقات جماهير الناديين في أكثر من مناسبة، ليتم في النهاية تحويل جماهير العربي إلى لجنة الانضباط، بعد أن ألقت زجاجات المياه على ملعبي مباراتي الأخضر والسالمية في الدوري، وكأس سمو ولي العهد، ليتم حرمان الفريق من جماهيره في مباراة الصليبيخات، إضافة إلى تغريم النادي 1000 دينار.

مغادرة المحترفين

كان من اللافت للنظر في الدور الأول، رحيل عدد من المحترفين لأسباب مختلفة، فقد هرب محترفا النصر التونسيان أحمد بن حران والجزيري إلى بلادهما، ونجحا في استغلال لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، من خلال عدم حصولهما على رواتبهما لمدة 3 شهور متتالية.

كما رحل محترفو العربي؛ البرازيلي تياغو والجزائريان كريم مطمور وأكرم جحنيط... تياغو تحجج بوجود مشاكل أسرية، ومطمور أكد عدم تأقلم أسرته على العيش في الكويت، أما جحنيط، فتم فسخ عقده بالتراضي مع النادي.

في المقابل، انتقل محترف الجهراء البرازيلي إلياسو إلى المحرق البحريني، بعد أن وقف مسؤولو النادي مكتوفي الأيدي، في حين أنهى اليرموك عقود محترفيه الثلاثة في أوقات مختلفة، ولأسباب متعلقة بحالتهم الصحية والفنية.

محترف العربي جامايكي

أعلن مساعد مدرب الفريق الاول لكرة القدم بالنادي العربي أحمد عسكر اقتراب الأخضر من التعاقد مع مهاجم جامايكي ليكون رابع محترفي الأخضر بعد التعاقد مع السلوفيني غوران حفيانوفيتش، والغامبي ابراهيما سوني، بالاضافة الى هداف الفريق السوري فراس الخطيب.

ويرفض "العرباوية" الكشف عن اسم اللاعب خوفا من فشل المفاوضات، خصوصا انها لم تنته بشكل رسمي مع نادي اللاعب الاصلي، لاسيما انه منتقل منه على سبيل الاعارة الى اوروبا.

ولم يتحدد وصول اللاعب حتى الان، وهو متعلق بوصول الموافقة الى ادارة العربي، ومن المتوقع ان تنتهي الأمور هذا الاسبوع.

ويأتي التعاقد مع المهاجم الجامايكي بناء على رغبة وطلب مدرب الأخضر الصربي بوريس بونياك الذي يدير ملف المحترفين بنفسه ويقتنع بسيرة اللاعب وخبرته الدولية.

أرقام

• شهد الدور الأول إحراز الأندية 248 هدفا، بمعدل تهديفي 20.6 هدفا في الجولة الواحدة، وشهدت الجولتان الثانية والثالثة أكبر عدد من الأهداف، حيث أحرز خلالهما 50 هدفا، بواقع 25 هدفا في كل منهما، في حين كانت الجولة السابعة الأقل تهديفا، بـ 11 هدفا، وشهدت مباراة القادسية والجهراء إحراز اكبر عدد من الأهداف، حيث انتهت بنتيجة 10-صفر.

• كان القادسية أكثر الفرق فاعلية هجومية بـ 40 هدفا، تبعه الكويت بـ 31 هدفا، ثم السالمية بـ 30 هدفا، فيما كان النصر الأقل فاعلية هجومية بـ 7 أهداف، تبعه الشباب بـ 9 أهداف.

• يعد خط دفاع الكويت هو الأقوى، حيث مُنيت شباكه بـ 7 أهداف فقط، ثم السالمية والقادسية بـ 8 أهداف، فيما كان خط دفاع الجهراء الأضعف، بعد أن اهتزت شباكه في 31 مناسبة، تلاه خط دفاع الشباب والنصر بـ 29 و28 هدفا على التوالي.

• لم يتذوق الكويت طعم الخسارة في الدور الأول، وتقاسم مع السالمية لقب أكثر الفرق فوزا في 10 مباريات. أما النصر والشباب، فكانا أقل الفرق فوزا، حيث فاز النصر في مباراة واحدة، والشباب في مباراتين، فيما تتقاسم أندية النصر والشباب واليرموك لقب الأكثر خسارة، إذ خسر كل منها في 8 مباريات.

• شهدت الجولة الـ 13 إحراز ثلاثة لاعبين لقب "هاتريك"، وهم: محترف العربي فراس الخطيب ولاعبا القادسية بدر المطوع وفهد الأنصاري، حيث أحرز الخطيب 3 أهداف في شباك الصليبيخات، فيما أحرز كل من المطوع والأنصاري 6 أهداف، بواقع 3 لكل منهما في شباك الجهراء.

• فراس الخطيب، هو اللاعب الوحيد في الدور الأول الذي أحرز لقب "الهاتريك" في جولتين متتاليتين (12 و13)، كما أنه أكثر اللاعبين تحقيقا للقب هاتريك (3 مرات).

• يتربع فراس الخطيب على قائمة هدافي الدوري، برصيد 13 هدفا، سجل منها 3 أهداف عبر ركلات الترجيح. والغريب أن اللاعب أضاع مثلها، ويليه في مركز الوصافة محترف كاظمة البرازيلي باتريك فابينو، الذي أحرز 10 أهداف، منها هدف من ركلة جزاء، ويأتي في المركز الثالث 3 لاعبين أحرز كل منهم 6 أهداف، هم: عبدالهادي خميس (الكويت) وحمد العنزي والإيفواري جمعة سعيد (السالمية).