تميزت الممثلة اللبنانية سارة أبي كنعان بتجسيد شخصيات مختلفة وتقديم أداء متنوع حتى بلغت، عن جدارة، البطولة الأولى بعدما صُنّفت كممثلة واعدة.

Ad

وتابعت سارة في أميركا دورات تدريبية متخصصة في التمثيل، ثم عادت إلى لبنان لتصوير {كواليس المدينة}، المسلسل المحلي الأول من بطولتها.

حول أميركا و{كواليس المدينة} تحدثت إلى {الجريدة}.

ما سبب إقامتك فترة في أميركا؟

تطوير أدائي، لا مجال للمقارنة بين العمل هناك ولبنان، ذلك أنّ إمكاناتنا محدودة ربما، بينما  يُفسح في المجال هناك أمام اكتساب المعرفة والتعلّم وبناء علاقات عامّة عبر التعرّف إلى أشخاص جدد يعملون في المجال نفسه.

أثبتّ مهنيتك في لبنان بعدما شاركت في أهم الأعمال المحلية والعربية، فعمّا تبحثين بعد؟

صحيح، إنما لا أريد تصنيفي كدخيلة، خصوصاً في ظلّ المحاربة التي تحصل عادة في الوسط الفني، وقد تماهى إلى سمعي كلام من هذا النوع لأنني آتية من علم الصيدلة. من جهة أخرى انتقد نفسي بقسوة، وغالباً ما أكون غير راضية عن أدائي لأنني أعلم قدراتي في تطويره.

هل ينمّ الانتقاد الذاتي عن قلّة ثقة في النفس؟

على العكس، أعلم أنه يمكنني التقدّم وأملك مؤهلات لم تظهر بعد.

طالما ألا مجال للمقارنة بين الأداء التمثيلي في العالم العربي والغرب، هل يمكن أن تطبّقي ما اكتسبته هناك في أعمال عربية؟

يمكنني تطبيق التقنيات والاتكال على التطور الذاتي الذي اكتسبته في الأداء، فصقلت الناحية الضعيفة في أدائي لتقوى، واكتشفت مكامن القوّة لدي. طبعاً لا يمكنني التمثيل هنا مثلما يفعلون هناك، لأن الأسلوب وطريقة العمل يختلفان، وأحد منهما لا يتقبّل الآخر.

هل ستمّهد دراستك في أميركا أمام مشاركتك في أعمال هناك؟

تلقيت عروضاً  خلال إقامتي في أميركا  وعقدت لقاءات مع أشخاص من دون أن أقطع علاقتي بهم بعد عودتي. ما زلت أتلقى عروضاً جديدة لكن الأولوية للعمل في لبنان.

هل  تأقلمتِ سريعاً مع أسلوبهم في الأداء؟

شعرت بداية بالخوف والقلق لأنني لم أكن أعلم ماذا ينتظرني على صعيدي أسلوب العمل والأداء، إلا أنني  فوجئت بتميّزي بين الطلاب  فعرض علي البعض أن يتبناني مهنياً.

 أداء متمكن

في آخر أعمالك الدرامية «قصة حب» جسّدت شخصية متقلبة، فهل وجدت صعوبة في أدائها؟

طبعاً، تكمن الصعوبة في الانتقال من حالٍ نفسية إلى أخرى ما إن يعتاد الجمهور الشخصية ويقتنع بها. خشيت المبالغة في الكوميديا وبلوغ حدّ الوقاحة والتهريج، أو المبالغة في مشهدية الدراما، لكنني قدمت،  بفضل المخرج فيليب أسمر، أداء صحيحاً.

يعني أنك أظهرت من خلال هذه الشخصية براعتك في الأداء.

شكّل المسلسل تحدياً كبيراً، وبمقدار خشيتي من الشخصية  تحمست لها لاقتناعي بقدرتي على تقديم أداء صحيح لدور يمرّ بتقلبّات عدّة: فتاة كوميدية، فتاة تسعى إلى الوقوع في الحبّ، فتاة تعاني نقصاً معيّناً، صديقة وفيّة، فتاة لم تستطع الوقوع في الحب إلى أن تُغرم برجل متزوّج، فتبلغ مرحلة الكآبة. خضعت هذه التقلّبات لدراسة في أسلوب الكلام والتصرّف والإحساس. لذا أشكر الله على نجاحي في أدائها  واكتساب محبّة الجمهور والثناء على أدائي.

