أصبحت المخاوف من اندلاع موجة غلاء نتيجة قرار البنك المركزي المصري تخفيض سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأميركي بقيمة 112 قرشاً، واقعاً ملموساً، حيث كشفت وزارة التضامن الاجتماعي أن موسم الحج هذا العام سيشهد ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 20 في المئة، في حين تدرس وزارة الصحة زيادة أسعار بعض الأدوية.

Ad

مصدر مسؤول في وزارة التضامن الاجتماعي، أكد أن أسعار حج الجمعيات الأهلية قد تشهد زيادة خلال العام الحالي بنسبة ٢٠ في المئة مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ارتفاع سعر الريال السعودي، خاصة أن جميع التعاقدات مع الجهات السعودية تتم بالريال.

كانت وزارة التضامن الاجتماعي قد حددت سعر حج الجمعيات خلال العام الماضي بـ30 ألفا و300 جنيه للمستوى الاقتصادي، و36 ألفا و500 جنيه للمستوى الثاني، في حين بلغ سعر المستوى الأول 41 ألف جنيه.

في موازاة ذلك، تقدمت إدارة الصيدلة بوزارة الصحة والسكان، بمقترح إلى وزير الصحة أحمد راضي لرفع أسعار الأدوية التي تتراوح أسعارها من جنيه إلى 10 جنيهات، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار.

وزير الاقتصاد الأسبق مصطفى السعيد، حذر من أن قرار البنك المركزي بتخفيض سعر الجنيه سيؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار وزيادة عجز الموازنة، واصفاً القرار بأنه تكرار لأخطاء سابقة منذ بداية الانفتاح الاقتصادي بسبب السوق غير الرسمية.

وطالب السعيد في تصريحات لـ"الجريدة" بضرورة القضاء على السوق السوداء لتقليص خسائر الجنيه.

من جانبه، أكد أستاذ إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية، حسام السنشوري لـ"الجريدة" أن "تخفيض سعر صرف الجنيه سيؤدي إلى موجة ارتفاعات جديدة في الأسعار"، مشددا على أهمية فرض رقابة صارمة على الأسواق لمواجهة جشع التجار الذين سيحاولون استغلال هذه الأزمة لمصلحتهم.

وأشار السنشوري إلى أنه من الطبيعي أن تحدث ارتفاعات في أسعار الأدوية وموسم الحج، بسبب انخفاض سعر صرف الجنيه، أمام جميع العملات الأجنبية وليس الدولار فقط، لافتاً إلى أن العديد من الصناعات الأخرى التي تستورد المواد الخام من الخارج ستشهد موجة ارتفاع في الأسعار خلال الأيام المقبلة.