رواية «عبث الأقدار» تثير لغطاً ثقافياً في مصر

نشر في 19-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 19-02-2016 | 00:00
No Image Caption
أثارت إعادة إصدار رواية «عجائب الأقدار» للأديب نجيب محفوظ لغطاً واسعاً في الوسط الثقافي المصري بعدما اتهم البعض دار «الشروق» المحتكرة لإصدارات محفوظ بتغيير عنوان الرواية الأصلي وهو «عبث الأقدار» إلى «روايات أديب نوبل».

 شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً ثقافياً أخيراً، إذ زعم البعض أن دار «الشروق» غيّرت عنوان رواية نجيب محفوظ «عبث الأقدار» الأصلي ليصبح «روايات أديب نوبل» تحت ضغوط من الجماعات الإسلامية المتشددة، غير أنه مع إيضاح الحقائق تبين أن اسم «عجائب الأقدار» صدر لأول مرة عام 1989 في حياة محفوظ وبموافقته بعد فوزه بجائزة نوبل، بتلخيص ما جاء في «عبث الأقدار» لتيسير أعماله للنشء.   وحملت الطبعة الصادرة حديثاً مقدمة قصيرة كتبها محمد المعلم، مؤسس «الشروق»، أشار فيها إلى أن الرواية لم تصدر حديثاً بعنوانها المعدل، لكنها نُشرت بهذا العنوان لأول مرة في حياة محفوظ وبعد عام من حصوله على جائزة «نوبل» في الآداب عام 1988، وسبق أن نشرتها الشروق عام 2010 مرة أخرى ووضعتها ضمن تصنيفات «قصص الأطفال والشباب».  وقال المعلم: «نقدمها بلغتها ميسرة للأطفال، ليقرأوها بفهم تام، واستمتاع بأحداثها كاملة، وسعادة بتجاوزهم قراءة القصة إلى قراءة الرواية».

 وذيّل «المعلم» الرواية، على غلافها الخلفي، بكلمة أعلن فيها أنه غيّر عنوانها من «عبث الأقدار» إلى «عجائب الأقدار» بإذن خاص من كاتبها نجيب محفوظ، دون أن يذكر سبباً محدداً لتغيير العنوان.

وأضاف المعلم: «قمنا بتيسيرها وفق المتطلبات التربوية والفنية... مع الحرص على أن تظل الرواية ببنائها وأحداثها وشخصياتها نفسها، وإلى حد كبير بلغتها وأسلوبها، الأمر الذي يجعلها بصيغتها هذه، مشوقة للناشئين».  وتضمنت النسختان الأصلية و»المبسطة» اختلافات عدة، ومن أول صفحة فيها جرى تبسيط اللغة والأسلوب واختصار فقرات كاملة، ففي حين تقع النسخة الأصلية في نحو 226 صفحة جاءت المبسطة في 128 فقط.

وتضمن مشروع تيسير أعمال محفوظ، والذي بدأه محمد المعلم، أربعة أعمال هي الثلاثية الفرعونية: عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة، إلى جانب «رحلة ابن فطومة». لكن الأولى فقط هي التي شهدت تغيير عنوانها.

حكمة خوفو

تدور أحداث «عبث الأقدار» حول أحد فراعنة مصر، الذي ادعى معرفة الغيب من خلال أحد السحرة الماهرين الذي تنبأ له بأن من يحكم البلاد من بعده لن يكون من ذريته ولكنه سيحكم عهداً طويلاً، وهذا الطفل هو ابن لأحد الكهنة وأخبره باسم أمه. هنا يحاول الملك قتل الطفل، وبعد محاولات يظن أنه انتهى من أمره. ولكن سرعان ما يمر الزمن ويقدر لهذا الطفل أن ينجو ويكبر في رعاية خادمة أمه التي أخذته وربته حتى كبر والتحق بالجيش الفرعوني، حيث علا صيته وترقى أعلى المناصب حتى وصل إلى قيادة الجيش وخاض المعارك وانتصر فيها، والملك الفرعوني يحكم البلاد. بل يصل به الأمر في التقرب إلى الملك، والزواج من ابنته. وهنا يظهر القدر لعبته ألا وهي أن الطفل الذي ظن الملك أنه قتله يأخذ الحكم بإرادة الملك الفرعوني نفسه.

«عبث الأقدار» (أو حكمة خوفو) أول رواية لنجيب محفوظ بدأ فيها مسيرته معتمداً على الوسائل التقليدية للرواية. وهي مثّلت مع روايتي «رادوبيس» و»كفاح طيبة» المرحلة التاريخية في مسيرة نجيب محفوظ الروائية. فقد تمازجت الأسطورة مع التاريخ في هذه الرواية وألقت الأخيرة الضوء على العلاقات داخل الأسرة الفرعونية الحاكمة في عصر بناء هرم الفرعون خوفو، وحوّلت إلى مسلسل يدعى الأقدار بعد حذف كلمة «عبث» للتعارض مع المفاهيم الدينية، وتولى البطولة عزت العلايلي وأحمد سلامة وعبد الله محمود.

back to top