انتهزت الحكومة اليمنية والتحالف العربي الهدوء النسبي في المعارك مع المتمردين وكثفوا ضرباتهم ضد عناصر تنظيم "القاعدة" جنوب اليمن أمس، وانتزعت قوات الرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة "القاعدة" في مديرية المنصورة، التي تعد أهم معاقل عناصر التنظيم المتطرف في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

Ad

واندلعت المواجهات صباح أمس بين القوات الشرعية ومقاتلين من تنظيم "القاعدة"، بينما كثف التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية على مواقع المتشددين في أبين وحضرموت.

ونقلت وكالة "فرنس برس" عن مسؤول عسكري قوله، إن القوات الحكومية نجحت في الانتشار في الشوارع الرئيسية وفي السيطرة على السجن المركزي بعد مواجهات استمرت ثلاث ساعات، في منطقة المنصورة التي تشهد مواجهات متكررة بين الجانبين منذ منتصف مارس الجاري.

وأضاف المسؤول أن قوات هادي اعتقلت عددا من المقاتلين، في حين لاذ آخرون بالفرار. كما حاصرت مناطق سكنية في المنصورة بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات التي تأتي في إطار تنفيذ الحكومة لمرحلة ثانية من خطة أمنية تهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار بعدن.

وشرقاً، قال سكان في زنجبار كبرى مدن محافظة ابين، انهم رأوا عناصر من "القاعدة" يفرغون المقرات الحكومية من الأسلحة ويتوجهون بها إلى ضواحي المدينة بعد قصف جوي مكثف للتحالف.

وأضافوا أن التنظيم أعلن الاستنفار في زنجبار وجعار المجاورة نتيجة غارات التحالف العربي وضربات طائرات أميركية بدون طيار.

ويأتي ذلك غداة سلسلة من الغارات الجوية شنها التحالف على مواقع لـ"القاعدة" في ابين وفي مدينة المكلا التي يسيطر عليها التنظيم منذ حوالي عام.

مغادرة بحاح

في هذه الأثناء، توجه نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، إلى العاصمة السعودية الرياض، مستهلا بها سلسلة من الزيارات الخارجية، حيث سيجتمع بالرئيس هادي للتشاور معه قبل نحو 10 أيام من سريان وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يسبق مفاوضات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة بين طرفي النزاع اليمني في 18 أبريل المقبل.

التحام وتهديد

في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين قوات الحكومة اليمنية من جهة والميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى، بعدة محافظات من بينها تعز والجوف وحجة.

وذكر مصدر في "المقاومة الشعبية" بريف صنعاء، أن ثلاثة كيلومترات فقط تفصلهم عن الالتحام مع عناصر "المقاومة الشعبية" القادمة من محافظة الجوف، تمهيدا لفتح جبهة جديدة باتجاه مديريتي خولان الطيال شرق العاصمة وأرحب شمال شرق العاصمة.

في موازاة ذلك، قال الناطق باسم قبائل أرحب الشيخ محمد العرشاني، إن القوات الشرعية ماضية في وضع الخطوات الكفيلة بحسم معركة تحرير صنعاء عسكريا وبعيدا عن أي حسابات أو مباحثات.

في المقابل، هدد الناطق الرسمي باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية، محمد عبدالسلام بإنهاء اتفاق تهدئة الحدود بين اليمن والسعودية الذي تم التوصل إليه عبر وساطة قبلية، لكنه أكد استمرار المشاورات مع الجانب السعودي. وقال عبدالسلام في تصريحات، إن جماعته، المتمردة، لم تتلق جدول أعمال واضحا لمفاوضات الكويت.

وفي تطور آخر، لقي العقيد صالح الجاكي قائد كتيبة الاشارة بالحرس الجمهوري الحارس الشخصي للرئيس السابق مصرعه فجر أمس عقب اشتباكات مسلحة بسنحان عقر دار صالح. وترددت أنباء عن قيام صالح بتصفية الجاكي.

(الرياض، عدن - رويترز، د ب أ، أ ف ب، يمن برس، سي أن أن)