الأزهر يصد هجوماً سلفياً لهدم «الموسيقى العربية»

نشر في 20-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 20-04-2016 | 00:00
No Image Caption
عامر: تصميم المعهد إهانة... و«يا أغلى اسم» تحوي كفراً وشركاً
عبر الأزهر الشريف عن رفضه دعوة أطلقها مؤخرا داعية سلفي في مصر بضرورة هدم معهد الموسيقى العربية وسط القاهرة، وأكد وكيل الأزهر عباس شومان أنه لا تحريم للأغاني التي تدعو إلى حب الوطن.

وفيما يتمسك دعاة السلفية بتحريم الغناء والمعازف على طول الخط، تتجدد بين الحين والآخر دعوات لمحاربة الفن، كان أحدثها قبل أيام الدعوة التي أطلقها الشيخ محمود عامر، بهدم معهد الموسيقى العربية، الكائن في شارع رمسيس بقلب القاهرة.

وبرر الداعية السلفي موقفه الصادم لعشاق الموسيقى الراقية بأن التصميم المعماري لمبنى المعهد على هيئة تشبه هيئة المسجد، ما اعتبره إهانة للمساجد، مشيرا إلى حرمانية الغناء والموسيقى، بما في ذلك الأغاني الوطنية، معتبرا ان أغنية "يا أغلى اسم في الوجود يا مصر" تحتوي على كفر وشرك بالله، على حد زعمه.

ولم تعبأ مؤسسة الإفتاء الرسمية في مصر برأي الداعية السلفي، ربما لأن دار الإفتاء أفتت قبل سنوات بجواز استعمال المعازف وسماعها، بشرط حسن الاختيار، مؤكدة أنه ليس في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله (ص) ما يقتضي تحريم الموسيقى.

على الدرب ذاته سار الأزهر الشريف، حيث أكد وكيله عباس شومان أن الأزهر ضد هذه الدعوات بهدم معهد الموسيقى وتحريم الغناء، مضيفا لـ"الجريدة": "هناك أغنيات تدعو إلى حب الوطن والخير والرحمة والتسامح، بينما ما يحرم هو ما يحرض على الرذيلة والفسق".

وبالمثل، قال الرئيس الأسبق للجنة الفتوى في الأزهر عبدالحميد الأطرش إن "الغناء ليس كله حرام"، مشيرا إلى أن "هناك غناء يشجع على الحرب والجهاد والعمل، وهو غناء محمود، بينما الموسيقى المحرمة هي التي تدعو إلى الميوعة والخلاعة"، مضيفا أن معهد الموسيقى يقدم النوعين، فعلينا أن نأخذ منه الطيب ونترك القبيح.

من جانبه، هاجم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سعد الدين هلالي تصريحات عامر، ووصفها بأنها حطب لإشعال الفتنة والتحريض، موضحا أن الفتوى بأن سماع الأغاني والموسيقى حرام غير صحيحة.

وقال هلالي لـ"الجريدة" إن سماع الأغاني والموسيقى حلال، حسبما أورده الإمام أبوحامد الغزالي، كما أكد البخاري ومسلم ذلك، وهو ما قالته أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) "دخل أبوبكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبوبكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله، يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا".

back to top