بلجيكا تعيد فتح مطارها سعياً لطي صفحة الاعتداءات

نشر في 03-04-2016 | 11:52
آخر تحديث 03-04-2016 | 11:52
No Image Caption
تسعى بلجيكا الأحد لطي صفحة الاعتداءات بإعادة فتح مطارها الدولي وسط إجراءات أمنية مشددة مع تسيير ثلاث رحلات «رمزية»، غير أن عودة الحركة إلى طبيعتها فيه ستتطلب عدة أشهر.

وتكبدت قاعة المغادرة في مطار «زافنتم» في بروكسل أضراراً جسيمة إثر اعتداءين انتحاريين وقعا في 22 مارس، وأعقبهما بعد ساعة اعتداء انتحاري ثالث في محطة مترو في العاصمة.

ووقعت الاعتداءات بعد أربعة أشهر على اعتداءات باريس ونفذتها الشبكة ذاتها المرتبطة بتنظيم داعش المتطرف، وقد أوقعت 32 قتيلاً و340 جريحاً.

وستستأنف الحركة برحلة أولى تسيرها شركة «براسلز ايرلاينز» البلجيكية إلى فارو بجنوب البرتغال الساعة 13,40 (11,40 ت غ)، وتليها رحلة إلى أثينا وثالثة إلى تورينو في ايطاليا، وهي رحلات اعتبرها رئيس مجلس إدارة المطار ارنو فيست «مؤشر أمل يظهر عزمنا وقوتنا لتجاوز هذه المحنة وعدم الرضوخ».

وقال أن معاودة الحركة، ولو خجولة، «ترمز إلى عودة الأوضاع إلى طبيعتها في مطارنا» الذي يعتبر من ركائز الاقتصاد البلجيكي إذ يوفر 20 ألف وظيفة في 260 شركة.

واعتباراً من الأثنين يتم توسيع العرض بصورة تدريجية ليشمل رحلات شركات أخرى ووجهات أبعد، كما يعاود المطار استقبال رحلات قادمة إليه.

وتتطلب الأضرار الجسيمة في قاعة المغادرة التي تحطم زجاجها وتضررت أعمدتها ودمر سقفها، أشغالاً كثيفة لإعادة تأهيلها، ونصبت السلطات خلال بضعة أيام بنية مؤقتة من خيم بيضاء كبيرة خارج القاعة، تتيح تسجيل حوالي 800 راكب في الساعة، أي ما يوازي معدل ست رحلات، وهو ما يشكل 20% فقط من قدرات المطار على استقبال الركاب في الأوضاع الطبيعية.

خطة

وأكد فيست أن مطار بروكسل يعد «خطة استراتيجية لترميم قاعة المغادرة»، موضحاً «هدفنا هو التوصل إلى أقصى قدرة متاحة لحركة المغادرة في عطلة في نهاية يونيو وبداية يوليو».

وأوردت وسائل الإعلام أن المطار سيستعيد في أفضل الظروف 40% من قدراته العادية هذا الصيف لكنه لن يستعيد طاقته الكاملة إلا في نهاية السنة.

وتقرر مساء الجمعة اتخاذ تدابير أمنية إضافية في ختام اجتماع طارئ للحكومة مع نقابات الشرطة التي كانت تلوح حتى ذلك الحين بإضراب في حال يم يتم التجاوب مع مطالبها.

ويمنع الدخول إلى الشريط المخصص لتوقف السيارات التي تقل الركاب ولا يسمح سوى للركاب الحاملين تذاكر ووثائق ثبوتية بالدخول سيراً على الأقدام من موقف للسيارات إلى الردهة المؤقتة لتسجيل الركاب، على أن يتم تفحص حقائبهم قبل السماح لهم بالدخول.

ولن يسمح لوسائل النقل المشترك الوصول إلى المطار وسيسمح للركاب بالتوجه إليه فقط في السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة.

وكان لإغلاق المطار أمام المسافرين (علماً بأن حركة الشحن استؤنفت بسرعة) وإلغاء رحلات في اللحظات الأخيرة بعد الاعتداءات، تأثير كبير على القطاع السياحي، وتراجعت نسبة أعداد النزلاء في الفنادق في منطقة بروكسل إلى النصف منذ 22 مارس فيما ارتفعت الأرباح الفائتة التي تكبدتها شركة «براسلز ايرلاينز» إلى خمسة ملايين يورو في اليوم.

في المقابل، عاود مترو العاصمة البلجيكية العمل بسرعة بعد الاعتداءات، ولو أن بعض المحطات لا تزال مغلقة وأن حركة القطارات تتوقف بين الساعة 19,00 والساعة 7,00 ت غ، وعادت الحياة إلى طبيعتها بالرغم من الانتشار المكثف للشرطة والعسكريين في الشوارع وعمليات البحث الحثيثة عن مشتبه بهم ما زالوا فارين، وأبرزهم «الرجل ذو القبعة» الذي يظهر في أشرطة كاميرات المراقبة في المطار، وقد ترك حقيبة مليئة بالمتفجرات في ردهة المغادرة.

من جهته نفى صلاح عبدالسلام، الناجي الوحيد بين منفدي اعتداءات باريس وضواحيها في 13 نوفمبر أي ضلوع له في اعتداءات بروكسل، وقد اعتقل في 18 مارس في بروكسل حيث أودع السجن في انتظار تسليمه إلى فرنسا.

وساد توتر السبت في مولنبيك، البلدة التي باتت تعتبر وكراً للمتطرفين بعدما تبين أن عدداً كبيراً من منفذي ومدبري اعتداءات باريس نشأوا وأقاموا فيها، وتجمع حوالي 400 شخص في شوارع البلدة للتصدي لناشطين من اليمين المتطرف حظرت السلطات تجمعهم، وحاول بعد ذلك مئة شاب الوصول إلى ساحة البورصة في قلب العاصمة البلجيكية، وهي الموقع الذي حوله السكان إلى ملتقى لتكريم ضحايا الاعتداءات، غير أن الشرطة ردتهم.

back to top