الطفل القطري غانم المفتاح، ذو الثلاثة عشر ربيعاً، والذي يعاني حالة إعاقة نادرة عالمياً، وهي "متلازمة التراجع الذيلي"، يسطِّر ملحمة إنسانية رائعة المضامين والأبعاد، بدأت منذ اكتشافه جنيناً في بطن أمه، وقبل ولادته وبعدها، ثم ما صار إليه من صبر والدته ووالده، وإصرارهما على رعاية ابنهما، الذي شاءت إرادة الخالق أن يكون على ما هو عليه من إعاقة شرسة سلبت منه أكثر من نصف جسده، لكن الله وهبه عقلاً راجحاً، وإرادة صلبة، وفصاحة في اللسان، وقوة فيما تبقى له من بدن.
حوَّل غانم الإعاقة إلى بطولة، وما ظنَّه البعض نقصاً إلى كمال لا يدانيه الكثيرون من مكتملي الخَلق، فأصبح أيقونة إنسانية للأمل والحرب على اليأس والبحث عن حياة أفضل، وأصبح نجماً من نجوم عالم التواصل الاجتماعي عبر العالم، صادحاً بصوت بلاده (قطر) التي يحملها في قلبه، ويرددها على لسانه، ومحققاً آمال والديه الحنونين، ومعوضاً صبرهما خيراً، بتفاعله مع إخوته وأصدقائه ومجتمعه، وتحقيقه المبهر للإنجازات التي عجز عنها الآخرون.طموحات "أم غانم" لم تتوقف عند حدود معينة لجهودها نحو رعاية ابنها غانم وباقي إخوته، ومشاركته الحياتية والمجتمعية داخل قطر وخارجها، بل أصرَّت على نقل مخزون "الهِمَّة" التي يحتضنها غانم في عقله وجسده ونفسه، إلى آفاقٍ عالمية، من خلال القيام برحلة جوية يتصدرها غانم مع والدته وفريق اختصاصي، ليحمل علم بلاده (قطر) في يد، وتجاربه الرائدة في اليد الأخرى، داعياً العالم بأسره إلى حياة أفضل، عبر قيم وأحلام مزروعة في روحه وعقله تقوم على التفاؤل والإيجابية، والتمسك بالسلام، ونبذ الحروب والإرهاب وجميع صور التوحش والإقصاء، وتدعو إلى رعاية الطفولة، ووقف تشريد الصغار وسرقة أحلامهم بالعيش الآمن، وحرمانهم من الحنان والرعاية والتعليم.غانم سيدعو العالم إلى المحبة والتلاقي بين الأديان والحضارات، ونبذ العنف ومحاربة الخوف والجوع والعطش، والحفاظ على البيئة، وإعمار الأرض، كما سيدعو كل مَن يلتقيهم في رحلته العالمية إلى مشاركته تلك الأحلام، وتحقيق حياة أفضل لكل البشر.بارك الله في غانم المفتاح، ونأمل لرحلته الخيِّرة النجاح، ونحيي والدته العظيمة، التي تستحق لقب الأم المثلى (للطفولة العالمية)، وهنيئاً لقطر الشقيقة بهذه الأسرة المباركة، أباً وأمّاً وأبناءً.
أخر كلام
6/6 : غانم أيقونة إنسانية
08-04-2016