احتفلت جامعة الكويت بتكريم 5473 خريجاً وخريجة في حفل التخرج السنوي الموحد للدفعة الـ45، لعام 2014 /2015، برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، أمس، بالاستاد الرياضي في الحرم الجامعي.
شمل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، برعايته وحضوره حفل التخرج السنوي الموحد لخريجي جامعة الكويت، للدفعة الخامسة والأربعين، للعام الجامعي 2014/ 2015، الذي أقيم أمس بالاستاد الرياضي في الحرم الجامعي بالشويخ، بحضور وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. بدر العيسى، ومدير جامعة الكويت د. حسين الأنصاري، وأمين عام الجامعة د. محمد عبداللطيف الفارس، ونواب المدير، والأمناء المساعدين.شهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والوزراء، والسفراء، وكبار الشيوخ، وجمع غفير من أهالي الخريجين.وقال سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد: «اليوم تغمر السعادة كويتنا الغالية، إذ نحتفل بتكريم دفعة جديدة من خريجي الجامعة، فتلك الكوكبة من الشباب تمثل جيلاً جديداً من الجامعيين، ينضم إلى الأجيال التي سبقته، ليزيد الصرح العلمي في بلادنا شموخاً وازدهاراً».مناسبة سعيدةوتوجه سموه مخاطباً أبناءه الخريجين والخريجات، قائلاً: «أبنائي وبناتي، يطيب لي في هذه المناسبة السعيدة أن أنقل إليكم أعز التهاني وأسمى التبريكات، مقرونة بخالص تمنيات أميرنا، كما يطيب لي أن أغتنم تلك المناسبة السارة، لكي أتحدث إليكم حديث الأب لأبنائه وبناته الأعزاء، الذين بهم يزهو ويفاخر، ومن أجلهم يتوجه إلى المولى عز وجل داعياً سبحانه أن يعينهم، ويجعل التوفيق والسداد حليفهم في مستقبل حياتهم».وأضاف سموه: «لقد أثبتم جدارتكم واجتهادكم ومثابرتكم في العلم، حتى تخرجتم في الجامعة، لذا فإن وطنكم الغالي ينتظر منكم أن تتحلوا دائماً بهذه الصفات المثالية، وأن تظل رفعة الكويت وعزتها هدفاً ومحوراً تجعلونه دوماً نصب أعينكم في مستقبل حياتكم، افتحوا عقولكم لثمار التقنية الحديثة، واجعلوا من العلم سلاحاً، ومن مكارم الأخلاق ومبدأ الوسطية في ديننا الإسلامي الحنيف سراجاً ينير لكم معالم الطريق، ويحصنكم في مواجهة التيارات المتطرفة، التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، بل تسيء إليه أمام العالم أجمع، تحصنوا وتمسكوا بأخلاقنا وتقاليدنا الأصيلة التي ورثناها عن الآباء والأجداد، فهي خير زاد لكم في مستقبل حياتكم».وتابع سموه: «من الجدير بالذكر في هذا المقام، أنه ينبغي مواصلة إحاطة الشباب بالمزيد من الرعاية الشاملة في مختلف المناحي، مع تنمية قدراتهم على الإبداع والتجديد، وفضلا عن ذلك، فإنه يتعيَّن بذل أقصى الجهود، من أجل توفير فرص العمل وأسباب الحياة الكريمة لهم، مع تفعيل مشاركتهم الإيجابية في بناء الوطن، في إطار من الحرية المسؤولة والالتزام بالقانون، فالشباب هم الطاقة المحركة لتنمية المجتمع وارتقائه، وأساس أمنه واستقراره».وفي ختام كلمته، قال سموه: «نتوجه إلى الله، جلَّ وعلا، أن يبارك وحدتنا، ويحفظ وطننا من كل سوء، ويوفقنا جميعا، بمشاركة جهودكم الفعالة، نحو تحقيق آمال وطموحات شعبنا الوفي، في ظل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، أمير البلاد، راعي مسيرتنا ونهضتنا، حفظه الله وأبقاه ذخرا للبلاد، وقائدا للعمل الإنساني».الاهتمام بالعلم وتكريم الجادينمن جانبه، قال وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. بدر العيسى :»اليوم تسعد الجامعة بتشريف سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورعايته الأبوية لحفل تخريج أبنائه الطلاب والطالبات، وتكريمه لهم، فليس هناك في حياة الشعوب والأمم ما هو أعظم نبلاً، وأسمى هدفاً وأشرف مقصداً من الاهتمام بالعلم، وتكريم الجادين في تحصيله العارفين فضله، المدركين لقيمته في حياة الأفراد والمجتمعات، فنحن في عصر تتضاعف فيه النتائج المترتبة على حيازة وامتلاك ناصيته، وتحقيق السبق فيه، بل إن ذلك أصبح معياراً للحكم على تقدم الشعوب والمجتمعات، ووصولها إلى المكانة اللائقة بها بين سائر الأمم المتقدمة».