قبل ساعات من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، غدا، تسابق جماعة "الإخوان" الزمن لاستقطاب قوى شبابية وثورية في صفها خلال التظاهرات التي دعت إليها في ذلك اليوم، لكنها لجأت هذه المرة إلى مناورة جديدة ظاهرها الاعتذار والتوبة، وباطنها محاولة تشتيت الأمن.

Ad

القائم بأعمال المرشد العام لـ"الإخوان" محمود عزت، حاول استمالة القوى الشبابية والثورية لجماعته التي تشهد رفضا شعبيا، واعترف عزت، في بيان الاثنين الماضي، بتقصير "الإخوان" خلال الفترة الماضية، وإن لم يعترف صراحة بمسؤولية الجماعة عن العنف الذي وقع أخيرا.

عزت، الهارب حاليا في تركيا، بعد إدانته من قبل القضاء المصري في قضايا عنف وتحريض على القتل، تضرع إلى الله بأن يغفر لجماعته، وقال: "اغفر لنا اللهم ما ظننا أنا أحسنا فيه، ولولا سترك لكانت نتائجه أشد ضرراً، فالكيّس من دان نفسه، وبادر بالتوبة الواجبة"، مهاجما وسائل الإعلام التي ترفض إجراء الجماعة، وقال: "أنتم ممن يحلفون على الكذب وهم يعلمون، وأنتم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا"، مشددا على مواصلة ما سماه "النضال الثوري السلمي، والحشد الشعبي لذكرى الثورة".

وقال خبير حركات الإسلام السياسي صبرة القاسمي إن "الإخوان لا تمتلك حاليا قدرة على الحشد، كونها تدرك أن الشارع ليس معها، لكنها تحاول بمثل هذه البيانات الاعتذارية استمالة قوى شبابية في تلك الأحداث".

ولفت القاسمي إلى أن "محمود عزت، في بيان سابق، استخدم آيات قرآنية تدعو إلى الجهاد لاستغلال الشباب المحبط لتأسيس خلايا مسلحة"، مضيفا: "عمليات التوقيف الأخيرة التي قامت بها قوات الأمن تضمنت ضبط عناصر إخوانية قاتلت في سورية كانت تنوي تشكيل خلايا داخل القاهرة".

من جانبه، وصف مدير مركز دراسات "الإسلام السياسي" مصطفى حمزة بيان عزت بـ"المناورة" لحشد القوى الغاضبة إلى صف الجماعة قبل حلول ذكرى الثورة، وقال: "اعتذار (الإخوان) لم يتضمن اعترافا بمسؤوليتهم عن عمليات العنف التي شهدتها مصر أخيرا، كما لم يتضمن اعترافا بثورة 30 يونيو".

ولفت حمزة، في تصريح لـ"الجريدة"، إلى أن خطة "الإخوان" في ذكرى الثورة هي تشتيت الأمن عبر تنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف غير مؤمنة، متابعا: "استراتيجية الجماعة في تلك المرحلة تشبه استراتيجية داعش التي يطلقون عليها شوكة النكاية والإنهاك، أي إيقاع النكاية بقوات الأمن لإنهاكها وإضعافها".