الإمارات قد ترسل قوات إلى سورية... والأسد يضيق على حلب

نشر في 08-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 08-02-2016 | 00:00
No Image Caption
● «جيش الإسلام» يصد هجوماً على تل صوان

● إردوغان يخير واشنطن بين أنقرة وأكراد سورية
بعد فشل محادثات «جنيف 3« على وقع الهجوم الواسع الذي تشنه دمشق وموسكو على الشمال السوري لتغيير قواعد اللعبة، لا تزال الأحداث تتسارع، إذ أعلنت الإمارات بعد السعودية استعدادها إرسال قوات برية لمقاتلة تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على مناطق سورية عدة، في خطوة يعتبر البعض أنها قد تعيد التوازن الميداني بعد التدخل الروسي المباشر لمصلحة بشار الأسد.

بعد إعلان السعودية استعدادها لإرسال جنود إلى سورية لمحاربة تنظيم «داعش» في إطار الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، وتصاعد احتمالات قيام المملكة العربية السعودية بهكذا خطوة لإعادة التوازن إلى الميدان السوري بعد الانتصارات المتسارعة لنظام الرئيس بشار الأسد المدعوم عسكرياً من روسيا، أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، استعدادها إرسال قوات برية إلى سورية.

ولدى سؤال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإماراتية أبوظبي عن استعداد الإمارات لإرسال جنود إلى سورية، أجاب: «طبعاً هذا كان موقفنا على الدوام. نشعر بخيبة أمل من بطء التصدي لداعش».

وقال قرقاش: «لا نتحدث عن آلاف الجنود، لكن عن قوات على الأرض تقود الطريق»، مضيفاً أن وجود قيادة أميركية لهذه القوة سيكون شرطاً مسبقاً للإمارات.

في السياق نفسه، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، في الرياض وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وأجرى معه محادثات تطرقت إلى الأوضاع في سورية.

وقام عبدالرحمن الذي عين أخيراً في منصبه، والذي يوصف بأنه مقرب من الرياض، بتسليم الملك سلمان رسالة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

كما تلقى العاهل السعودي، أمس، رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس نقلها إليه وزيرا الداخلية محمد حصاد والاقتصاد والمالية محمد بوسعيد.

وقال رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور في مؤتمر صحافي في عمان، إنه «إذا كانت لدينا خطط للدخول برياً إلى سورية فسنعلن عنها». وكانت البحرين أعلنت أنها مستعدة لإرسال قوات إلى سورية ثم عادت ونفت صحة ذلك.

حلب

إلى ذلك، وبعد استعادة الجيش السوري الموالي للنظام منذ بدء هجومه الاثنين الماضي بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسره الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجاحه في قطع طريق إمدادات رئيسي للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن قوات العسكرية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد نجحت بتضييق الخناق أكثر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب حيث يعيش حوالي 350 ألف مدني، والتي تسيطر عليها المعارضة.

ولم يبق أمام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض أيضاً لقصف جوي

في شمال غرب المدينة باتجاه محافظة إدلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين.

ولا يقتصر الأمر على الجيش السوري والمسلحين الموالين له، اذ سيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية خلال الايام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق المصدر العسكري.

وبالتالي يقول المصدر، إن «الفصائل المسلحة أصبحت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري»، وذلك رغم «عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي - سوري معلن».

وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة تدور أيضاً بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة ووحدات حماية الشعب الكردية من جهة ثانية، وسط تقدم للأخيرة، في قرية العقلمية قرب مطار منغ العسكري.

في السياق، لا يزال آلاف الفارين من بطش قوات النظام والغارات الروسية التي لا تعرف الدقة، عالقون على الحدود التركية، حيث ترفض السماح لهم بعبور أراضيها قائلة إنها ستقدم لهم كل المساعدات التي يحتاجونها داخل الأراضي السورية، وأعربت أنقرة عن استعدادها في حال «الضرورة» فتح حدودها.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس الأول: «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول».

وقد أعلن حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس سليمان تبيز أن تركيا تتولى رعاية حوالي ثلاثين ألفاً من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة أعزاز السورية القريبة خلال اليومن الماضيين، وتحدث عن إمكانية وصول 70 ألفاً آخرين إلى المنطقة الحدودية.

ولا يزال معبر اونغوبينار (باب السلامة من الجهة السورية) مغلقاً أمام النازحين، باستثناء الحالات الطارئة.

داريا والمعضمية

إلى ذلك، أفاد المرصد بمقتل 20 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعدما نجح فصيل «جيش الإسلام»، الاهم في الغوطة الشرقية لدمشق، من صد هجوم لها على بلدة تل صوان.

وكانت المعارضة ووسائل إعلام حكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أفادوا، أمس الأول، بأن القوات الحكومية شددت حصارها المستمر منذ ثلاث سنوات على اثنتين من البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب غرب دمشق من خلال استعادة أراض واقعة بينهما وقطع طريق إمداد رئيسي.

وهناك شريط فاصل بين داريا ومعضمية الشام استغلته المعارضة كطريق إمداد، وقالت المصادر إن القوات السورية وحلفاءها سيطرت على ذلك الشريط يوم الجمعة الماضي بعد قتال استمر منذ ديسمبر الماضي.

وداريا متاخمة لمطار عسكري تستخدمه الطائرات الروسية التي تشن غارات جوية لمساندة الرئيس بشار الأسد منذ سبتمبر الماضي وتتطلع القوات الحكومية لإحكام قبضتها على المنطقة.

أنقرة

إلى ذلك، وفي وقت أشارت مجلة «فورين بوليسي» إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع عن موقفه بالموافقة على إقامة تركيا منطقة آمنة شمال سورية، أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، عن غضبه إزاء دعم الولايات المتحدة أكراد سورية الذين يعتبرهم مقربين من حزب العمال الكردستاني، داعياً واشنطن إلى الاختيار بين تركيا و»إرهابيي كوباني».

وانتقد أردوغان بشدة على متن الطائرة التي أقلته عائداً من السنغال، الزيارة التي قام بها أخيراً المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد الجهاديين بريت ماكغورك إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على كوباني.

وواشنطن تقدم دعماً عسكرياً قوياً للأكراد في إطار «قوات سورية الديمقراطية».

كما تحتفظ موسكو بعلاقة ممتازة مع حزب «الاتحاد الديمقراطي» الذراع السياسية لـ»وحدات حماية الشعب».

وأعلنت الإدارة الكردية الذاتية التي يقودها «الاتحاد الديمقراطي» أمس الأول عن نيتها افتتاح ممثلية في موسكو قريباً.

back to top