«الله الله بالكويت»

نشر في 26-02-2016
آخر تحديث 26-02-2016 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي مشاعر الفرحة التي نعيشها هذه الأيام جاءت ببركات دماء الشهداء التي سالت على أرض الكويت، وبتضحيات أهلها وحكمة حكامها بالذود عن كرامتها وحريتها، فكانت تلك التضحيات النور الذي أضاء الطريق والسدّ المنيع لكل من أراد السوء بها والحائط المتين أمام الفتن.

في البداية أبارك لأهل الكويت أفراحهم في عيد الاستقلال وعيد التحرير، ومرور عشر سنوات على تولي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح مقاليد الحكم، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح ولاية العهد أدامها الله على الكويت وأهلها بكل خير.

مشاعر الفرحة التي نعيشها هذه الأيام جاءت ببركات دماء الشهداء التي سالت على أرض الكويت، وبتضحيات أهلها وحكمة حكامها بالذود عن كرامتها وحريتها، فكانت تلك التضحيات النور الذي أضاء الطريق والسدّ المنيع لكل من أراد السوء بها والحائط المتين أمام الفتن.

لقد نجح أهل الكويت في الحفاظ عليها منذ أن ارتضى شعبها بحكم آل صباح بسبب تكاتفهم وحبهم لبعضهم وفزعتهم لها، والتي تجلت في أكثر من موقف، حيث سطر التاريخ لهم أروع القصص في البطولة، التي امتدت من الرقة إلى الجهراء إلى الغزو العراقي البعثي الذي ضرب فيه الشعب الكويتي ملحمة من التلاحم أذهلت العالم بموقف توحد فيه الشعب بكل طوائفه خلف الشرعية، وما مشهد تعاضد الكويتيين بعد أحداث تفجير مسجد الأمام الصادق إلا استمرار صادق لحبهم لوطنهم.

اليوم الخطر أخذ شكلا آخر، فالتوتر الإقليمي والطائفي يرمي بظلاله على الشارع الكويتي حالة من حالا بقية الشعوب العربية، من خلال بعض الأصوات التي وجدت ضالتها في بعض القنوات الفضائية المأجورة ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي استطاعت، مع قلتها، النفوذ إلى بعض العقول في نفث سمومها.   

 الله الله بالكويت، من تلك الأصوات النشاز، والله الله بالكويت من نار الطائفية.

 هذه الأيام يدور الحديث عن مستقبل الكويت الاقتصادي في ظل أزمة تدني أسعار النفط، والتي تشكل واحدة من أكبر التحديات على الاقتصاد المحلي، ليس من باب متانة الدولة الاقتصادية وقدرتها على المواجهة، ولكن في آلية معالجتها لهذه الأزمة على المدى البعيد في تقويم ميزانية الدولة وإيجاد بدائل اقتصادية غير النفط.

لقد قدمت الحكومة تصورها الخجول على شكل مسارات بدأتها بمقولة "الموس"، إلا أنها وكالعادة لم تأت بجديد وما أتت به لا يتعدى بعض السطور الإنشائية المكررة التي تخلو من الابتكار، وفي مقدمة تلك الحلول الترشيد ورفع الدعم عن بعض السلع الخدماتية وإعطاء دور أكبر للقطاع الخاص.

للأسف أزمة النفط التي عصفت بالمنطقة تصدت لها الحكومة في برنامج عمل مهلهل يقوم على خطة لم تحصل على مباركة المواطن أو إقناع أعضاء مجلس الأمة الذي أعلن غالبية أعضائه اعتراضهم عليه.

لقد جاء برنامج الحكومة في معالجة أزمة انخفاض أسعار النفط مخيباً للآمال لتؤكد أن خطة التنمية التي أقرتها سابقا خارج نطاق التغطية، وأنها تعمل وفق ردود الأفعال.

ودمتم سالمين.

back to top