هل وقوفك أمام الكاميرا كمذيعة أسهل في التعامل مع رهبتها من الممثلة؟

Ad

ليست الأزمة في رهبة الكاميرا فحسب، ولا علاقة للمهنتين ببعضهما البعض،  فأنا لا أقدم برنامجا فنياً أو اجتماعياً خفيفاً استضيف فيه زملائي الفنانين  ونضحك أو  نلعب، ثم في البرنامج الاجتماعي، يعتمد  الفنان على خبرته كممثل وبمنتهى البساطة، ولا يحتاج جهداً أو مذاكرة، لأنه يقرأ «الإسكريبت» قبل التصوير بنصف ساعة.

ماذا عن برنامجك؟

يختلف الوضع تماماً، لأنني أقدم «توك شو» سياسياً، أتنافس  فيه مع كبار المذيعين في القنوات الفضائية الأخرى الذين يعملون في التوقيت نفسه،  ولو لم أقدم  مادة  مختلفة وجيدة  لما تابعني أحد.

لماذا اخترت الطريق الأصعب وهو السياسة،  مع أن زملاءك الفنانين خاضوا مجال البرامج الفنية أو المنوعات؟

 عندما فكرت في العمل كمذيعة حرصت على أن أكون مذيعة متكاملة الأركان،  وليس فنانة تقدم برنامجاً «والسلام»،   واجتهدت في  تقديم محتوى جيد يرضى عنه الجمهور، فعندما أخوض تجربة جديدة أفضل   تقديمها بشكل متكامل، للعلم لا أحبّذ تقديم فقرات فنية في برنامجي  بل أقحم السياسة في كل شيء.

ألم تخشي الخوض في السياسة ومشكلاتها، لا سيما أن  بعض مذيعي الـ «توك شو» حولوا برامجهم إلى برامج اجتماعية واستضافة النجوم في بعض الفقرات؟

أحب الاجتهاد وتحقق ذلك عندما قررت  تقديم برنامج سياسي،  فقد دفعني إلى القراءة حول هذا المجال المليء بالمشكلات والأزمات، ولا أخجل من تناول أي موضوع أو أزمة، وطالما أقدم عملي بضمير، فأنا متأكدة من  أن الله سينصرني.

ضغوط وأزمات

من واقع تجربتك أيهما يتعرض لضغوط أكبر... المذيع أم الفنان؟

تختلف الظروف التي يتعرّض  لها الفنان  عن تلك التي يتعرض لها المذيع. الإعلامي الذي يقدم «توك شو» سياسياً، عليه أن يحكّم عقله وضميره في كل كلمة يتفوّه بها  على الهواء، ولا يجب أن يكتم صوت الحق أو يجامل صديقه على حساب المواطنين الذين يثقون  به، ويستمعون يومياً  إليه، فالكلمة في هذه البرامج أمانة وسيحاسبنا الله عليها، كذلك لا يجوز أن يفوّت الإعلامي بعض المشاكل خوفاً من أي مسؤول، بل   التحدث في موضوعات تهم الجمهور، مهما كان الخطر الذي سيتعرض له، وإن لم يفعل ذلك فسيصبح غير جدير بالظهور أمام الكاميرا وبثقة المشاهدين.

كيف استطعت الإلمام بالمشاكل والأزمات  التي يعاني منها المجتمع المصري لا سيما أنك فنانة ولم تعملي في السياسة من قبل؟

مطلوب من مذيع الـ «توك شو» أن  يلمّ بالقوانين والتشريعات المختلفة الخاصة بأي موضوع، وأن يكون قارئاً جيداً ومتابعاً بشكل يومي لما يدور في الكواليس، وعلى اتصال بشخصيات في المجالات  كافة، ليستطيع جمع المعلومات، وأن تكون لديه خلفية مسبقة لأي قضية حتى يتحدث باستفاضة أمام الكاميرا ويحاور الضيوف.

هل يعني ذلك أنك أصبحت مشغولة بالإعلام أكثر من الفن؟

لا أريد أن تطغى  ناحية على  أخرى، لكن وجودي في برنامج يومي سياسي يجعلني مشغولة به بشكل أكبر.

 صرّحت بأنك أخطأت في العمل كفنانة، وكان عليك  اختيار العمل كمذيعة...

لم أصرّح بهذه الطريقة، وفُهم تصريحي  خطأ،  قصدت أنني أهوى العمل الإعلامي منذ  صغري، لكنني أجلت هذه الخطوة بسبب التمثيل،  ولم يكن يجدر بي تأجيلها، ولم أقل إنني أخطأت  بعملي في التمثيل.

هل من الممكن أن ترفضي بعض الأدوار لتتفرغي للبرنامج؟

لا أعتذر عن أي دور يضيف إلي كفنانة، وسأختار أعمالا  مهمة أتشرف بتقديمها أو تضيف إلي وإلى مشواري الفني، فقد تعلمت كثيراً من أخطائي السابقة. الحمد لله أعرف جيداً كيف أوفق بين عملي الإعلامي وخطواتي التمثيلية، وهو ما حدث في فيلم «فوبيا» الذي سيعرض  قريباً، إذ صوّرته أثناء عملي كمذيعة بشكل يومي.

 أخبرينا عن شخصيّتك في «فوبيا».

أجسد  شخصيّة طبيبة متخصصة في معالجة الأمراض النفسية،  وهو فيلم اجتماعي كوميدي يناسب كل أفراد الأسرة، ولا يحتوي ألفاظاً خارجة أو مشاهد غير لائقة.

في رأيك... ما هي أزمات الإعلام المصري  راهناً؟

يعاني الإعلام المصري أزمات لا حصر لها، أهمها حالة الانفلات التي نعيشها، فلا يصح مطلقاً أن يتلاسن الناس عبر البرامج التلفزيونية والفضائيات، سواء المذيعين مع بعضهم البعض، أو التشهير الذي يحدث أحياناً بين الضيوف، بالإضافة إلى هجوم الإعلاميين وتلفظهم بألفاظ غير لائقة في حق المواطنين والمسؤولين، والصراخ الذي أصبح مسيطراً على الفضائيات.

كيف يمكن  التغلب على هذه الأزمات؟

عبر مراجعة القوانين الخاصة بالإعلام  التي سيصدرها «مجلس النواب» في أسرع وقت، كما أكد لي الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي، رئيس نقابة الإعلاميين ــ تحت التأسيس ــ وسيكون للنقابة دور في مراقبة الإعلاميين والقنوات الفضائية، ومن سيخطئ ستتم محاسبته وإيقافه عن العمل ومنع ظهوره على الشاشات.