عشية انتهاء المهلة التي منحها البرلمان لرئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لتقديم تشكيلة حكومية جديدة، عرض رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم مبادرة "انقاذية" تشكل خريطة طريق لحل الأزمة السياسية.

Ad

ووسط احتدام الصراع الشيعي ـ الشيعي، خصوصا بين حزب "الدعوة" الإسلامي الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة، وبين زعيم التيار الصدري، رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، دعا الحكيم الى امهال العبادي مدة 90 يوما يقوم خلالها، أولا، بـ"تغيير جزء من تشكيلته الوزارية ويطلب من القوى السياسية ترشيح بدلاء من التكنوقراط".

وثانياً، يقوم رئيس الحكومة بـ"فتح باب الترشح للمواقع الحكومية الشاغرة، وأن تكون له الحرية في الاختيار بعيدا عن المحاصصة السياسية التوافقية مع حفظ التوازنات الوطنية".

وثالثا، تقترح الحكومة "6 قوانين تكون ذات أهمية كبيرة وطنيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا وقضائياً وسياسياً" لإقرارها في البرلمان.

في المقابل، وبينما قضى زعيم التيار الصدري يومه الثالث في الاعتصام داخل المنطقة الخضراء، رافضا استقبال أي سياسيين، انتقدت كتلة "الأحرار" النيابية، التابعة للصدري، أمس، بيان البرلمان بشأن التغيير الوزاري كونه لم يتضمن اي اشارة الى إنهاء المحاصصة.

وقال رئيس الكتلة ضياء الأسدي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نواب "الأحرار" عقد في مبنى مجلس النواب ببغداد، إن "هناك قرارا من البرلمان تم التصويت عليه، وفيه إشارة واضحة من رئيس البرلمان بضرورة إنهاء المحاصصة"، مضيفا: "فوجئنا بنشر البيان على موقع البرلمان الرسمي، دون أن يتضمن أي إشارة لإنهاء المحاصصة".

في سياق منفصل، نشر تنظيم "داعش" صورا لما قال انه اعدام خمسة اشخاص بتهمة التجسس لمصلحة الحكومة العراقية، بينهم فتى لا يتجاوز عمره 15 عاما في محافظة الانبار غرب بغداد.

ونشر التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي "تقريرا مصورا" حول "تصفية الجواسيس"، بحسب التعليقات المرفقة يظهر خمسة اشخاص قبل وبعد قتلهم بطرق مختلفة.

وبين الخمسة صبي يدعى عمر فراحان المحمدي لا يتجاوز عمره 15 عاما، ومقيم في قضاء هيت، حسبما قال سكان من المنطقة تعرفوا عليه لوكالة فرانس برس. وتحاصر قوات الجيش العراقي المنطقة منذ ايام، وتسعى الى استعادة السيطرة عليها.

واتهم التنظيم الاشخاص الخمسة، بحسب التعليقات التي نشرت مع الصور، بـ"الاتصال بالجيش الرافضي"، و"تزويده معلومات وأسماء جنود الدولة".

وكتب التنظيم الى جانب صورة الصبي الذي يرتدي البزة البرتقالية اللون التي يظهر بها عادة سجناء التنظيم الجهادي، "الجريمة: الاتصال بعمه المرتد الذي يعمل بالجيش الرافضي في بغداد وإعطاؤه معلومات عن اسماء جنود الدولة الاسلامية في هيت".

وبحسب شهود من سكان مدينة هيت، ان والد الضحية كان يعمل شرطيا وقضى على يد التنظيم قبل نحو عامين.

وبحسب الصور، استخدم التنظيم طرقا مختلفة لاعدام ضحاياه في بستان على ما يبدو، مع اطلاق النار عليهم جميعا.

ويظهر مسلحون ملثمون وهم يقومون بتعليق عمر فراحان المحمدي من رجليه بشجرة، ويداه مقيدتان الى الخلف، ويظهرون في صورة اخرى وهم يطلقون النار على رأسه من سلاح رشاش.

كما تظهر الصور الاخرى مسلحين وهم يطلقون النار على شخص ممدد على بطنه، في حين بدا آخر موثوقا بشجرة، وثالث مربوطا بين جذعي نخلة، ويظهر المسلحون وهم يصوبون على الضحايا من الخلف، باستثناء واحد كان ممددا على ظهره وينظر الى مصوب الرشاش نحوه.