جدل التمييز العنصري في جوائز الأوسكار ينتقل إلى ملاعب كرة القدم

نشر في 02-03-2016 | 13:11
آخر تحديث 02-03-2016 | 13:11
No Image Caption
انتقل جدل التمييز العنصري الذي ترافق مع جوائز أوسكار لهذا العام إلى ملاعب كرة القدم بسبب غياب المدربين السود عن البطولات الأوروبية المحلية الخمس الكبرى.

«بإمكاننا أن نلعب لكن لا يسمح لنا بأن نتولى مهمة قيادية، ربما خلق الرجل الأسود من أجل تنفيذ الأوامر وحسب»، هذا ما قاله بامتعاض مدرب جمهورية الكونغو الديمقراطية فلوران ايبينغيه لوكالة فرانس برس، مضيفاً: «يجب أن تسألوا المالكين، إنهم موجودون هناك، مدربون بما فيه الكفاية لكن لا أحد يثق بهم».

ويأتي هذا الامتعاض بعد أيام معدودة على الجدل الذي حصل في الولايات المتحدة بسبب غياب أي ممثل من ذوي البشرة السمراء عن ترشيحات جوائز أوسكار، ما دفع عدة شخصيات بارزة في مجال السينما إلى مقاطعة حفل تسليم الجوائز الذي أجري في 28 فبراير، أبرزها المخرج سبايك لي الذي نال هذه السنة «أوسكار» فخرية عن مجمل مسيرته والممثل ويل سميث وزوجته جادا بينكيت-سميث.

وبدوره قال سامسون سياسيا الذي استلم الأسبوع الماضي مهمة تدريب منتخب نيجيريا مؤقتاً: «الأندية الأوروبية نادراً ما تمنحنا الفرصة وهي لا تثق بنا، العديد منا لم يكتفوا وحسب باللعب على أعلى المستويات في أوروبا، بل أبدعوا أيضاً».

وواصل: «لكن حتى عندما نحصل على اجازاتنا التدريبية هناك (أوروبا)، فهذه الأندية لا تمنحنا الفرصة التي نحتاجها من أجل نظهر ما بإمكاننا تحقيقه خارج أرضية الملعب».

ولا يوجد في الوقت الحالي أي مدرب أسود في الدوري الانكليزي الممتاز والهولندي جيمي فلويد هاسلبانك هو المدرب الأسود الوحيد في دوري الدرجة الأولى الانكليزي.

كما يغيب المدربون السود عن دوري الدرجة الأولى في فرنسا ووحده مدرب باريس سان جرمان السابق انطوان كومبواريه من البشرة السمراء في دوري الدرجة الثانية مع فريق لنس.

أما الملاعب الايطالية، فغاب عنها المدربون السود منذ رحيل الهولندي كلارنس سيدورف عن ميلان عام 2014 بعد أربعة أشهر فقط على استلامه منصبه، في حين لا يوجد أي مدرب من البشرة السمراء في الدوري الألماني.

«أصبح من الواضح لماذا لا يتم اختيارنا»، هذا ما قاله في أكتوبر الماضي كريس رامسي الذي أشرف لفترة قصيرة على تدريب كوينز بارك رينجرز في الدوري الانكليزي الممتاز، وذلك في إطار تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه المدرب الأسود.

وأضاف: «كانت رحلة طويلة وصعبة للغاية، يجب عليك أن تواصل مشوارك وأن تحرص على عدم الاستسلام، في بعض الأحيان، هناك اتجاه لإحراج الناس من خلال عدم اخفاء السبب الذي يقف خلف عدم اختيارهم».

أين هو جون بارنز؟

«لا أريد أن أسمي ما يحصل، لكن شيئاً ما ليس صحيحاً»، هذا ما قاله سياسيا الذي دافع عن ألوان نانت الفرنسي ولوكرن البلجيكي قبل أن يتحول إلى التدريب، متسائلاً: «أين هو جون بارنز مع كل ما حققه في ليفربول ورغم إنه ترعرع في انكلترا؟ لم يُمنح فرصاً كثيرة هناك كمدرب».

دعت رابطة اللاعبين المحترفين في انكلترا إلى الاحتكام لنفس قاعدة «روني» التي طبقت في دوري كرة القدم الأميركية منذ 2003 وأجبرت الأندية على اجراء مقابلات مع مرشحين من الأقليات عندما تكون هناك مناصب شاغرة في التدريب أو الإدارة.

وتمت تسمية هذا القانون على اسم دان روني، مالك نادي بيتسبورغ ستيلرز ورئيس لجنة التنوع العرقي في دوري كرة القدم الأميركية، وذلك بسبب تاريخه الطويل في منح الأميركيين من أصل أفريقي مناصب قيادية في الفريق.

وردت رابطة الدوري الانكليزي الممتاز على هذه المطالبة بالإشارة إلى أنها لن تطبق هذه القاعدة في المستقبل القريب لكنها ستطلب من أندية الدرجات الدنيا البدء باختبارها.

ويؤكد مهاجم انكلترا السابق ليس فرديناند أن أندية الدوري الممتاز أصلاً لا تجري مقابلات عمل للمناصب الشاغرة إلا في حالات نادرة، مضيفاً: «عادةً، إنها تعرف الرجل التالي الذي تريده» بعد أن يصبح المنصب شاغراً.

يرى العالم الاجتماعي الفرنسي باسكال بونيفاس الذي أصدر كتاباً مع باب ضيوف، الرئيس الأسود السابق لنادي مرسيليا، بأن اللاعب الأسود لن يتكبد مشقة المرور بكافة المراحل «الديبلوماسية» إذا «كنت لن أحصل على أي عمل في كافة الأحوال».

ومن جهته، يشير سياسيا إلى أن «الكثير منا يملكون سجلات جيدة كلاعبين ثم كمدربين، لكن لأن الأندية الأوروبية لا تثق بنا، ينتهي بنا الأمر بالاكتفاء بشيء آخر، وحتى عندما تمنحنا الأندية الأوروبية الفرصة، فهي سرعان ما تتخلص منّا».

وحتى إن عدداً كبيراً من الفرق الأفريقية تفضل التعاقد مع مدربين أوروبيين، على غرار المنتخب المغربي الذي تعاقد مع الفرنسي هيرفيه رينار الذي سبق له أن قاد ساحل العاج وزامبيا للفوز بكأس الأمم الأفريقية.

ويرى ايبينغيه أن على الاتحاد الأفريقي الاستثمار بشكل أكبر في تدريب المدربين السود، مضيفاً: «نحن كأفارقة، نطلب من قادتنا عدم التسامح بعد الآن مع المعايير التمييزية مثل العرق والجنسية».

back to top