لا هدنة ولا مفاوضات... والأسد يغدر بمعرة النعمان

نشر في 20-04-2016 | 00:03
آخر تحديث 20-04-2016 | 00:03
• حجاب: الأمم المتحدة ترسل منظفات للمحاصرين

• الجعفري: مصير الرئيس ليس للتفاوض
أطلقت المعارضة السورية أمس رصاصة الرحمة على الهدنة الهشة المعلنة في 27 فبراير ومحادثات «جنيف 3»، التي عقدت جولتها الجديدة وسط تصعيد ميداني غير مسبوق خصوصاً في إدلب التي شهدت مجزرة قتل فيها العشرات بمعرة النعمان وكفر نبل.

في ظل تواصل ضغوط الفصائل المسلحة لاتخاذ موقف سياسي أشد صرامة، أعلن منسق الهيئة العليا للمعارضة السورية، رياض حجاب، انتهاء الهدنة، ودعا دول "مجموعة الدعم الدولية" إلى إعادة تقييم "الهدنة المنتهية" والاجتماع سريعا لذلك، وإلزام النظام وحلفائه بها، مؤكدا أن وفد المعارضة علق رسميا مشاركته في "جنيف 3" وغادر مقر الأمم المتحدة.

واعتبر حجاب، في مؤتمر صحافي بجنيف، أنه لا وجود للهدنة مع استمرار إرسال إيران لقواتها وتواصل القصف الروسي، مجددا التأكيد على أنه لا حل في ظل وجود الرئيس بشار الأسد.

وبرر حجاب وقف مشاورات جنيف والمغادرة بأن الحكومة لم تنفذ التزاماتها، مشيرا إلى أن عدد البلدات المحاصرة ازداد وازدادت معاناة السوريين، ولم يفرج حتى الآن عن أي معتقل بل ارتفع عددهم إلى أكثر من ألفين خلال فترة التفاوض.

وكشف عن مساع لتشكيل لجان خاصة لتقصي الحقائق عبر مجلس الأمن ومراقبة أممية للهدنة، لافتا إلى أنه خلافا لقرارات الأمم المتحدة بفك الحصار وإدخال المساعدات وإطلاق المعتقلين ووقف القصف والتهجير "لم يجر الإفراج عن أي معتقل والجانب الإنساني لم يتقدم وأكثر من 60 في المئة من المساعدات الأخيرة شملت مواد تنظيف".

الحكم الانتقالي

وأضاف حجاب أن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي يجب ألا يستند إلى دستور عام 2012، لأنه غير قانوني وتم إقراره تحت القصف، مشددا على أنه لا وجود لحكومة وحدة وطنية أو حكومة موسعة في أي من قرارات الأمم المتحدة.

كما طالب الموفد الأممي ستيفان ديميستورا بوضع جدول زمني لتحقيق الانتقال السياسي، مشددا على ضرورة دعم "الثوار ومدهم بالسلاح"، متداركا بأنه "لدينا الكثير من البدائل التي ستنهي النظام السوري".

وطالب حجاب الفصائل المسلحة بعدم التخلي عن السلاح، حتى "يسقط نظام بشار الأسد"، مؤكدا عدم قبول أي عملية سياسية تعمل على إطالة أمد هذا النظام.

وفي وقت سابق، أكد عضو الوفد جورج صبرا أن المحادثات تأجلت لأجل غير مسمى واستئنافها يعتمد على "تصحيح مسارها" والأحداث على الأرض.

وقبله، شدد كبير المفاوضين محمد علوش، أمس الأول، على أن المحادثات لن تستأنف بأي حال في ظل التصعيد العسكري وتدهور الوضع الإنساني.

في الأثناء، اتهم رئيس وفد الحكومي بشار الجعفري الهيئة العليا للمفاوضات بـ"المراهقة" في العمل السياسي، مشددا على أن وفده مخول ببحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الرئيس بشار الأسد واقتراح بقائه بصلاحيات محدودة مع تعيين ثلاثة نواب له من المعارضة "لم ولن يناقش في أي جلسة مقبلة، لأنه ليس من ولاية المتحاورين في جنيف أو طوكيو أو كازاخستان".

وبعدما اتهم السعودية وتركيا وقطر بإفشال المحادثات، قال الجعفري، لوكالة "فرانس برس"، إن هيئة المفاوضات "واقعة تحت هيمنة العناصر الراديكالية المتطرفة، وإنها غير قادرة على "مصادرة حق بقية المجموعات ولدينا اجتماع غدا مع ديميستورا الذي سيلتقي معارضات القاهرة وموسكو".

فشل المفاوضات

وفي وقت سابق، قال الجعفري، لقناة "الميادين"، إن "المشغل الرئيسي السعودي- التركي- القطري لا يريد وقف حمام الدم في سورية، ولا يريد حلا سياسيا، وهدفه إفشال جولات جنيف"، موضحا أن "مجموعة السعودية تحديدا مستاءة جدا من التقدم على الأرض".

إلى ذلك، أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين أن وفد المعارضة تغلب عليه متطرفون لا يرغبون منذ البداية في إجراء أي مفاوضات وقدموا شروطا سابقة وإنذارات أخيرة، معتبرا أن قرار تعليق المفاوضات غير صحيح، وأسبابه غير مقنعة على الإطلاق، وأنها ستستمر مع مجموعات القاهرة وموسكو.

المناقشات التقنية

وبعد لقائه أمس الأول وفدا مصغرا من المعارضة، أكد ديميستورا عزم وفد الهيئة العليا للمفاوضات تأجيل مشاركتهم الرسمية تعبيرا عن استيائهم وقلقهم من تدهور الأوضاع الانسانية، وما آل إليه وقف الاعمال القتالية خصوصا في حلب، موضحا أنه الوفد عازم على البقاء في جنيف، "وربما بناء على اقتراحي، مواصلة النقاشات التقنية معي ومع فريقي خصوصا حول المسائل المرتبطة بالقرار 2254 والانتقال السياسي".

وجدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما في مشاورات هاتفية، أمس الأول، عزمهما تعزيز وقف إطلاق النار في سورية، وإيصال المساعدات، بحسب بيان أشار فيه الكرملين إلى أن "الرئيسين بحثا بالتفصيل الوضع في سورية"، وشددا على "أهمية" مباحثات جنيف والتعاون بين أجهزتهما الأمنية.

وأكد بوتين ضرورة أن تنأى المعارضة "المعتدلة" عن تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، كما دعا إلى اغلاق الحدود مع تركيا "لوقف تزويد المتطرفين بالأسلحة".

مجزرة معرة النعمان

وعلى الأرض، غدر النظام بكفر نبل ومعرة النعمان بريف إدلب، وقصفهما بالصواريخ الفراغية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى ودمار هائل بالمدينتين.

وشنت طائرات النظام عدة غارات على مفرق سوق الخضار في الشارع الرئيسي بمعرة النعمان، مما تسبب في مقتل أكثر من 50 مدنيا، وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح.

وبعد دقائق قليلة، شن غارات مماثلة على سوق اسمك وسط كفر نبل، مما تسبب في مقتل نحو 10 مدنيين وإصابة العشرات، قسم كبير منهم بحالة حرجة.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القوات الحكومية شنت هجوما مضادا على مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية بدعم جوي روسي، كما تحدثت تقارير عن اندلاع أعمال عنف في أنحاء كثيرة من شمال غرب البلاد.

(دمشق، جنيف، موسكو-

back to top