ما تفاصيل «كواليس المدينة» (إخراج أسامة شهاب، كتابة غادة عيد، معالجة درامية لبلال شحادات إنتاج شركة صدى)؟

أؤدي دور البطولة، وأجسّد شخصية علا، صحافية  شريفة وصريحة وقويّة.  هذه الشخصية مختلفة شكلا ومضموناً عن الشخصيات  التي قدمتها في السابق، وتمكنت، بفضل مساعدة المخرج، من الإمساك بها.

هل تتماهى هكذا شخصية مع الواقع؟

يتماهى المسلسل مع الواقع لأنه من كتابة الإعلامية غادة عيد، الجريئة كعادتها، وقد تبنّت شركة الإنتاج والمخرج جرأتها هذه. تدور القصة  حول قضاة ووزراء ونواب وحول الفساد وتبييض الأموال، هذه  قضايا مستمدة من الواقع  لذا قد يشعر المشاهد بأنه معني بها.

يضمّ المسلسل كوكبة من الممثلين المخضرمين  على غرار كارمن لبّس وعمار شلق ويوسف حدّاد وطلال الجردي... هل يشعرك ذلك بمسؤولية مضاعفة؟

أتشارك بطولتي الأولى المهمّة معهم، فإضافة إلى الخبرة التي سأكتسبها من خلالهم، أعتبر أن مجرّد وضع اسمي إلى جانب أسمائهم هو إنجاز. لذا من الطبيعي أن أشعر بمسؤولية أن أكون على مستوى أدائهم،  علماً بأنني أثق بمساهمتي في رفع مستوى  العمل، وهذا ليس تكبّراً بل  ثقة بالنفس وبالقدرات الخاصة.

رغم حماستك لمسلسل «بنت الشهبندر» لم يحقق في رمضان النجاح المتوقّع له، ما السبب؟

لا أعلم لماذا  لم يحقق مسلسل بهذا الحجم، إنتاجاً وإخراجاً وأداءً، النجاح الجماهيري المتوّقع له رغم النسبة الكبيرة من مشاهديه.

هل تضعين نفسك في مصاف ممثلات البطولة الأولى؟

طبعاً، بعدما اجتهدت للتقدّم والتطوّر تدرّجت وأثبتّ نفسي وأنني أستحقّ هذا الموقع بجدارة، خصوصاً أنني كرّست وقتي لهذه المهنة  وتخليت عن تخصصي والتزاماتي الأخرى من أجل التمثيل، فلم يُقدَّم لي على طبق من فضّة ولم يأتني من فرصة ذهبية أو بدعم من أحد.

منذ انطلاقتك شاركت في أهم الأعمال المحلية والعربية المشتركة، فأي دور كان كفيلا بلفت النظر إلى قدراتك التمثيلية؟

رغم  تميّزي بالشخصيات التي  جسّدتها، إلا أن دور ميرا في «قصة حب»، أثبت  قدرتي على تحمّل مسؤولية البطولة الأولى وتكريس نفسي للمهنة، وذلك انطلاقاً من النقد الإيجابي  لأدائي في الصحف واتصالات التهنئة التي تلقيتها.

تغوصين في الدور إلى حدّ الاتحاد، فما تأثير ذلك على حياتك اليومية؟

أحاول عبثاً ترك الشخصية في موقع التصوير، لأن شيئاً منها يبقى عالقاً معي، فعندما جسّدت، في «عشق النساء»، شخصية فتاة مريضة بالسرطان انعكس  ذلك سلباً على نفسيتي خارج موقع التصوير. تكمن القوة في الفصل بين الشخصية التي نؤديها وحياتنا اليومية، لكنني صراحة انفصل عنها بعد انتهاء المسلسل، إذ أعتبر أن مرافقتها لي في فترة التصوير وإن خارج الموقع يساعدني في الأداء.

منافسة وتخطيط

هل وضعت مخططاً لمسيرتك أم تنتظرين الفرص؟

أعلم أين أقف وإلام أريد الوصول. أدرس جيّداً العروض التي أتلقاها لتحقيق ما أصبو إليه.

من تنافسين؟

نفسي، لأن كل شخص، أساساً، متمايز بحدّ ذاته، فسافرت إلى أميركا وتابعت دورات تدريبية، لذا أقرأ جيّداً ما يُعرض عليّ لأرى ما سيقدّمه لي الدور الجديد.

تحبيّن الغناء، فهل تفكرين بالمشاركة في «ديو المشاهير» على غرار زملائك للإضاءة على موهبتك؟

لا مانع لديّ إنما أولي الأهمية راهناً للتمثيل، إذا تلقيت عرضاً تمثيلياً يدفع مسيرتي إلى الأمام فلن  أخوض مجالاً آخر.