الحرب التي نشهدها راهناً بين الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية وزميلها طوني خليفة ليست بجديدة، بل تعود إلى سنوات ماضية. حتى إنها وصلت إلى أروقة المحاكم.

Ad

تأججت هذه الحرب أخيراً بفعل تصريحات مضادة بين الطرفين، ودخول قضية أحلام وشتمها اللبنانيين على الخطّ، وما تبعها من هجوم لطوني على الأحمدية في برنامجه «وحش الشاشة» على «الجديد»، واتهامه لها بالوقوف وراء الحملات ضدّ الفنانة الإماراتية، إضافة إلى توريطها عدداً من مقدمي البرامج اللبنانية الذين وقعوا في فخّ الإسفاف والابتذال في ردودهم على أحلام، على حد تعبير خليفة.

كانت إطلالة طوني خليفة في برنامج {100 سؤال} مع الإعلامية راغدة شلهوب على فضائية {الحياة} المصرية كفيلة في إشعال فتيل الحرب مجدداً بينه وبين نضال الأحمدية، ذلك بعد تصريحه بأنه أوّل إعلامي لبناني قدّم برنامجاً على الفضائيات المصرية، من ثم فتح الباب أمام عدد كبير من الإعلاميين اللبنانيين. وسخر من الأحمدية، قائلاً: {فاكرة نفسها بتعمل برامج من أيام الفراعنة في مصر، بس احنا ناسيين}.

جاء الردّ سريعاً من الأحمدية، إذ قالت إن خليفة يصرّ على أن يجد لنفسه عدواً يعتاش عليه ويركب موجة تغرقه في متاهات معيبة، فلا يتوانى عن مهاجمتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدم افتراءات ومعلومات كاذبة، وأضافت: {لا يكتفي بذلك، فهو يعبّر عن حقدٍ غير مفهوم عبر كل منبر ويقحم اسمي من دون أي مبرر أو سؤال، مبيناً أنني أسكنُهُ وأشكلُ عقدة في حياته رغم أني ما أردت ذلك، وما عاملته مرة إلا وكأنه أخي من لحمي ودمي، وطالماً دافعت عنه وذكّرته بجميل الكلام مما استحقه}. وتابعت: {أفهم صحافية أو صحافياً يشنان حملات ضدي ويشعران بألم الغيرة، لكن مذيعاً مثل طوني! ما أسباب معاناته مني وأنا خارج دائرته ولا أنافسه ولا أقف بالمرصاد له؟ ألا يستوجب ذلك توضيحاً! ساعدوه قبل أن {أبق البحصة}، وأكشف أسراراً سكت عنها لسنوات طويلة آملة بأن يهدأ قلب طوني ويتركني وشأني}.

الحرب مستمرّة

تعرّض طوني خليفة لهجوم عنيف أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي على إثر بث قناة {الحياة} مقاطع من حلقته في برنامج {100 سؤال}، بدا فيها كأنه يرفض اعتناق ابنه الإسلام . فما كان منه إلا أن يتساءل في إحدى حلقات برنامجه «وحش الشاشة» مستهجناً: «إن رفض المرء تغيير دينه يصبح كافراً وفاجراً؟ ولا تبقى صفة إلا وتنسب إليه!»، واتهم الأحمدية باستغلال هذا الموضوع قائلاً: «هي تعتقد أنها بذلك تتسبب لي بمشكلة مع الدين والإسلام والمسلمين. هذه تصرفاتها المعتادة». ليعود ويسخر منها حول خطأ ارتكبته أثناء لفظها كلمة بالفرنسية بطريقة في أحد تصريحاتها. فردّت بدورها في فيديو نشرته عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرت فيه أنها لطالما صرّحت بأنها لا تجيد الفرنسية بل الإنكليزية، وتتقن اللغة العربية، سائلة خليفة من دون أن تسميّه: «هل ممكن أن تسمّي لي كتاباً قرأته في حياتك؟!».

قضيّة أحلام

الحرب التي انطلقت مجدداً بين الإعلاميين، كانت شرارتها قضية شتم أحلام اللبنانيين، لتردّ عليها نضال الأحمدية، ومعروف عن الأخيرة خلافها الكبير منذ سنوات مع الفنانة الإماراتية، ونشرت هاشتاغ «منع أحلام من دخول لبنان» تناقله نشطاء بسرعة فائقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبعته ردود قاسية على أحلام تولاها بعض مقدمي البرامج اللبنانية.

وحده طوني خليفة غرّد خارج السرب ووقف بجانب أحلام، خطوة اعتبرها البعض من باب تصفية الحسابات مع الأحمدية لا أكثر، وهو شدّد على أن تغريدة الفنانة الإماراتية كانت واضحة ولم تقصد اللبنانيين، بل بعض «شحاذي الإعلام اللبناني». كذلك قال إنّ أحلام تعلم تماماً من هم هؤلاء الشحاذين لأنها عملت معهم في مجلات ومقابلات، وتعرف كما غيرها من فنانين الصحافيين الذين يقبضون المال مقابل مقالاتهم.

طوني أكّد أن نضال استخدمت عناوين عريضة، مثل الوطن والوطنية، لتحويل حسابات شخصية ضيقة إلى قضية وطنية، معتبراً أنّ الإعلام اللبناني سقط سقطة كبيرة بطريقة ردّه على أحلام، وأن المسألة لم تكن تحتمل أكثر من كلمتين.

في إثر هذه المساندة، وجهت أحلام رسالة شكر إلى خليفة وغردت: {تحية إجلال وتقدير للقلم الحرّ طوني خليفة... وإلى كل قلم إعلامي حر في لبنان}، فيما ردّت على تغريداتها بشأن لبنان، قائلةً: {كي أقفل هذا الملف، تغريداتي كانت واضحة، والبعض لا يشمل الكلّ ولمحبتي للبنان وأهل لبنان، سيكون هذا تعليقي الأخير في هذا الشأن}.

وتابعت أحلام هجومها على نضال الأحمدية قائلة: {هذه التغريدة خاصة لك نضال الأحمدية واتباعك من الذين شوهوا صورة الإعلام اللبناني للأسف الشديد. سأدخل لبنان وأنتظر ردّك على سؤال الإعلاميّة منى عبدالوهاب القديرة، ولتسقط نضال الشريرة وأعوانها}.

يّذكر أن سؤال عبدالوهاب كان ضمن إطار السرية في برنامج {مصارحة حرة}، وفي إثره انسحبت الأحمدية من الحلقة.