بينما استقرت معدلات انبعاثات ثاني أكسيد في العالم، يرى الخبراء، أن الحاجة تدعو إلى هبوطها، بقدر أكبر من أجل إحداث تأثير حقيقي على تغير المناخ.

Ad

ويقول تقرير نشرته مجلة «إيكونوميست» البريطانية، إن الأخبار الجيدة في المعركة، التي يخوضها العالم ضد الاحتباس الحراري، تتمثل في هذا التطور الجديد.

وأفادت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري ظلت مستقرة طيلة سنتين متتاليتين – وأن تلك الانبعاثات الصادرة عن أكبر دولتين في العالم لناحية معدلات تلوث الهواء، وهما الولايات المتحدة والصين، انخفضت بشكل عملي، ولم يشهد العالم مثل هذا الانخفاض منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.

وبحسب تقرير «إيكونوميست»، فإن النتائج، التي توصلت إليها وكالة الطاقة الدولية، تثير المزيد من الجدل حول إمكانية بلوغ الانبعاثات العالمية درجة الذروة.

وعلى أي حال، فإن الصين تحاول إعادة التوازن الاقتصادي بعيداً عن الصناعات الملوثة والتوجه نحو قطاع الخدمات، لكن المحللين يقولون، إن فترة سنتين ليست كافية لاعتبارها اتجاهاً مستمراً.

والأكثر من ذلك، أن وكالة الطاقة الدولية تعتمد على معلومات يشكك العديد من الاقتصاديين فيها، واذا ازدادت أرقام النمو الرسمية في الصين فإن ذلك البلد، لن يحقق خفضاً بالسرعة المرجوة.

استخدام الطاقة المتجددة

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن انبعاثات العالم من ثاني أكسيد الكربون ذات الصلة بالطاقة بلغت 32.1 مليار طن السنة الماضية، وللسنة الثانية على التوالي – وكانت المرة الأولى التي تستقر فيها خلال فترة توسع اقتصادي في أكثر من 40 سنة.

ويقول مدير وكالة الطاقة الدولية، إن العوامل الثلاثة المحركة في هذا الصدد تمثلت في النمو الكبير باستخدام الطاقة المتجددة، في توليد الطاقة في العالم من خلال استخدام العنفات، وهو تحول في الولايات المتحدة من المصانع، التي تعمل بالفحم إلى تلك العاملة بالغاز الطبيعي، وذلك بعد ثورة الزيت الصخري، وجهود الصين للحد من الانبعاثات بسبب المخاوف من التلوث وتغير المناخ.

وينقل تقرير الإيكونوميست، عن مدير وكالة الطاقة الدولية قوله، إن نشر مصادر الطاقة المتجددة، يمثل أنباء جيدة ويتماشى مع السيناريو الأفضل لوكالة الطاقة الدولية لعلاج الاحتباس الحراري – لكنه يعرب عن القلق من أن الأسعار المتدنية للغاز الطبيعي والفحم، قد تقوض الاستثمارات الجديدة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، منها انها قد تبطىء التوجه نحو تحسين فعالية الطاقة.

انبعاثات الصين

وترى وكالة الطاقة الدولية أن الانبعاثات من الصين – وهي أكبر ملوث في العالم – انخفضت بنسبة 1.5 في المئة السنة الماضية، ويعتبر بعض الخبراء ذلك دليلاً على أن انبعاثات الصين، سوف تصل ذروتها خلال عقد من الزمن، هذا إذا لم تكن قد بلغتها أساساً.

ورغم ذلك، فإن حكومة بكين، تصر على أن انبعاثاتها سوف تستمر في النمو حتى سنة 2030. ويدعو تقرير صدر هذا الشهر عن كلية لندن التجارية إلى الحذر إزاء التوقعات الرسمية في هذا الصدد، لأن الصين لا تتقيد بوعودها.

ويقول ريتشارد بلاك من وحدة الطاقة والمناخ، في مركز التفكير البريطاني، إن التحسن في الصين يمثل تحولاً كبيراً، وإن من المرجح أن يستمر استبدالها للفحم بمصادر الطاقة المتجددة.

وخلص تقرير الإيكونوميست إلى القول، إن مايكل ليفي من المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية يلاحظ أن الولايات المتحدة لا تزال خارجة من فترة ضعف اقتصادي عميق، وأن الصين تعيد هيكلة اقتصادها فيما تحقق الهند تطوراً سريعاً، ومن هذا المنطلق، فإن الظروف التي أوصلت الانبعاثات إلى حالة استقرار وثبات قد تتبدد بسرعة.

ويضيف أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يجب أن تنخفض لتكون لها تأثيرات ذات معنى على تغير المناخ «والخطوة الأولى نحو خفض الانبعاثات تتمثل في استقرارها لكنها، على أي حال، تظل مجرد خطوة أولى فقط».