جاري الكتابة......»

نشر في 30-01-2016
آخر تحديث 30-01-2016 | 00:01
 يوسف عوض العازمي عنوان هذا المقال يرمز إلى خاصية الكتابة في برنامج "الواتساب" الشهير، والذي بات أقرب الأوصاف للوضع المتدهور في سورية، حيث مازالت القتل هناك "جاري الكتابة"، والأسر "جاري الكتابة"، واغتصاب الحرمات جارياً، و"داعش" الذي منذ ظهر وهو يقدم الخدمة تلو الأخرى إلى النظام، أيضا "جاري الكتابة"، وحزب الله "جاري الكتابة"، والبؤس والجوع والبرد، واللجوء والتشرد "جاري الكتابة"، حتى التوهان أصبح في حالة "جاري الكتابة"!

وكل شيء مؤلم ومحزن في حالة "جاري الكتابة"... هذه الكتابة التي لا نعلم متى ينتهي حبرها الأحمر القاني في هذا البلد الشقيق، ولدى أهله المنكوبين الذين هم جزء منا، ومن أمتنا، هذا الشعب الذي تكالبت عليه المحن، التي مازالت في وضع "جاري الكتابة"!

وسأتحدث هنا باختصار شديد عن اجتماع جنيف المقرر عقده بعد غد، بين ممثلي النظام السوري، وممثلي المعارضة، ورغم الجهود المخلصة من عدة أطراف، أقول "مخلصة"، لأنها "لو خليت خربت"، فالواقع على الأرض صعب أن تجد فيه سياسياً مخلصاً لهذا الشعب المنكوب، ولكنني سأصفي النية، وأتصور أنه يوجد حتى الآن "أولاد حلال" يسعون إلى أفضل نتيجة ممكنة، فالطيبون باقون مادامت الدنيا.

ولكن النوايا الطيبة لا توردك الماء، كما يقول البدو، ولا هي كافية لتحقيق سلام مطمئن في هذا البلد الشقيق، والذي يجهله أو يتجاهله المجتمعون، أن إزالة نظام الأسد، لن تتم إلا بالدم، وبالرجال والسلاح، أما المفاوضات فستكون صالحة لأي شيء إلا إزالة النظام الدموي، المفاوضات قد تحقق تقدماً بسيطاً جداً، في أي إجراء معين، لكنه لن يكون مؤثراً على الأحداث الرئيسية، لأن أي حدث رئيسي لن يكتب إلا بالسلاح والرجال، لا في فنادق الخمسة نجوم على بحيرة جنيف!

لذلك لا جنيف، ولا ميونيخ، ولاحتى أم الهيمان، ستحل القضية في سورية، الذين سيحلونها هم الرجال، وبالدم والسلاح وبذل الأرواح، ولا تقنعني بغير ذلك، فالتاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون الأقوياء، لا ضيوف فنادق جنيف وغيرها، أما ما يجري وسيجري في جنيف، فما هو إلا مضيعة لجهود المقاومة، وكسب وقت لحاجة في نفس بعض المفاوضين ولقاءات تلفزيونية، وتصريحات إعلامية، وبعدها ينطلق المفاوضون إلى البوفيهات الفاخرة، وأنعم الله على المعازيب، وتذكر كلامي في قادم الأيام.

● أتقدم بخالص العزاء إلى أبناء المرحوم سعود بن جامع، في وفاة فقيدتهم، رحمها الله وأسكنها الجنة وعظم الله أجرهم، و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".

● وإلى ذوي الأخ المرحوم سعود صالح الضمير، رحمه الله، أتقدم بخالص التعازي، فقد ترك الفقيد سعود وراءه ذكرى طيبة عند كل من عرفه وتعامل معه، ومن الأمور التي لم يعرفها الكثير، أن له جهداً كبيراً في صياغة مشروع تخصيص الأندية الرياضية، الذي تقدم به النائب الأسبق عبدالعزيز المطوع، وهو قانون لو كتب له التنفيذ، لما حدث ما حدث من أحداث مؤسفة، أثرت على الرياضة المحلية، أسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".

● نتيجة ظروف خاصة وحتى إشعار آخر، سأتوقف عن الكتابة، في هذه الزاوية، وأعتذر إلى القارئ الكريم، وبإذن الله متى سمحت الظروف، فسأعود، مقدماً شكري للإخوة في "الجريدة" لتقديرهم هذه الظروف، وإلى أن يكتب الله لقاء، أستودعكم الرحمن الذي لا تضيع ودائعه.

back to top