تظل مسألة استمرار موجة من تحسن أسعار النفط غير مؤكدة، مع الإشارة إلى أن تركيز المستثمرين في سوق النفط، يتمحور حول الهبوط في عدد منصات الحفر والأمل بتحقيق تجميد في الإنتاج من المنتجين الرئيسيين.

Ad

تناول تقرير لـ"نيويورك تايمز" ما وصفه بتحسن أسعار النفط، الذي يشير إلى بداية مرحلة التعافي في هذا القطاع، وقال التقرير، الذي كتبه جاد معوض، إن التوقعات، التي كانت تتحدث عن هبوط سعر البرميل الى 20 دولاراً، تحولت لتطرح السؤال ما إذا كانت الأسعار بدأت بالارتفاع؟.

لكن تظل مسألة استمرار هذه الموجة من التحسن غير مؤكدة، مع الإشارة إلى أن تركيز المستثمرين في سوق النفط، يتمحور حول الهبوط في عدد منصات الحفر والأمل بتحقيق تجميد في الإنتاج من قبل المنتجين الرئيسيين.

وكانت الأسعار الآجلة للنفط ارتفعت في الآونة الأخيرة في سوق نيويورك بنسبة 5.5 في المئة، لتلامس الأربعين دولاراً للبرميل، وحقق سعر الأساس للنفط الأميركي ثلاثة أسابيع من المكاسب المتتالية، هي أطول فترة له منذ شهر مايو الماضي.

وفي لندن، ارتفع سعر نفط برنت فوق 40 دولاراً، للمرة الأولى منذ شهر ديسمبر 2015، واستعادت أسواق النفط ما يصل إلى أكثر من 40 في المئة منذ هبوطها إلى مستويات متدنية بلغت حوالي 26 دولاراً للبرميل في نيويورك في مطلع شهر فبراير الماضي.

وآنذاك، أفاد العديد من المحللين، بمن فيهم بعض المتنبئين في بنك غولدمان ساكس، بأن النفط قد يهبط الى مستوى 20 دولاراً للبرميل مع عدم وجود الكثير مما يمكن أن يحول دون ذلك الانخفاض.

تأثير أسعار النفط المتدنية

لكن تأثير أسعار النفط المتدنية، واحتمال استدامة الهبوط، بدأ أخيراً في الظهور، وقال جيسون شنكر، وهو مؤسس شركة بريستيج إيكونوميكس لبحوث السوق: "في دوائر السلع تعالج الأسعار المتدنية ما تحدثه الأسعار المتدنية تماماً، كما أن الأسعار العالية تعالج الأسعار العالية".

وحدث الارتداد الذي شهده الأسبوع الماضي، بعد أن قالت شركة بيكر هيوز لخدمات حقول النفط، إن عدد منصات النفط المحلية هبط في الفترة الأخيرة، إلى أدنى مستوى له في أكثر من ست سنوات– وهي إشارة إلى أن منتجي النفط شرعوا في خفض معدل الإنتاج لأن أسعار النفط المنخفضة جعلت المنصات العالية التكلفة غير مجدية من الوجهة الاقتصادية.

وعلى صعيد عالمي، هبط عدد منصات حفر النفط والغاز أيضاً بمعدل 130 منصة ليصل إلى 1761 منصة، بحسب شركة بيكر هيوز، وهو أدنى رقم منذ عام 2002.

في الولايات المتحدة، هبط إنتاج الخام المحلي للأسبوع السادس في الأسبوع المنتهي في 26 فبراير الماضي،  بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، كما أن منتجي النفط في الولايات المتحدة ضخوا أكثر من 9 ملايين برميل يومياً – بشكل متوسط – وهو أدنى مستوى لهم منذ شهر نوفمبر عام 2014.

وفي الوقت ذاته، يضيف التقرير، أن التخمة استمرت في سوق النفط بصورة كبيرة، وفي الولايات المتحدة وصل مخزون النفط الى أعلى مستوياته في أكثر من 80 سنة ويستمر في الازدياد.

التركيز على إيران

وتركز أسواق النفط بشكل خاص على إيران – أحد أكبر منتجي النفط في العالم – التي تستعد لزيادة إنتاجها من النفط في وقت لاحق من هذه السنة بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها، ولهذا السبب يعتقد بعض المحللين، بأن موجة الارتداد الأخيرة لا تبشر بتحقيق التعافي المستدام في الأسعار.

وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي تحدى منتجي النفط الأميركيين في مؤتمر نفطي في هيوستن الشهر الماضي للقيام بخفض التكلفة أو الخروج من السوق.

وعلى الرغم من ذلك استشعرت الدول المعتمدة على النفط خطر الأسعار المنخفضة، وبدت راغبة في النظر في خطوات تهدف إلى تصحيح التخمة في السوق.

وقال وزير الطاقة الروسي أواخر الأسبوع الماضي، إن أعضاء منظمة "أوبك" سوف يعقدون اجتماعاً مع المنتجين الآخرين في نهاية الشهر الحالي.

وبينما لم يتم تحديد موعد أو مكان ذلك الاجتماع، حتى الآن، فإن من المتوقع  أن يناقش المجتمعون قضية تجميد الإنتاج وفقاً لما تم الاتفاق عليه الشهر الماضي من قبل السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا.

وأشار التقرير إلى زيادة استهلاك البنزين في الولايات المتحدة نتيجة هبوط الأسعار، التي ساعدت بدورها على ارتفاع مبيعات السيارات الرياضية والشاحنات الخفيفة – وهي ظاهرة لا يمكن تجاهلها.