نجح القادسية والكويت والسالمية هذا الموسم في حصد الثمار عبر التتويج بالبطولات المحلية، بعد الغياب القسري عن المشاركات الخارجية، بينما خرجت بقية الأندية "خالية الوفاض"... "الجريدة" استطلعت آراء بعض المدربين بشأن نتائج الموسم ومدى واقعيتها.
طارت الطيور بأرزاقها في موسم كروي طويل وشاق انطلق في سبتمبر، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وحصد القادسية البطولة الكبرى "دوري فيفا"، والكويت اللقب الأغلى "كأس سمو أمير البلاد"، إلى جانب كأس السوبر، بينما ظفر السماوي بلقب كأس سمو ولي العهد.ولا يختلف اثنان على أن الفرق التي ظفرت ببطولات الموسم هي الأفضل، والتي استحقت عن جدارة واستحقاق الوقوف على منصات التتويج، عطفاً على ما قدمته طوال الموسم، منذ انطلاق فترة الاعداد، وعلى مدار الموسم."الجريدة" استطلعت آراء المدربين في الأندية المحلية، حول نتائج الموسم الحالي، فكان الاجماع على أن النتائج الحالية هي "قسمة العدل"، وأن القادسية هو الأفضل على الاطلاق هذا الموسم، في ظل امكانات بشرية لكوكبة من اللاعبين كانوا العلامة الفارقة، بينما كانت الاشادة بادارة نادي الكويت التي عملت بجد ولم تتوقف عن العمل طمعا في الوقوف على منصة التتويج فجاءت المكأفآة بالحصول على أغلى الكؤوس وهو أمر منصف من وجهة نظر المدربين، ولأن لكل مجتهد نصيباً، فقد استحق السالمية أن يحصد مجهود ثلاث سنوات من العمل المتواصل وظفر بكأس سمو ولي العهد.الجنرال: القادسية الأفضلفي البداية، أكد مدرب فريق الكويت السابق لكرة القدم الجنرال محمد إبراهيم أن القادسية هو الأفضل على صعيد المواهب المتدفقة لدعم الفريق الأول، وهو ما صنع الفارق مع الأصفر في موسم طويل وشاق، يحتاج لدكة بدلاء قوية، وهو ما امتلكه القادسية من وجهة نظر الجنرال.وأشاد الجنرال بدور الجهاز الإداري في القادسية بقيادة الشيخ فهد أحمد الفهد، والذي أحسن اختيار التوليفة المساعدة والتي ضمت محمد بنيان، وعبدالله الحقان، وشاكر الشطي، كما اشاد بدور جماهير الأصفر، معتبرا اياه الحافز الأكبر للاعبين للمضي بثبات نحو حصد لقب الدوري. وأضاف أن نادي الكويت عمل بجد، في ظل منظومة إدراية هي الأفضل، ونجح من خلال تدوير للمحترفين، والسعي الدؤوب في أن يحقق لقب كأس الأمير، متجاوزاً القادسية، والعربي، وقاعدتهما الجماهيرية العريضة.واعتبر الجنرال أن فوز السالمية بلقب كأس ولي العهد، جاء عن جدارة واستحقاق، لاسيما ان السالمية نجح في الحفاظ على مستواه العالي منذ الموسم الماضي، فيما لم تسعف الفريق دكة البدلاء في استكمال المشوار بنفس القوة لتحقيق مزيد من البطولات، وهو ما يتطلب مزيداً من العمل في السالمية لتدعيم الصفوف، والحفاظ على مكتسبات الجهد الكبير المبذول.ضغوطمن جانبه أكد مدرب فريق السالمية سلمان عواد أن الوصول لمنصة التتويج في ظل امكانات كبيرة لأندية القمة القادسية، والكويت، والعربي، وكاظمة، الى جانب السالمية، والجهراء أمر ليس سهلا، لا سيما أنه لامس عن قرب مدى الضغوط التي تمارس على الفريق الطامح لتحقيق بطولة.وقال عواد إن السالمية نجح بدرجة كبيرة في اقتحام منصات التتويج، على حساب فريق كالكويت، ومن خلال مشوار حافل منذ الموسم الماضي، وهو أمر يحسب للقائمين على النادي.