وقعت القاهرة وبكين، أمس، حزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بلغت 20 اتفاقية، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ، في وقت شهدت سيناء أمس، عودة العمليات الإرهابية المؤثرة، حيث سقط 5 قتلى من الشرطة وأصيب 3 آخرون.

Ad

عززت القاهرة، أمس، من خطة انفتاحها شرقا، بإبرام حزمة اتفاقيات كبرى مع بكين، شملت التوقيع على 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات اقتصادية وأمنية وعسكرية وتكنولوجية.

وقد شهد الرئيسان عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج التوقيع على تلك الاتفاقيات، وأكد السيسي خصوصية علاقات البلدين، وحرصهما على تطويرها، مشددا خلال كلمته في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الصيني، أمس، على توافق رؤى ومواقف البلدين تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية.

وقال السيسي: "اتفقنا على مضاعفة جهودنا لمكافحة خطر الإرهاب والتطرف، وتسوية أزمات منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا وسورية واليمن"،  معرباً عن اعتزازه بمدى ما أنجز في مساعي تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في المجالين الاقتصادي والعسكري".

من جانبه، نقل الرئيس الصيني تحيات الشعب الصيني لشعب مصر، وقال: "هدف زيارتي تعميق التعاون بين البلدين في المجالات كافة، واتفقنا على إقامة علاقات استراتيجية بين البلدين في مجال البنية التحتية والصناعة والثقافة والسياحة والتنسيق في المحافل الدولية"، وأضاف: "وجهت دعوة للرئيس السيسي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، حرصا على استعادة مصر لنفوذها وقدراتها".

وكان الرئيس الصيني والوفد المرافق له زار مقر جامعة الدول العربية، برفقة رئيس الوزراء المصري، والتقى الأمين العام للجامعة د. نبيل العربي، كما زار الوفد الصيني أيضا مقر البرلمان المصري، حيث كان في استقباله رئيس المجلس د. علي عبدالعال.

اتفاقيات ووساطة

وتضمنت الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين اتفاقية قرض بين محافظ البنك المركزي طارق عامر، ونظيره الصيني بقيمة مليار دولار، وآخر بقيمة 800 مليون دولار لمصلحة البنك الأهلي، والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الحزام الاقتصادي لطريق "الحرير"، واتفاقية تعاون اقتصادي وفني بين البلدين، وأخرى للتعاون العلمي والتكنولوجي، إضافة إلى اتفاقيات في قطاعات الكهرباء والإسكان والتجارة والاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وقد أجرى السيسي وبينج مباحثات مهمة، أمس الأول، فور وصول الرئيس الصيني إلى ميناء القاهرة الجوي، تناولت ملفات التعاون المشترك وتطورات الأوضاع في المنطقة، وأقام السيسي حفل عشاء لبينج في قصر عابدين، وسط القاهرة، على أنغام الموسيقى بحضور رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ومساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محلب، وأعرب الرئيس الصيني عن تطلعه للتواصل مع السيسي، مؤكدا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين منذ 60 عاماً.

في السياق، قال مصدر حكومي إن مصر رفعت درجة التمثيل التجاري بين مصر والصين، وشكلت لجنة وزارية تحمل اسم "وحدة الصين" تكون مسؤولة عن تطوير العلاقات بين البلدين، وكشف المصدر لـ"الجريدة" عن دخول الصين وسيطا على خط الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا، على خلفية إصرار الأخيرة على بناء سد "النهضة" المائي، بما لديها من نفوذ واستثمارات داخل إثيوبيا.

إلى ذلك، استضافت "الخارجية" المصرية أمس، مشاورات رفيعة المستوى مع الجانب الروسي، لبحث سبل مكافحة الإرهاب الدولي، وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية الدولية والمعاهدات السفير محمود سامي إن "المباحثات تضمنت تبادل الرؤى حول قضايا الإرهاب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسبل تجفيف منابعه عبر تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية، وفرض إجراءات الأمن على شبكات التواصل الاجتماعي".

كمين العتلاوي

ميدانياً، وبعد فترة هدوء نسبي دامت نحو شهر، تبنى تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، عملية إرهابية لقي خلالها 5 شرطيين مصرعهم بينهم 3 ضباط، وأصيب 3 مجندين، بعدما فتح مسلحون النار عليهم بشكل كثيف قرب كمين العتلاوي، في حي الفواخرية، ضمن دائرة قسم شرطة ثالث العريش، في محافظة شمال سيناء، مساء أمس الأول.

وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن المهاجمين انقسموا إلى مجموعتين؛ الأولى تقود مركبة والأخرى تستقل دراجة نارية، قامتا بإطلاق النار على القوة الأمنية المتحركة، وأن المهاجمين كانوا ينوون الاستيلاء على مدرعة القوة الأمنية، لكن أحد الجنود استطاع الفرار بها، وهو مصاب.

وأوضح مصدر أمني آخر أن خبراء المفرقعات فككوا ثلاث عبوات ناسفة عثر عليها داخل مركبة بجوار إحدى المدارس الفرنسية بمدينة الفيوم شمال الصعيد، أمس.

إلى ذلك، ضبطت قوات الجيش الثالث الميداني بالتعاون مع قوات حرس الحدود، مخزني ذخائر يحتويان كمية كبيرة من المتفجرات في منطقة الأزارق جنوب شرق منطقة وسط سيناء، وقال الناطق باسم الجيش العميد أحمد سمير: "المخزنان ضبط بداخلهما متفجرات بإجمالي 100 كغرام، و4 قذائف إيجلا، و5 قاذفات هاون، و2 دانة RBJ".

«الخدمة المدنية»

برلمانيا، حسم البرلمان المصري أمس الأول، الجدل المثار بشأن قانون "الخدمة المدنية" الذي أصدرته الحكومة في أكتوبر 2015، ورفض المجلس رسميا القانون، خلال جلسة مسائية أمس الأول، حيث اعترض 332 نائبا، ووافق 150، في حين امتنع 7 أعضاء عن التصويت، وكشف مصدر حكومي وقوع مشادات كلامية بين وزير التخطيط أشرف العربي ونواب في المجلس، نافيا تقديم الوزير استقالته على خلفية رفض القانون.

وبينما قال النائب المستقل ضياء الدين داود إن رفض المجلس للقانون يؤكد أنه لا يمكن التعامل مع البرلمان على أن هناك كتلة صلبة، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية لحزب الوفد، محمد فؤاد، رفض القانون خطوة جيدة، تمثل انحيازا قويا لمصلحة المواطن والموظف في الدولة.