لا يجمع بين بشار الجعفري، الذي يقود وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف، ومحمد علوش، كبير مفاوضي وفد المعارضة، أي شبه، فالأول دبلوماسي متمرس يتكلم لغات عدة، والثاني قيادي في فصيل مقاتل برز خلال الحرب.

Ad

يرأس الجعفري، الرجل الستيني الطويل القامة المتزوج من إيرانية، ويتكلم الفارسية بطلاقة، وفد الحكومة مستفيدا من خبرات راكمها خلال سنوات في العمل الدبلوماسي. ويشكل جزءا من رموز النظام، وقد قيدت الولايات المتحدة منذ مارس 2014 حركته، فلم يعد يحق له التحرك إلا في قطر لا يتجاوز 40 كيلومترا حول مدينة نيويورك.

ويمثل الجعفري، المعروف بدهائه الدبلوماسي، دمشق في الامم المتحدة منذ عشر سنوات، قام خلالها ولا يزال بدور الدفاع المستميت عن النظام.

وقال دبلوماسي في مجلس الأمن إن «تحليلاته غير القابلة للنقاش تجعل من الصعب التحاور معه»، مضيفا ان «أداءه المثير للجدل لا يساعد على تغيير النظرة إليه، على اعتبار أنه متحدث باسم الأسد أكثر منه دبلوماسيا».

بدأ عمله في وزارة الخارجية السورية عام 1980، وشغل أول منصب له خارج البلاد في باريس كملحق دبلوماسي وسكرتير ثالث في السفارة السورية، ثم تسلم مناصب عدة بينها مندوب سورية لدى الأمم المتحدة في جنيف قبل أن يصبح عام 2006 ممثل سورية الدائم لدى الامم المتحدة في مقرها بنيويورك.

في غرفة أخرى من قاعات الأمم المتحدة، سيقود محمد علوش، الشاب السلفي في الأربعينيات من العمر، مباحثات سياسية باسم المعارضة، وهو من مواليد 1970 من مدينة دوما في الغوطة الشرقية التي تخضع لحصار تفرضه قوات النظام السوري منذ أكثر من سنتين.

وهو ابن عم زهران علوش، الزعيم السابق لفصيل «جيش الاسلام» الذي قتل في غارة لقوات النظام في 25 ديسمبر الماضي بريف دمشق، والممثل السياسي للفصيل المتهم من جهات حقوقية بانتهاكات لحقوق الانسان.

وأمضى علوش سنوات طويلة بعيدا عن دوما، فدرس مع ابن عمه الشريعة الاسلامية لعام واحد في دمشق، قبل أن ينتقلا الى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحصل عام 2009 على ماجستير في العلوم المصرفية الإسلامية من جامعة بيروت الإسلامية.

ومنذ بداية النزاع، شغل علوش مناصب عدة، آخرها في المكتب السياسي لجيش الإسلام. وسمته الهيئة العليا للمفاوضات كبيرا لمفاوضيها بعد اجتماع موسع لها بالرياض في ديسمبر.