وأشار إلى أن حصول القادسية على لقب الدوري أمر متوقع في ظل امتلاك الأصفر قاعدة كبيرة من اللاعبين الممتازين، والقادرين دائما على صنع الفارق، وقلب المعطيات في ظل اصعب الظروف، وهو الأمر الذي ينطبق على الكويت، والذي نجح في أن يصل إلى القمة ويحافظ على ما حقق، وهو أمر ليس هينا، ويحتاج إلى عمل متواصل ودؤوب.الإمكانات سر النجاحبدوره، أرجع مدرب فريق الصليبيخات المصري عماد سليمان سر تفوق اندية القمة هذا الموسم إلى الامكانات المادية، والبشرية، إلى جانب دعم الجماهير.وقال سليمان إن فريقه عانى الأمرين هذا الموسم في ظل ضعف الامكانات، بينما استطاع فريق بحجم القادسية رغم الصعوبات الكثيرة النهوض وتحقيق لقب الدوري، لمجرد توفر الامكانات البشرية، ودعم الجمهور، ونجاح الجهاز الإداري في ابعاد اللاعبين عن المؤثرات الخارجية.وأشاد سليمان بما قدمه الكويت، والسالمية، معتبرا انهما استحقا الوصول لمنصات التتويج، وأن الفرصة مواتية للاستمرار عليها، شرط الاستمرار بنفس القوة.محاولات مثمرةمن جهته، أكد مدرب الساحل عبدالرحمن العتيبي أن نتائج الموسم الحالي واقعية، فيما تبقى محاولات بعض الأندية الأخرى رغم ابتعادها عن المنصات مقبولة، والبعض الآخر غير مقبول.وقال العتيبي ان تتويج القادسية بلقب الدوري، جاء لامتلاكه المنظومة المتكاملة لتحقيق البطولات، بداية من اللاعبين، ووصولا إلى الجماهير الداعمة والتي لا ترضى بالخسارة، أما في بطولات الكؤوس فنجح الكويت والسالمية لأنهما يملكان الخبرة الكافية، والرغبة في تحقيق بطولة، وكان لهما ما أرادا.وأشار إلى أن بعض الفرق أمثال خيطان، والساحل، والفحيحيل، والصليبيخات، اجتهدت في حدود المتاح، ونجحت بشهادة الجميع في تحقيق ما يتطابق مع امكاناتها، بينما اندية كالعربي، وكاظمة لديها الأرضية الخصبة في الوصول لمنصات التتويج، بيد أن بعض العقبات الإدارية تقف أمام ذلك، وهو ما يتطلب اصلاح البيت من الداخل أولا، للانطلاق نحو التتويج.وتوقع العتيبي أن تحتدم المنافسات في الموسم المقبل، لاسيما أن دوري الدمج شارف على الوداع.فروقات فرديةالفروقات الفردية للاعبين صنعت الفارق مع الأندية المتوجة بألقاب الموسم الحالي، هذا ما يراه مدرب الفحيحيل حاتم المؤدب، إلى جانب أمور أخرى تنعم بها الاندية الكبيرة، دون غيرها.وقال المؤدب إن الفحيحيل نجح، في أوقات كثيرة، في الوقوف سدا منيعا أمام الفرق المتوجة بالبطولات، بيد ان الاستمرارية وثقافة الفوز تبتعدان عن الكثير من الأندية البعيدة عن بؤرة الضوء.وأوضح ان القادسية والكويت والسالمية، كان لديها الحافز والرغبة في تحقيق بطولة، أكثر من بقية الأندية، ووضعت هذا الهدف نصب أعينها، فكان لها ما أرادت.الأخضر والبرتقاليوأجمع المدربون على أن الأخضر والبرتقالي في حاجة لاصلاح البيت من الداخل، للنهوض والدخول في حسبة الأندية المرشحة للألقاب، معتبرين ان الأزمة في الناديين ادارية قبل أن تكون فنية، مستشهدين بروح "الفانلة الخضراء" التي نجحت خلال أيام في الوصول إلى نهائي كاس الأمير على حساب فريق بحجم السالمية.
رياضة
مدربو الأندية: الأصفر استحق اللقب الأكبر... والأبيض نال «الأغلى»
19-04-2016