سورية: لا أمل في المفاوضات بدون متغيرات ميدانية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا بات مؤكداً وواضحاً أن الروس يتحدثون عن الحلول السياسية وفقاً لـ"جنيف 1" وما تبعها، لكنهم يعملون ضدها، ولقد ثبت أن الانسحاب الذي أعلنوا عنه قبل فترة كان مجرد مسرحية هزلية، فعملياتهم العسكرية، الجوية والبرية أيضاً، لا تزال مستمرة ومتواصلة وبوتيرة أكثر كثافة من الوتيرة السابقة، وكل هذا بينما لم يكن هناك أي التزام لا من قِبَلهمْ ولا من قبل النظام، وأيضاً ولا من الإيرانيين ولو بالحدود الدنيا من الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين روسيا والولايات المتحدة، والتي جرى اختراقها منذ اللحظة الأولى.ولهذا لن يكون هناك أيُّ التزام من هؤلاء، أي الروس والنظام والإيرانيين، لا بـ"جنيف 1" ولا باتفاقات "فيينا"، ولا بقرار مجلس الأمن رقم 2254، حتى وإنْ استؤنفت هذه المفاوضات المتعثرة الوهمية تحت ضغط الولايات المتحدة وتحت ضغط روسيا ما لم تستجد متغيرات فعلية على الأرض في ميادين المواجهة لمصلحة المعارضة السورية والجيش الحر، وباقي الفصائل المقاتلة، وهذا يتطلب دعماً عسكرياً فعلياً من الأميركيين والأوروبيين والدول العربية المعنية، وبخاصة في مجال الصواريخ المضادة للطائرات التي لا تزال ممنوعة ومحرمة على هذه المعارضة.أمّا أنْ تُترك المعارضة السورية لتواجه هذا التحالف الشيطاني، الذي تقوده روسيا، بلحْم كوادرها ومقاتليها، فإن هذا سينعكس على كل ما يجري في هذه المنطقة بأسرها، وبالتالي لن يكون هناك أيُّ حلّ للمشكلة اليمنية ولا للأزمة العراقية المتفاقمة، ولا للحرب الدائرة والمحتدمة في سورية، وسيصبح المجال مفتوحاً لإيران للمزيد من التمدد الاحتلالي حتى في بعض الدول العربية الإفريقية التي يسود اعتقاد خاطئ بأنها ستبقى بمنأى عمّا يقوم به الإيرانيون في اليمن ولبنان والعراق وسورية، وفي منطقة الخليج العربي!