وتابع: «حين يصدر هذا التقدير السامي للعلم في وطننا العزيز عن حس وطني صادق ووعي مجتمعي أصيل، عرفه أبناء الكويت منذ نشأة الحياة على أرضهم وتوارثوه قيادة وشعباً، جيلاً بعد جيل، واستقر في وجدانهم منذ بدأوا المسيرة المباركة لبناء دولتهم العصرية الساعية إلى مواكبة كل ما هو مستجد ومستحدث في العلوم والمعارف الطامحة إلى مواصلة التقدم والارتقاء في شتى المجالات».وأشار إلى أنه «حين يصدر هذا التقدير السامي عن هذه المعاني تتعاظم النتائج، وتتضاعف الفوائد حفزاً لهمم أبناء الوطن، وإزكاء لعزائمهم، وتشجيعاً لهم على الجد والمثابرة في كل عمل يقومون به، وتفجيراً لطاقات التفوق وملكات الإبداع لديهم، وتعميقاً لمشاعر الانتماء الواعي والولاء الحق للوطن والحرص المتنامي على تحمل مسؤولية النهوض به».وقال: «إن جامعة الكويت بأساتذتها الأجلاء الذين نذروا أنفسهم لرعاية أبنائهم الطلاب والطالبات بأفضل ما تكون الرعاية، لتستضيء بتوجيهات سموكم السديدة، وتسترشد بنهجكم الوطني الأصيل، وتجدد عزمها عاماً بعد عام، بما تستمده من تشريف سموكم لها، وتكريمكم لأبنائها، مؤكدة أداء رسالتها، من أجل تلبية مطالب التنمية المجتمعية في شتى المجالات، وجعل العنصر البشري المقصد الأول في التنمية الشاملة للوطن، فهو غايتها ومقصدها».تتويج لعمل جليلمن جهته، قال مدير جامعة الكويت د. حسين الأنصاري: «نحتفل بتخريج فوج جديد من طلاب جامعة الكويت وطالباتها، وهذا تتويج للعمل الجليل الذي تحمله الجامعة على عاتقها منذ إنشائها، خدمة لآمال هذا الوطن العزيز الذي نرتبط به ترابا وتراثا ومصيرا».ولفت الأنصاري إلى أن الجامعات هي مصادر الإشعاع للعلم والمعرفة ومنبع للطاقات البشرية المتخصصة، ومجمع للعلماء ومنتدى لأهل الثقافة، ومكان لتعايش العقول والأفكار، ليكون الجامعيون قدوة حسنة، ليس لطلابهم وحسب، بل للمجتمع كله»، مضيفا: «أن ما ترونه أمامكم من خريجين، هو نتاج الجهود التي تبذلها الجامعة في خدمة الوطن والسعي في رقيه وتقدمه».وتابع: «إن جامعة الكويت تبذل قصارى جهدها، لتطوير برامجها ومناهجها الدراسية، وتسعى إلى الارتقاء بجودة التعليم والبحث العلمي، وإحداث تطوير شامل في مختلف أنشطتها، لتحقيق التميز العلمي، حرصا منها على تحمل مسؤوليتها، وتأدية رسالتها كاملة لتنمية الثروة البشرية، ورفع مستواها الثقافي والحضاري، والمساهمة في خدمة المجتمع والارتقاء به».وتوجه بكلمة إلى الخريجين، قائلا: «أنتم تقطفون اليوم ثمار سنوات من العمل الجاد على مقاعد الدراسة، فهنيئا لكم ما صنعت أيديكم، وعليكم إثبات الذات، واستثمار جهدكم في مواصلة هذا النجاح فيما يعود بالنفع على وطننا الحبيب، وعليكم مواصلة مسيرة طلب العلم والمعرفة واكتساب الخبرة».وأضاف: «إن الجامعة تفخر بكم، وتأكدوا أن أبوابها ستظل مفتوحة أمامكم، لتلبي احتياجاتكم المهنية والمهارية، أو استكمال دراساتكم العليا، وفقكم الله، وأقرَّ بكم عيون أهليكم، ونفع بكم وطنكم».ترجمة حب الوطن لأفعالبدورها، ألقت الخريجة شوق جمعة الشطي، من كلية الصيدلة، كلمة الخريجين، قالت فيها: «إننا اليوم يا سمو ولي العهد نجدد العهد لوطننا الغالي، بأن نقدم كل ما نملك من العلم والمعرفة اللذين اكتسبناهما في رحاب جامعتنا الحبيبة إلى وطننا العزيز، وأن نترجم هذا الحب إلى عمل بناء وعزيمة قوية لبناء نهضة وطننا الغالي، إن حبنا للكويت سنترجمه إلى أفعال في حياتنا العملية، إن شاء الله، حتى نسهم في نهضة الكويت ورقيها، من أجل أن تكون بلادنا منارة للعلم والعلماء ومقصدا للباحثين عن المعرفة والنور».ثم بدأت مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 45 لجامعة الكويت، التي بلغ عدد خريجيها 5473 خريجا وخريجة.وفي ختام الحفل، قام وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة بدر العيسى، ومدير جامعة الكويت د. حسين الأنصاري، بتقديم هدية تذكارية لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، لرعايته الفاضلة لهذا الحفل، من تصميم الفنان التشكيلي إبراهيم شكرالله.
أخبار الأولى
ولي العهد لخريجي الجامعة: اجعلوا العلم سلاحاً ومبدأ الوسطية يحصنكم من التيارات المتطرفة
23-03-2016