بالعربي المشرمح: المعارضة زمان... والمعارضة اليوم!
بذلك عَنون الزميل القدير محمد الوشيحي مقالته يوم الأحد الماضي، فذكرني ببداية الثمانينيات من القرن الماضي حين كنا نخجل من زملائنا في العمل الطلابي بالجامعة حين ينتقدون مخرجاتنا لمجلس الأمة نحن أبناء ما يسمى بالدوائر الخارجية.ما ذكره الزميل عن السلطة الحالية وأدواتها، وما قاله عن الموالاة وغيره مما صاحب هذه الفترة من أمور غريبة وليست منطقية، كل ذلك نراه ونعايشه ونتفق عليه مع الزميل في ما كتبه بمقالته، ولكن علينا ألا نجعل كل تلك الأمور سببا وتبريرا لأخطاء معارضة «اليوم» وخطاياها، وألا نقارنها بمعارضة «زمان»، بل من الظلم أن نقارنها حتى مع معارضة ما قبل الأغلبية، وإن اتفقنا على أساليب وأدوات السلطة التي استخدمتها فإن ذلك لا يعطي معارضة اليوم مبررا لفشلها وعدم إدراكها للواقع السياسي في البلد ومقارنتها بمعارضة زمان.
المتابع للواقع السياسي يعلم أن السلطة لم تتغير منذ نشأة الدستور، ولها أساليبها مع معارضيها التي تختلف وفقاً للمرحلة التي تعيشها، وعلينا أن نكون منصفين وصادقين مع المعارضة الحالية بنقدها قبل التبرير لها، خاصة وحجم التضحيات التي قدمها البعض منهم لعلهم يدركونها فيصححون مسارهم، وسبق أن كتبت عن تلك الأخطاء، ونلنا ما ناله من يختلف معهم من هجوم أرعن.ثم إن هناك فرقا كبيرا بين معارضة «زمان» ومعارضة «اليوم»، فاليوم المعارضة مختزلة في شخصيات بعينها غير متفقة فكرياً، يتصارعون في ما بينهم للزعامة ويحركون أدواتهم لشتم وسب من يختلف معهم، بل بلغ بهم الأمر لتحريك أدواتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسب بعضهم البعض، وهذا لم تفعله معارضة زمان. كما أنهم يرفضون الحوار رغم أن هدفهم الإصلاح وليس النظام، يطبقون قاعدة إن لم تكن معنا فأنت ضدنا، ولا يتقبلون النقد البناء، فمجرد أن تنتقد سلوكهم السياسي تصبح قبيضا وانبطاحيا، كما أن معارضة اليوم لا تملك مشروعاً يجمع عليه غالبيتهم، وتطالب السلطة بتطبيق الدستور والقانون وهي تخالفه.ومعارضة اليوم تريد تغيير الدستور من خلال الشارع وهي التي رفعت شعار إلا الدستور، ومعارضة اليوم يقصون من يخالفهم ويتهمونه بالانبطاح والموالاة، وتنفرد بقراراتها، شأنها شأن السلطة التي تتهمها بذات الاتهام، لست من يقول ذلك أو يحملهم تلك الأخطاء، بل قالها العم أحمد السعدون مرارا وتكرارا وذكر فسادها بعدة ندوات، وأقر بفشلها مسلم البراك - الله يفك عوقه - ولَك بتصريحاتهم سند على ما ذكرت.يعني بالعربي المشرمح:هناك فرق كبير بين معارضة «زمان» ومعارضة «اليوم»، ومن الظلم أن نبرر لمعارضة اليوم فشلها بسبب أساليب السلطة التي استخدمتها في هذه المرحلة، فالسلطة هي السلطة لم تتغير، ولكن أدواتها تختلف في كل مرحلة مع خصومها الذين كان من المفترض عليهم أن يعوا جيدا ذلك، ويتعاملوا معها وفقا لذلك، كما كانت تفعل معارضة زمان.