«ما أجملنا»... مسرحية تركز على الزيف والخداع
قدمت فرقة المعهد للفنون المسرحية - مصر، في ثاني عروض الدورة السادسة من مهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي، العرض المسرحي «ما أجملنا»، تأليف محفوظ عبدالرحمن، وإعداد وإخراج وبطولة مارتينا عادل، ويشاركها مجدي البحيري، أحمد علي، محمود الأشطر، هايدي عبدالخالق.بداية، يجب التطرق إلى أسلوب الكاتب محفوظ عبدالرحمن، وهو الذي يأخذ على عاتقه هموم القضايا الأساسية لديه من قضايا العدل والإنسانية والوعي والضمير بأسلوب مع براعة الحبكة وشاعرية الحوار وسمو الهدف.
حول مبدأ الكذب والخيانة للحصول على كرسي السلطة، وإن كان الدافع يقتل الأخ أخاه وخيانته مع زوجته، وهنا تظهر شخصية العراف الذي كان الكاشف لحقيقتهم التي مهما حاولوا الهروب منها وتجميلها فالجميع يبحث عن مصالحه وملذاته سواء الوزير أو الوصيفة أو حتى الوالي والملكة وحالة الصراع للوصول إلى السلطة، فالجميع هنا يكذب ويخفي أخطاءه من أجل الحفاظ على مظهره أمام الآخرين. أسقطت المخرجة مارتينا عادل الواقع المحيط بنا من خلال رؤية إخراجية متطورة الطرح، فمن يشاهد أول مشهد في المسرحية يشعر أنه يشاهد عرضا كلاسيكيا من العصور الوسطى، «إلا أن ذكاء المخرجة نقلتنا بفكر جديد إلى أفق مسرحي أعلى مما توقعناه من خلال بعض الرتوش التي أضافتها على نص الكاتب محفوظ عبدالرحمن، إلا أنها لم توفق بظهور مفاجئ لشخصية انوف الذي قتل ن، وحتى في ترديد اسم بشير في نهاية العمل المسرحي، وجعلت المتلقي يتساءل من هذا البشير؟».استطاعت شخصيات العمل أن تقدم دوافعها الكامنة، من خلال لبس الأقنعة المجملة التي تخفي حقيقتهم الخبيثة إلا شخصية العراف التي كانت بمنزلة المحرك الرئيسي للأحداث، ومرآة كشف الحقيقة لكل شخصية، وإن كان قد أصيب الحدث في بعض المشاهد بالرتابة والسرد في الحوارات.وفقت الإضاءة في إعطاء مدلولاتها في الكثير من المشاهد، خاصة في مواجهة حقيقة كل شخصية، أما بالنسبة للمؤثرات الصوتية فهي كانت ذات فكرة موفقة إلى أبعد الحدود، والابتعاد عن تقليدية الموسيقات الجاهزة، إلا أنها خذلت بعض الممثلين أثناء حواراتهم خلال الصراع الدرامي وكشف النوايا، إضافة إلى استخدام تقنية «الدخان» التي كانت غير موظفة دراميا.وجاء الديكور ملائما لطبيعة الشخصيات التي تعيش في ظل السلطة من حيث مستوى يرتفع فوقه أيضا كرسي السلطة أو كرسي العرش أو كرسي الحاكم، وكانت الأزياء هي الأخرى بين القديم والحديث.