كشفت الخلافات التي شهدتها أروقة البرلمان المصري، أمس، تجذر الخلافات بين النواب بشأن اللائحة الداخلية، على وقع مناوشات بين أحد الأعضاء وصحافي مصري، في حين استمرت أزمة أمناء الشرطة أمس بقتل عريف شرطة زميلاً له في أحد أقسام الشرطة بمحافظة بورسعيد.

Ad

فتح مشهد الخلافات بين أعضاء في البرلمان المصري، خلال جلسة أمس، على بعض بنود اللائحة الداخلية، الجدل واسعاً بشأن إمكانية نجاح أعضاء البرلمان، في الاتفاق على الحد الأدنى من القضايا الخلافية، التي سوف تعرض على البرلمان، خلال الفصل التشريعي الحالي.

وعلى وقع خلافات ومشاحنات، اضطر رئيس مجلس النواب المصري، د. علي عبدالعال، أمس، إلى رفع أولى جلسات البرلمان المخصصة لمناقشة اللائحة الداخلية، لمدة نصف ساعة، بسبب عدم التزام نواب انفعلوا، رافضين طريقة إدارة الجلسة، حيث تبادل نواب حزب "المصريين الأحرار" ونواب من ائتلاف "دعم مصر" الهجوم اللفظي، كما جرت مناوشات بين النائبين (المستقل) محمد أبوحامد وعمر أبواليزيد.

الانقسام، الذي تحوَّل إلى مناقشات حامية داخل الجلسة، وصلت إلى حد المناوشات اللفظية، تمحور حول عدد من المواد الجدلية في اللائحة الداخلية للبرلمان، حول المادة "9" التي تكفل لرئيس البرلمان وحده حق مخاطبة الجهات السيادية وأجهزة الدولة، لينقسم النواب بين موافق ورافض يطالب بإشراك "رؤساء الهيئات البرلمانية" في هذه الصلاحيات.

عبدالعال حذر في النهاية من وجود "متربصين"، يستهدفون البرلمان ليس فقط في الداخل، إنما في الخارج أيضاً، وتساءل: "كيف نعجز حتى الآن عن إقرار أول دفعة من لائحتنا الداخلية، الناس في الشارع تتساءل عما يقدمه البرلمان، والبرامج الحوارية تنهال علينا بالنقد".

الارتباك ساد المشهد البرلماني المصري، منذ جلسة أمس الأول التي شهدت أول واقعة طرد لنائب من القاعة، وهو النائب والإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة، بعدما طلب رئيس المجلس التصويت على طرده، إثر خلاف بينهما، الأمر الذي تطور إلى اعتداء من قبل النائب محمود خميس على أحد الصحافيين المصريين.

الخلاف تطور بين نقابة الصحافيين والمجلس التشريعي، حيث أعربت نقابة الصحافيين، أمس الأول، عن مقاطعة تغطية جلسات البرلمان، انتظاراً لحل الأزمة، ما دفع عبدالعال إلى تقديم اعتذار رسمي للصحافيين، خلال جلسة أمس، قائلاً: "من جانبنا كمجلس نحترم نقابة الصحافيين، والمجلس لا يقبل أي إهانة للصحافيين"، ما دفع النقابة إلى تعليق قرار المقاطعة، إلى حين عقد اجتماع بين مجلس النقابة ورئيس البرلمان في موعد لاحق.

«القومي للمرأة»

في الأثناء، وبينما أعلنت نائبات برلمانيات انسحابهن من جلسة البرلمان، أثناء مناقشة النواب للمادة الرابعة من اللائحة الداخلية، التي تنص على وجود تمثيل نسائي ملائم في أجهزة مجلس النواب اعتراضاً على تحفظ بعض النواب على المادة، أشادت رئيس "المجلس القومي للمرأة" مايا مرسي، في بيان لها مساء أمس، بموقف النائبات الذي وصفته بالمشرِّف.

