العيسى: ندرس تنويع مسارات «الثانوي» وإلغاء «الموحد»
دمج مزايا الأنظمة التعليمية لمواكبة المستجدات التربوية
أعلن العيسى أن وزارة التربية تبحث إلغاء النظام الثانوي الموحد، وتعمل على تنويع مسارات التعليم، كما تبحث تقليل التشعب في المعلومات والتخفيف منها، وتقليص المناهج، مع إعطاء فرصة لمقررات أخرى كالعلوم والرياضيات لتتوسع بشكل أكبر.
كشف وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى عن دراسة لإلغاء النظام الثانوي الموحد، وللعمل على تنويع مسارات التعليم في المرحلة الثانوية، موضحاً أن الدراسة تتضمن مقترحات بالعودة الى النظام السابق أو تطبيق نظام المقررات أو دمج مزايا الأنظمة الثلاثة في نظام واحد لمواكبة المستجدات التربوية.وقال العيسى، في تصريح للصحافيين عقب افتتاحه الدورة الـ 23 للموسم الثقافي التربوي للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج تحت شعار «مسؤولية المدرسة في تنمية الثقافة»، مساء أمس الأول، إن الوزارة تبحث تقليل التشعب في المعلومات والتخفيف منها، وتقليص المناهج، مع إعطاء فرصة لمقررات أخرى كالعلوم والرياضيات لتتوسع بشكل اكبر.وعن الموسم الثقافي التربوي، أكد العيسى أن الثقافة هي الوعاء الذي يحفظ كيان المجتمع ويحدد هويته وانتماءه ويربط الأجيال بتراث أمتهم وإسهاماتها في الحضارة العالمية، وهي التي تحدد طبيعة العلاقة فيما بين افراد المجتمع وجماعاته ومكوناته وتنعكس إيجابا أو سلبا على مستوى السلم الأهلي والتعايش على مستوى الوطن والجوار والعالم أجمع.وأضاف أن المدرسة بحكم كونها المؤسسة المجتمعية التي تتولى تربية الأبناء وتعليمهم وإعدادهم للحياة تتحمل مسؤولية ضخمة في تنمية الثقافة المجتمعية وتحويلها إلى فكر مستنير في عقول الشباب وذوق يهذب سلوكهم وحافز يدفعهم إلى إثراء ثقافة مجتمعهم وطاقة متجددة في مواجهة تحديات المستقبل والإسهام البناء في ثقافة البشرية. وذكر أن التعامل مع الشأن الثقافي في العصر الرقمي وفضاءاته المفتوحة ليس بالأمر الميسور، كما كان الحال سابقا سواء بالنسبة للمدرسة أو الاسرة أو غيرهما من المؤسسات المعنية بالتربية والتعليم والتوعية بشكل عام.من جهته، أكد مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج د. سليمان العسكري أن الهدف الاساس من العملية التربوية الحديثة هو خلق انسان قادر على التفكير الحر الخلاق، وليس ذلك الذي لا يجيد إلا الحفظ والتلقي، يَستقبل ولا يرسل، يتقبل كل ما يتلقى، فاقدا لملكة النقاش والجدال والنقد والابتكار.وأشار العسكري إلى أن الفصل بين الثقافة والتعليم في برامج النشاط التربوي بالمدارس والمعاهد والجامعات من خلال مخرجات تعليمنا العام والجامعي أدى الى حصاد اعداد هائلة من الخريجين يحملون شهادات جامعية ودبلومات مهنية في مختلف التخصصات وهم بعيدون عن الفهم والتفاعل مع مجريات الحياة والمجتمع.وفي الجلسة الأولى للموسم الثقافي، حاضر وزير التربية والتعليم الأسبق في مملكة البحرين د. علي فخرو قائلا «إن قيام مؤسسات التعليم بمهمات الثقافة بالمستويات التي نتطلع اليها أمر مستحيل ما لم توجد سياسة نابعة من مجتمع ديموقراطي»، لافتا إلى أن «الحكم الاستبدادي القمعي لا يمكن أن يسمح بوجود مدرسة كهذه».واضاف فخرو أن العرب قدر لهم انهم لن يستطيعوا حل أي اشكالية في حياتهم الحالية المتخلفة إلا اذا حلوا إشكالية النظام السياسي الذي يدير شؤونهم الحياتية، مؤكدا أن من يتجاهل هذا فهو مخطئ.وأكد الحاجة لإصلاح جذري في المؤسسة التربوية لتقوم بمسؤولياتها، وأولها إنهاء موضوع الأمية الأبجدية وتمهين التعليم من خلال إعداد معلم مرب ومثقف يهتم بكل جوانب شخصية التلميذ وبناء عقله ووجدانه وقادر على احداث تغييرات كبرى في مجتمعه.