استجابة للدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدر بالتظاهر السلمي أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، تظاهر مئات الآلاف من أهالي العاصمة العراقية بغداد أمس، وفي المحافظات تظاهر الآلاف أمام مقار مجالس المحافظات، احتجاجاً على الفساد والمطالبة بالإصلاح الجذري.

Ad

للأسبوع الثاني على التوالي، احتشد مئات الآلاف من العراقيين أهالي العاصمة بغداد ومن أنصار التيار الصدري قرب بوابات المنطقة الخضراء، أمس، تلبية للدعوة التي وجهها زعيم التيار مقتدى الصدر لأهالي بغداد إلى التظاهر أمام أبواب المنطقة الخضراء، وأبناء المحافظات أمام مجالس المحافظات.

وأفاد متظاهرون، بأن السلطات العراقية سمحت لمئات الآلاف من المتظاهرين بالتجمع قبالة أحد أبواب المنطقة الخضراء في حي كرادة مريم، وسط بغداد، بعد أن كانت قد منعتهم من الوصول الى المكان.

وأجمع المتظاهرون على «أن التظاهرة كانت غاضبة سلمية، وتدعو الى الإصلاح الحكومي ومحاربة الفساد».

و دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المتظاهرين الى «المحافظة على سلمية احتجاجاتهم والالتزام بالنظام العام». وقال العبادي في بيان «أدعوكم الى حماية الممتلكات لتفويت الفرصة على المتصيدين، وعلى المؤسسات الدستورية الاستماع الى شكوى المواطنين واحتجاجاتهم»، مطالبا الأجهزة الأمنية «بحماية أمن المواطنين والتصدي للمظاهر المسلحة خارج اطار الدولة لمنع الخروقات التي يستغلها الإرهاب».

وحمل المتظاهرون الذين أحيطوا بإجراءات امنية مشددة أعلام العراق، وهتفوا بشعارات تطاب بالإصلاح ومحاربة الفساد.

يذكر أن الصدر شارك في الجمعة الماضية، بتظاهرة حاشدة في ساحة التحرير وسط بغداد، بينما هدد الصدر بدخول المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد لإستعادة حقوق «المظلومين» من «الفاسدين».

الإجراءات الأمنية

إلى ذلك، اتخذت السلطات العراقية منذ مساء أمس الأول، وصباح أمس، إجراءات أمنية مشددة في محيط المنطقة الخضراء، ونشرت آلافا من قواتها في الشوارع الرئيسة والفرعية والجسور، قبيل انطلاق التظاهرات عند بوابة المنطقة الخضراء في حي الصالحية وسط بغداد.

وذكر شهود عيان «أن القوات العراقية من الجيش والشرطة والأجهزة الاستخبارية والأمنية معززة بسيارات عسكرية أغلقت الطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء من مسافات بعيدة وضيقت الحركة أمام الجسور والطرقات المؤدية الى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مباني الدوائر الحكومية ومنازل سكن كبار المسؤولين، وعدد من السفارات الأجنبية والعربية».

رفض الإصلاح

في السياق، أعلن خطيب جمعة مسجد الكوفة مهند الموسوي، أمس، أن الكتل البرلمانية هي الرافض الرئيس لمشروع الإصلاح الوطني التي تمثل الحكومة الحالية بجميع أطيافها ولا مبرر لرفضها إلا بسبب «خوفها على الامتيازات والواردات الانفجارية» التي تجلبها من الوزارات.

وقال الموسوي في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في مسجد الكوفة في مدينة النجف، إنه «غرهم صبر الشعب ووسواس خناس في السفارة الأميركية يوسوس لهم بالرفض ويعدهم بالحماية من غضبة الشعب العراقي»، مضيفا: «لو كان شعورهم بالمسؤولية تجاه شعبهم وعراقهم لوافقوا وقدموا استقالاتهم، واعتذروا للشعب عن الدمار الشامل الذي تسببوا به وخجلوا من أنفسهم، بعد اختيار بغداد أسوأ مدينة للعيش في العالم».

وأشار الموسوي الى أن «الدراسات العالمية كشفت أن الكتل الحكومية اشتركت في ما بينها بأكبر عملية سرقة بلغت أكثر من 500 مليار دولار».

وبين خطيب جمعة الكوفة، أن «المرجعية والشعب بصورة عامة فوضا رئيس الوزراء في إجراء إصلاحات جذرية، لكنه لم يستثمر فرصة هذا التفويض حتى الساعة، وما ذلك إلا خوفا من سخط الكتل البرلمانية الأخرى»، مؤكدا أنه «لا غنى للرئيس عن الشعب، واذا سخط الشعب لم ينفعه رضا هذه الكتل السياسية التي تريد مصالحها الخاصة، واليوم أظهر الشعب جزءا من سخطه».

وبين الموسوي، أن «بلدنا يعيش هذه الأيام في ظل تجاذبات سياسية وأخلاقية حول مشروع الإصلاح الذي أطلقه السيد مقتدى الصدر، في محاولة لتجاوز الأزمات الخانقة التي مر بها العراق بسبب التدخلات الخارجية لدول الاستكبار، وتخلي الساسة عن مسؤوليتهم وانشغالهم ببناء العروش والكروش على حساب الشعب العراقي خدميا واقتصاديا وأمنيا»، مبديا استغرابه من أن «يفهمها البعض بأنها إغاظة للآخرين أو من يسمون بالمضغوطين».

إلى ذلك، أعلن القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري، أمس، مقتل مسؤول ما يسمى بكتيبة الدعم اللوجستي في تنظيم «داعش» أبوحفصة المغربي شمال محافظة صلاح الدين مع ثلاثة من مرافقيه.

وقال المعموري إن «مفارز مشتركة من القوى الأمنية والحشد الشعبي نصبت كمينا في عمق جزيرة الشرقاط لقافلة من الشاحنات مدون عليها ولاية نينوى، واشتبكت معها، ما أسفر عن مقتل المسؤول ومرافقيه وهروب من تبقى منهم»، مضيفا أن «الشاحنات كانت محملة بمواد غذائية مرسلة من الموصل لقواطع التنظيم في الشرقاط والمناطق القريبة منه».

وفي جنوب الموصل، أفاد مصدر في قيادة العمليات المشتركة، أمس، بأن «داعش» نشر صواريخ بعيدة المدى ومدافع في قرى جنوب الموصل، لاستهداف تقدم القوات الأمنية.