برامج كوميدية جديدة بأفكار قديمة

نشر في 04-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 04-04-2016 | 00:01
ظهرت في الفترة الأخيرة برامج كوميدية عدة يتشابه معظمها مع برامج شاهدناها خلال الأعوام الماضية، كان أبرزها {البرنامج} مع الإعلامي الساخر باسم يوسف منذ نحو خمس سنوات.
ضمن البرامج الجديدة {أشرف يقدمه أيمن} على قناة {MBC مصر} مع أيمن وتار الذي كان شارك يوسف تقديم بعض فقرات {البرنامج}.
يعتمد {أشرف يقدمه أيمن} على الكوميديا من خلال مقاطع تمثيلية تتناول مواقف يومية يمرّ بها الناس، وتمسّ قطاعات متنوعة من المشاهدين.

يدور البرنامج في إطار ساخر، ويستضيف في كل حلقة ضيف شرف أو مجموعة ضيوف. في الحلقة الأولى، أطلّت إيمي سمير غانم، وشاركت في إحدى الحلقات الراقصة الأوكرانية {آلا كوشنير} مقدمةً عرضاً استعراضياً على أنغام أغنية «الحشيش صاحبك أكيد} بصوت أيمن وتار. وناقش البرنامج قضايا عدة أبرزها الإدمان والحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون.

{أشرف يقدمه أيمن} واحد من برامج عدة ظهرت أخيراً وتحاكي في مضمونها وتناولها برامج قديمة. يحضر في اللائحة أيضاً {ما يصحش كده} مع الإعلامي الساخر عمرو راضي، وهو اشتهر في بدايته عن طريق فيديوهات تقليد المذيعين على الإنترنت. بدأت أولى حلقاته بتقليد المعلق الرياضي الشهير مدحت شلبي من خلال شخصية إسبانية، كذلك قلده باللغة الصينية وباللهجتين اللبنانية السودانية، ثم اعترف راضي بتقليده باسم يوسف بعدما عرض له صورة خلال الحلقة الأولى قائلاً: {تحية خاصة إلى باسم يوسف، نجم الفورمات الراجل اللي شغالين على حسه وبنأكل عيش من وراه}.

في السياقنفسه، بدأت قناة {النهار 1} عرض حلقات برنامج {بلاتوه} مع المخرج أحمد خالد وأحمد أمين.  ويجسد الأخير طوال الحلقات دور ممثل مغمور، ويقدم مع مجموعة من المواهب التمثيلية الشابة فقرات لأنواع مختلفة من الكوميديا، تحت إطار موضوع واحد للحلقة خلال نحو 40 دقيقة، تدور كلها من داخل عالم الكواليس.

آراء

أكّد عمرو راضي أن الجمهور عرفه مصادفة من خلال فيديوهات كان يسجلها ويضعها على {يوتيوب}، مشيراً إلى أن {ما يصحش كده} يناقش بشكل ساخر قضايا ومواقف عدة، مركزاً أيضاً على المشاكل والأزمات الرياضية. وشدّد على أنه تلقى عروضاً كثيرة قبل قناة {النهار} لكنه كان يرفضها حتى تكتمل الفكرة في ذهنه ولا تأتي متشابهة مع أي برامج أخرى.

وتابع راضي أن انتشار البرامج الكوميدية أمر طبيعي جداً، خصوصاً بعد أن عانينا لفترة طويلة أزمات وحوادث مؤلمة، ما جعل الشعب المصري بحاجة إلى البرامج الكوميدية ويبحث عنها لمشاهدتها ومتابعتها، مؤكداً أن الشعب المصري بطبيعته يحب الضحك، لذلك تنجح البرامج الكوميدية، لا سيما أن عددها ما زال قليلاً مقارنة بالبرامج السياسية والرياضية التي تصيبه بالتوتر والعصبية.

من جانبه، قال الإعلامي أحمد أمين إن الفرق ليس كبيراً بين مخاطبة الجمهور عبر {يوتيوب} أو عن طريق قناة فضائية، موضحاً أنه يحاول إسعاد الجمهور وإضحاكه بشكل غير مبتذل، وأن التلفزيون يعطيه حرية أكبر في أداء المشاهد وإظهار أفكار يتمنى تقديمها، مثل المشهد التاريخي الكوميدي في حلقة {عيد الأم}، لأن الإمكانات كافة متاحة له.

أوضح أمين أن {بلاتوه} يختلف كثيراً عن البرامج الكوميدية الأخرى، لا سيما في طريقة تناول الموضوعات، علاوة على أن الفكرة الأساسية هي كونه ممثلاً مغموراً داخل بلاتوه، ما يتيح له تجسيد أية شخصية يتمنى تقديمها أو تسليط الضوء عليها، مؤكداً أن ثمة ورشة عمل تقوم على تطوير الأفكار وطريقة الأداء، ما يجعل البرنامج لا يشبه أي برامج كوميدية أخرى.

في السياق نفسه، أكّد الخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبدالعزيز أن غالبية البرامج الكوميدية متشابهة، مؤكداً أنها صيغ مستوردة من الغرب أو شبيهة ببرامج تعلق بها الجمهور مثل {البرنامج} لباسم يوسف. كذلك أوضح أن معظم المقدمين يستوردون أفكارهم من الخارج.

وتابع عبدالعزيز أن الفارق ضئيل جداً بين الضحك والسخرية وثقل الظل، مشيراً إلى أن كثيراً من البرامج يعتمد على تكرار مواقف وحركات مبتذلة، مطالباً العاملين في البرامج الكوميدية بالاجتهاد كي يكون الإبداع مسيطراً على أعمالهم فلا تكون مجرد ابتذال وسخف، بل تتضمن أفكاراً جديدة ولا تتشابه بالمضمون والتناول.

من جانبه كتب أسامة إسماعيل، أحد رواد {فيسبوك}: {لا خفة دم ولا كوميديا ولا عبرة ولا عظة ولا هدف من البرامج الكوميدية الجديدة حيث الأفكار كلها قديمة ومتشابهة}، متسائلاً: {أين الهدف من شرح مفصل لمصطلحات وأمور تخصّ المدمنين أو السخرية من الأمهات... هل هذه الثقافة المطلوب نشرها؟}.

back to top