أدباء ونقاد: الأم هي الوطن والحبيبة

نشر في 21-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 21-03-2016 | 00:00
تأثّر عدد كبير من الأدباء العرب بأمهاتهم، وكتبوا أعمالاً لتخليد ذكراهن على مدار تاريخ الأدب العربي حتى عصرنا الحديث، ومنهم من ارتبطت فكرة الأمومة لديهم بالوطن وأول حبيبة والأخيرة. وكان الشاعر الراحل حافظ إبراهيم يرى أن الأم مدرسة، فكتب أبياته الشهيرة: «الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق.. الأمّ روضٌ إن تعهّده الحيا.. بالري أورق أيما إيراق».

تحدّث الناقد الكبير عبدالمنعم تليمة عن تناول الأدب العربي للأم، فأكد أن الموضوع يحتاج إلى عشرات الكتب كي نستطيع رصد اهتمام الأدباء بالأم، مشيراً إلى أن الأم حظيت باهتمام معظم الأدباء منذ عصور الجاهلية. وشدّد على أن الشعراء تحدثوا، وأفاضوا عن الأم الحنون مثلما قال أبو القاسم الشابي: «الأمُ تلثم طفلها وتضمه... حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس».

أوضح تليمة أن ابن الرومي رثى أمه في قصيدة من أطول قصائد الرثاء بدأها بالحديث عن فاجعة رحيلها عن الدنيا، فبدأ بالبكاء في 24 بيتاً، حيث قال في قصيدته: «أأمرح فوق الأرض يا أم والثرى... عليك مهيل قد تطابق وارتكم». أما أحمد شوقي فقال في حق الأم: «يسيرُ على أشلاء والده الفتى... وينسى هناك المرضع الأم والأبِ». أو قوله عنها: {فاشتغل القلب عليه واشتغل... وسارت الأم به على عجل}.

مهمة نورانية

أكّد الروائي والقاص أحمد مجدي همام أن الأمهات يخضن منذ بداية الإنسانية مهمة رسولية نورانية لا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر في هذه الحياة، مضيفاً: {نستطيع أن نتجاهل الكلام عن تلك الأعمال التي تتكفّل بها الأمهات لنا في طفولتنا وصبانا ومراهقتنا وشطر من شبابنا، لأن الجميع يعرفونها، لكن ماذا عن الخدمات الأخرى التي تسديها الأم لابنها لأنك في النهاية مشروع حياتها منذ الميلاد حتى الممات، فبذلك هي تستحق الكتابة عنها والاحتفاء بها، مشيراً إلى أن لا كلمات كافية توفي الأمهات بعض ما يستأهلنه رغم كل ما كتب عنهن في الأدب على مدار التاريخ.

من جانبه، وجّه الروائي باسم شرف رسالة إلى أمه المتوفاة منذ أشهر عدة وقال فيها: {صباح الخير يا أمي كيف حالك... أتمنى أن تكوني بخير... أنا بخير... أحياناً... بعد فراقك يا أمي صارت كل الأمور أحياناً. لم يعد هناك شعور متكامل أحمله سوى الحزن والفقد... الأيام تسير ببطء شديد... الأشياء التي لمستها يدك يوماً صارت تحدثني بذكرياتها معك}.

يستكمل شرف: {الصور القديمة التي كانت تجمعنا صارت منحوتة في جسدي... في كل مرة أغير ملابسي أرى وشماً من ابتسامتك. ابتسامتك التي كانت تجعل للصورة طعماً وحياة صارت بكاءً يومياً على فراقك... عينك التي كانت تستقبل المستقبل والطالع بيقين العارف ولا يتحدث... وبقلق قلب الأم خوفاً على خدش ما قد يصيب ابنها في قدمه اليمنى وهو يلعب الكرة. صرت طفلاً تائهاً يا أمي... لم أفكر يوماً كيف يكون الطفل بلا أم... وجدته مؤلماً جداً يا أمي}.

back to top