من جانبها، قالت مدير المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبوالقمصان لـ"الجريدة"، إنها صاحبة المذكرة التي قدمتها النائبات لرئيس البرلمان، مشيرة إلى أنها طالبت بضرورة بقاء مادة التمثيل النسائي في اللائحة الداخلية للمجلس، وأن محاولة إلغائها تعد مخالفة دستورية، وقالت نهاد: "النص له أهمية بالغة ليس فقط للنائبات، بل للمرأة بشكل عام، ويعد خطوة مهمة لتأكيد ضمان حق المرأة في التمثيل العادل والمشرف في جميع الأعمال طبقاً لدستور 2014".

شرطي يقتل زميله

إلى ذلك، ووسط موجة مستمرة من الغضب، على أداء الجهاز الشرطي، حدد أمس، رئيس محكمة استئناف القاهرة، جلسة 5 مارس المقبل، لبدء محاكمة رقيب الشرطة مصطفى محمود عبدالحسيب، في قضية اتهامه بقتل مواطن في منطقة الدرب الأحمر الأسبوع الماضي، حيث أسند إلى المتهم ارتكابه جريمة القتل العمد بحق المجني عليه، مستخدماً سلاحه الميري.

وفي جريمة جديدة لأحد أفراد الشرطة، أردى عريف شرطة، زميله قتيلاً داخل قسم شرطة الزهور، في محافظة بورسعيد، إحدى مدن القناة، عقب مشادة كلامية، مساء أمس الأول، وقالت وزارة الداخلية ـ في بيان لها ـ إنه عقب تسلم عريف الشرطة، وائل الشبراوي من قوة قسم شرطة الزهور لخدمته، قام بالتوجه إلى زميله الشرطي عماد عبدالحميد العوضي، وإثر مشادة كلامية أطلق عدة أعيرة نارية من السلاح الآلي تجاه الشرطي، ما أدى إلى وفاته.

في الأثناء، أكدت وزارة الداخلية في مصر إحباط عناصر الأمن الوطني تنفيذ عمليات إرهابية عدة، في محافظة الجيزة - جنوب القاهرة، وقالت الوزارة إن قوات الأمن تمكنت من ضبط مخزن متفجرات في منطقة بولاق الدكرور، وبداخله كمية كبيرة من المتفجرات كانت معدة لتنفيذ عمليات إرهابية، وأضافت: تم ضبط 1400 دائرة كهربائية ومواد متفجرة، وضبط أحد المتهمين، وتبيَّن أنه مهندس ينتمي إلى ما يسمى بـ "تنظيم أجناد مصر".

في السياق، اختتم رئيس الأركان الفريق محمود حجازي زيارته الرسمية إلى الكويت أمس، شارك خلالها في فاعليات مؤتمر رؤساء أركان دول التحالف المنعقد في الكويت الشقيقة خلال اليومين الماضيين.

وفي حين نجحت قوات الجيش أمس في ضبط 3 من أخطر العناصر الإرهابية جنوب مدينة الشيخ زويد، في سيناء، وبحوزتهم أسلحة آلية وذخائر، كشف مصدر أمني رفيع المستوى نجاح عناصر من المهندسين العسكريين في تشييد سادس كمين عسكري "حصين" بطول أكثر من 10 كيلومترات ما بين جنوب مدينة الشيخ زويد وجنوب مدينة العريش، وهي المسافة التي تعد شريانا لتحركات ما يسمى تنظيم "أنصار بيت المقدس".

استراتيجية 2030

إلى ذلك، يشهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صباح اليوم، الاحتفالية بـ "استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030"، وقال مصدر لـ"الجريدة"، أمس، إن الاحتفالية تهدف إلى اطلاع الرأي العام في الشارع المصري على المخطط العام لشكل مصر، خلال عام 2030، وهو المخطط الذي انتهت منه وزارة التخطيط في قطاعات وتخصصات عديدة.