تحتاج السيولة الخارجية، التي تتدفق على البورصة إلى أيد ماهرة لتسهيل الإجراءات أمامها، ونجحت هيئة الأسواق مراراً في مثل هذه الاستحواذات ويحتاج الملف إلى تضافر جهود قنوات وجهات أخرى لمصلحة الاقتصاد.

Ad

بناء على اعتماد هيئة أسواق المال لمحاضر نقل الملكية، التي تمت في سوق الكويت للأوراق المالية، بحضور كل الأطراف «مسؤول في البورصة – وممثل عن هيئة السوق – ممثل عن مدير الاستحواذ الوطني للاستثمار – وممثل عن الاتصالات السعودية، واستيفاء كل الإجراءات القانونية، تم التأشير رسمياً في سلات المساهمين بالنسبة الجديدة التي باتت في حوزة اتصالات السعودية في رأسمال فيفا الكويت والبالغ نسبتها 51.8 في المئة.

وقامت إدارة البورصة رسميا بتغيير الملكية السابقة في نافذة الإفصاح عن الملكيات، وعليه تصبح شركة اتصالات السعودية أكبر مالك في الشركة بلا منازع أو منافس، ويحق لها السيطرة على القرارات التشغيلة والسياسات المالية، كذلك تصبح شركة تابعة ضمن ميزانية المجموعة.

في هذا الصدد، أشار مصدر إلى أن الشركة ستشهد عمليات تطوير وتحديث واسعة خصوصاً، بعد أن ضمنت الشركة الأم السيطرة الكاملة ، وينتظر أن تعزز من حضورها محلياً بشكل أوسع.

إلى ذلك، أشار المصدر إلى أنه يحق للشركة في الجمعية المقبلة إن شاءت أن يكون لها حضور وتمثيل في مجلس الإدارة يعكس تلك الملكية المسيطرة.

وعملياً يعتبر استحواذ فيفا من الاستحواذات الناجحة، رغم التحديات التي واجهته في البداية سواء من جهات رسمية أقحمت نفسها عنوة في ضرورة الأخذ برأيها أولاً أو التوصية، التي صدرت من مجلس الإدارة بشأن السعر.

لكن قناعة المستثمرين الذين انضموا بتوصية الوطني للاستثمار كان لها دور لافت في حسم قراراهم بالانضمام إلى الاستحواذ.

ويقول مصدر استثماري مطلع، إن المنضمين للاستحواذ حققوا أرباحاً لافتة تراوحت بين 25 و900 في المئة، كل مستثمر حسب نقطة الشراء وكلفته الإستثمارية.

فيما يمكن القول، إن سيولة مقدارها 128.8 مليون دينار دخلت «مخباة» المستثمرين من أفراد ومحافظ وصناديق، وانعشت مستويات السيولة وهامش النقد لدى كثيرين في وقت يئن في السوق المالي، ويشهد أدنى مستويات تداول بقيمة لا تتجاوز 8 ملايين دينار.

إنقاذ صناديق وسداد ديون

في السياق ذاته، أفاد مصدر بأن العديد من الصناديق التي انضمت حققت أرباحاً إيجابية، وستوجه جزءاً من السيولة لطلبات الاسترداد التي أمامها في حين تمكن مستثمرون أفراد من تخفيف جزء من مديونياتهم القائمة، وإعادة هيكلة أخرى.

كما استفادت الشركة الكويتية للمقاصة من العمولة التي حصلت عليها نظير مشاركتها في الاستحواذ، وكذلك إصدار العديد من شهادات الملكية.

رسالة خارجية

مصادر رقابية ومالية أكدت لـ«الجريدة» أن نجاح مثل هذه الاستحواذات هي بمنزلة رسالة تشجيع للشركات الكبرى خارجياً والصناديق السيادية وغيرها من المستثمرين الراغبين في الدخول إلى السوق الكويتي بحثاً عن فرص تملك في شركات تشغيلية ناجحة ورائدة، حيث تتوافر كافة عناصر الاستحواذ من شركات مالية على مستوى عال من الاحترافية يمكنها إدارة الاستحواذ بكفاءة عالية وقوانين منظمة تحفظ حقوق كل الأطراف.

واعتبرت المصادر أن «فيفا» رغم أنها ليست الاستحواذ الأول لكنه كان الأبرز ويعتبر بروفة لاستحواذ ضخم قادم خلال الأسابيع القليلة المقبلة ممثلاً في شركة «أمريكانا»، حيث سيتم على مرحلتين الأولى شراء حصة الأغلبية في الشركة من خلال مزاد علني في صفقة قياسية واستثنائية، يلية عرض استحواذ الزامي لباقي المساهمين.

الهيئة والتأمينات

عملياً باتت ملكية هيئة الاستثمار غير استراتيجية وكذلك التأمينات، ومن المستبعد أن يهتم أي طرف في تقدديم عرض شراء لحصص الطرفين، حيث سيكون السبيل الوحيد لتحقيق التخارج مستقبلاً البيع في السوق، حيث تملك الهيئة 6 في المئة والتأمينات 9.8 في المئة، وهي نسب لا تمثل أي تأثير مقابل السيطرة المطلقة من جانب اتصالات السعودية.

تجدر الإشارة إلى أن كمية الأسهم التي انضمت إلى استحواذ «فيفا»   128.860.518 سهماً من أسهم شركة الاتصالات الكويتية (فيفا) تمثل نسبتها 25.80 في المئة من رأس مال شركة الاتصالات الكويتية بسعر (1 دينار كويتي للسهم الواحد) بقيمة إجمالية 128.860.518 ديناراً كويتياً.