«طالبان» تهاجم جامعة باكستانية... وتقتل العشرات

نشر في 21-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 21-01-2016 | 00:01
No Image Caption
4 انتحاريين مدججين بالرشاشات استهدفوا احتفالاً لـ «القوميين»... وشريف يتوعد بالانتقام
لقي 30 شخصاً حتفهم، وأصيب 50 في هجوم لحركة «طالبان باكستان» على جامعة باتشا خان في مدينة تشارسادا بإقليم «خيبر- باختونخوا» شمال غرب البلاد، رداً على حملة الجيش بالمناطق القبلية القريبة من أفغانستان، بينما توعد رئيس الوزراء نواز شريف بـ«استئصال خطر الإرهاب».

ارتكبت حركة طالبان الباكستانية مذبحة أمس في هجوم استهدف اجتماعاً لمجموعة من القوميين الباكستانيين المعروفين بعدائهم للإسلاميين داخل حرم جامعي في مدينة شارسادا، وأسفر عن مقتل 30 شخصاً، بالإضافة إلى 4 مهاجمين.

وجاء الهجوم الذي استهدفت ندوة لإلقاء قصائد شعرية إحياء لذكرى الزعيم القومي باشا خان، الذي ينتمي إلى الباشتون، وكان يعيش خلال فترة التقسيم، وسميت الجامعة باسمه بعد عام على ارتكاب الحركة المتشددة لمجزرة في مدرسة تابعة للجيش في بيشاور التي تبعد 50 كيلومترا عن شارسادا، وأسفرت عن مقتل 130 طالباً. وحمل هجوم الحركة الباكستانية المتشددة، التي ترتبط بصلة وثيقة بـ«طالبان أفغانستان»، قيمة رمزية في مواجهة القوميين الباكستانيين، الذين يمثلهم حزب «إيه إن بي»، وسبق أن عارضوا قتال الإسلاميين ضد السوفيات في أفغانستان المجاورة في الثمانينيات.

توعد شريف

في غضون ذلك، توعد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بالقضاء على «الإرهابيين».

وفي بيان له من زيورخ بسويسرا، التي وصل إليها للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، أدان شريف الهجوم على الجامعة، واعتبر أن المهاجمين ليس لديهم «ملة أو دين». وأكد عزم حكومته «على استئصال خطر الإرهاب» من باكستان.

تبني «طالبان»

من جهتها، تبنت «طالبان» الهجوم على الجامعة. وقال القيادي في الحركة عمر منصور، إن «أربعة من انتحاريينا نفذوا الهجوم على جامعة باشا خان»، مضيفاً أن «الهجوم جاء رداً على العملية» الواسعة النطاق التي يشنها الجيش حالياً في المناطق القبلية بشمال غرب البلاد قرب الحدود مع افغانستان، مهدداً بشن هجمات جديدة.

وشهد عام 2015 انخفاضاً في عدد الهجمات التي وقعت في باكستان نتيجة الحملة التي شنّها الجيش على المناطق القبلية مقارنة بعام 2014، إلا أن أحدث الهجمات كانت أمس الأول حيث قتل 9 أشخاص، بالإضافة إلى الانتحاري الذي استهدف سوقا شعبيا مزدحما على أطراف بيشاور.

مسرح الحدث

وانتشرت قوات الشرطة والجيش والقوات الخاصة بأعداد كبيرة بعد سماع الطلقات النارية الأولى التي أثارت الذعر في حرم الجامعة عند التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وسمع قبل ذلك انفجاران قويان في الحرم، بينما حلقت مروحيات فوق المنطقة التي أغلقت طرقاتها مع وصول قوات الأمن.

وبثت محطات التلفزة صوراً تظهر طلاباً يهربون من الجامعة التي هرعت إليها سيارات إسعاف وإطفاء.

تمشيط وملاحقة

ولاحقاً، أعلنت الشرطة وقوات الجيش انتهاء العملية الواسعة التي اطلقتها القوات الأمنية بعد الهجوم لتمشيط المنطقة المحيطة بالجامعة الواقعة في منطقة مفتوحة على مسافة من شرق تشارسادا، وتحيط بها حقول زراعية.

وقال مسؤول في الجيش، بعد نحو ثلاث ساعات من بدء الهجوم، إن إطلاق النار توقف، مؤكداً أن «أربعة إرهابيين قتلوا، والقوات أنهت تفتيش الحرم الجامعي بحثاً عن مسلحين».

وأشار إلى إصابة 30 شخصاً بينهم طلاب وموظفون وحرس أمن بجروح.

وذكر الهجوم بأسوأ اعتداء شهدته البلاد قبل سنة حين قتل عناصر «طالبان» أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من الأطفال، عند اقتحامهم مدرسة يديرها الجيش في بيشاور التي تتواجد بها مجاميع كبيرة من المتطرفين.

بطولة بروفسور

من جانب آخر، حيّا طلاب بطولة شاب مدرس اسمه سيد حميد حسين، حاول التصدي للمهاجمين من أجل حماية طلابه قبل أن يقتل.

وروى الطالب زاهر أحمد لوكالة الأنباء الفرنسية: «لقد خرجنا، لكن أستاذ الكيمياء نصحنا بالعودة إلى الداخل»، مضيفاً «كان يحمل مسدسا وقام مهاجمان بقتله».

وأكد الرئيس الباكستاني ممنون حسين مقتل البروفسور حميد وقدم تعازيه لعائلته.

في هذه الأثناء، قال نائب عميد الجامعة فضل رحيم مروت، إن «مسلحين دخلوا حرم الجامعة من الأسوار الخلفية حيث يقع مقر الضيافة»، مضيفاً أن «الجامعة لم تتلق تهديداً محدداً لكنها عمدت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في الآونة الأخيرة».

وأغلقت السلطات في بيشاور قبل عدة أيام بعض المدارس، وسط تقارير بأن مسلحين يخططون لشن هجوم.

انتحاري يستهدف سفارة موسكو بكابول

لحقت أضرار مادية طفيفة بالسفارة الروسية في أفغانستان من جراء استهدافها بهجوم انتحاري أمس.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يأتي بعد يومين فقط من عقد الجولة الثانية من المحادثات الدولية الرامية إلى إحياء مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش، إن تفجيراً انتحارياً وقع في منطقة دار الأمان قرب مبنى السفارة وسط كابول، فيما ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الانفجار لم يتسبب في إصابة أي من موظفي السفارة، وقالت إنها ستشدد من إجراءاتها الأمنية.

وبينما أفاد مسؤول بوزارة الصحة الأفغانية بمقتل شخص وإصابة 28 جراء الهجوم، أفادت تقارير بمقتل 5 في الهجوم الذي نفذ باستخدام شاحنة نقل صغيرة.

back to top