العرب وتركيا والخطوة المرتقبة
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وحقيقة أنّه غير مطلوب أنْ تفك تركيا علاقاتها بهذا التنظيم، لكن المطلوب هو ألاّ تُغلّب هذه الدولة الرئيسية والمحورية والتي هي بحاجة إلى العرب وهم بحاجة إليها- بينما تضرب العواصف الشديدة كل هذه المنطقة بكل هذا العنف- علاقاتها بالاخوان المسلمين، على علاقاتها مع بعض أو كل الدول العربية القريبة والبعيدة، وهنا -وعلى سبيل المثال- فإن العلاقات بالنسبة للشعب التركي مع مصر والشعب المصري أهم بألف مرة وأكثر من العلاقات مع المرشد العام الاخواني ومع "إخوانه" الذي أثبتوا أنّهم بارعون في الهدم وفاشلون في البناء. وبصراحة، بل بكل صراحة، فإن التحديات التي تواجهها هذه المنطقة تقتضي الاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة حتى يصبح بالإمكان الحديث عن تحالفٍ أو تآلفٍ يضم تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وبعض دول الخليج العربي، والمعروف بهذا الصدد أن التطلعات الاستحواذية والسعي الاكبر إلى ابتلاع الاصغر هو ما افشل كل المحاولات، ليس التوحيدية بل التضامنية والتفاهمية، حتى على الصعيد العربي، حيث المفترض أننا أمة واحدة قضاياها متداخلة وموحدة.إننا بحاجة الآن في هذه المنطقة إلى مبادرة اصطفاف على أساس الحد الأدنى وعلى أساس ألاَّ يكون هناك شقيق أكبر وشقيق أصغر، ولعل ما يمكن الاقتداء به هو تجربة الاتحاد الاوروبي، الذي تقف كل دُوَلِهِ بكبيرها وصغيرها على قدم المساواة. وفي النهاية، هل يُعقل يا تُرى أنْ تبقى العلاقات التركية - المصرية تعاني من كل هذه الأوجاع المؤلمة في هذه المرحلة الخطيرة بسبب تنظيم بات يخرج من حركة التاريخ، هو تنظيم جماعة الإخوان المسلمين؟!