استكمالاً للخطوة السعودية: أين الجامعة العربية؟!
لأن حزب الله ألغى دولة لبنان العربية، العضو المؤسس في الجامعة العربية، ولأنه صادر قرار هذه الدولة، وعطَّل كل هيئاتها ومؤسساتها، وحال دون أن ينتخب الشعب اللبناني رئيساً لدولته، أليس المفترض أن يكون هناك موقف جدي من قبل العرب كلهم تجاه هذا الحزب، الذي تجاوز مرحلة دولة داخل الدولة، وأصبح هو الدولة، وإلا لماذا يتخذ وزير خارجية هذه الدولة، زوج ابنة ميشيل عون حليف طهران والنظام السوري وضاحية بيروت الجنوبية الأقرب، وفي اجتماعين متلاحقين لهذه الجامعة، موقفاً مضاداً للإجماع العربي لمصلحة دولة الولي الفقيه التابع لها، والملحق بها بشار الأسد، وباقي ما تبقى من نظامه، وحسن نصرالله الذي كان قد أعلن وعلى رؤوس الأشهاد أنه "يفتخر" بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه.إن وضعية حزب الله، حيث استطاع تنظيمٌ كل ولائه لدولة خارجية على أساسٍ مذهبي، بالإمكان أن تتكرر في أي دولة عربية، خاصة أن الأوضاع العربية هي هذه الأوضاع المفتوح بعضها على شتى الاحتمالات، ولهذا فإنه لا يجوز الاكتفاء ببيانات التضامن مع المملكة العربية السعودية، لأنها بعدما طفح الكيل لجأت إلى الخطوة التي لجأت إليها بإلغاء قرار سابق بتقديم دعم فعلي للجيش اللبناني، جيش اللبنانيين كلهم، وجيش الدولة اللبنانية الواحدة الموحدة ذات السيادة الكاملة، مقداره ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار، ما دام هذا الحزب المذهبي والطائفي قد تمكن بدعم من إيران، وإسناد عسكري واستخباري من نظام بشار الأسد، من مصادرة سيادة هذا البلد، وإحلال نفسه محل دولته، وبحيث حلَّ مقر زعيمه حسن نصرالله، الذي "يفتخر" بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه، محل قصر بعبدا الرئاسي ومحل السرايا مقر رئيس وزراء لبنان منذ لحظة الاستقلال والمفترض حتى هذه اللحظة.
الآن لبنان بلا رئيس جمهورية وعملياً بلا رئيس للوزراء وبالتالي بلا جيش، إذا أردنا قول الحقيقة، ولا أجهزة أمنية ولا وزارة خارجية ما دام "صهر" ميشيل عون يتصرف كوزير خارجية لحزب الله ولزعيم هذا الحزب حسن نصرالله، وبالتالي لإيران وللولي الفقيه ولنظام بشار الأسد، ولهذا أليس من الضروري والمطلوب أن تبادر الجامعة العربية إلى اتخاذ موقف جدي وحاسم تجاه هذا الانحراف، وتجاه كل هذه التجاوزات، وتجاه مصادرة دولة هي عضو مؤسس في هذه الجامعة لمصلحة دولة غريبة وأجنبية هي جمهورية إيران (الإسلامية)! إن على الجامعة العربية وعلى الدول المؤثرة فيها أن تدرك أن إيران ماضية في مخطط تدمير الدول العربية والإسلامية أيضاً، وتحويلها بجيوشها وأجهزتها الأمنية وقادتها إلى مجرد ميليشيات كميليشيات حزب الله وقادة كحسن نصرالله، يفاخرون بأنهم مقاتلون في فيلق الولي الفقيه، ولهذا فإنه لابد من المسارعة إلى اتخاذ موقف جدي قبل أن يسبق السيف العذل، وتنبت في الوطن أكثر من حالة كهذه الحالة اللبنانية.لقد حاولت إيران، التي تمكنت من إيجاد جيوبٍ عميلة لها في بعض الدول العربية، على غرار الوضع في العراق وفي سورية وفي بعض دول الخليج العربي، أن تكون الخطوة التالية في اليمن بعد لبنان، ويقيناً إنه لو لم تتحرك المملكة العربية السعودية في اللحظة المناسبة والحاسمة، وتشكل هذا التحالف العربي الذي شكلته، وتبادر على الفور إلى التصدي لـ"الحوثيين" والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لكانت "الشرعية" في هذا البلد تم إلغاؤها، ولكانت حالة الميليشيات التي تصادر دولة ذات سيادة وعضو مؤسس في الجامعة العربية قد انتقلت إلى اليمن الذي كان سعيداً قبل أن يحكمه، ولنحو أكثر من ثلاثين عاماً، رجل جاهل ومتآمر وقاتل، ركب أمواج الألاعيب والمؤامرات، وأصبح، ويا للعار، رئيساً لواحدة من أهم الدول العربية.ولذلك، ومرة أخرى، فإنه على الجامعة العربية أن تستكمل الخطوة السعودية التي جاءت ضرورية ولازمة بخطوة جادة أخرى لتصحيح الأمور وإنهاء اختطاف حزب الله هذا البلد المؤسس، وقطع الطريق على محاولات تحويل دول عربية وإسلامية أخرى إلى ميليشيات تابعة لفيلق الولي الفقيه ولدولة إيران التي تسعى إلى "مذهبة" المسلمين كلهم، والدليل هو هذا التفريغ الطائفي الذي يجري في العراق وسورية.