أقامت كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت ندوة تحت عنوان "ذكريات من الغزو والتحرير"، برعاية وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى مساء امس في القاعة الدولية بالكلية، وبمناسبة مرور 25 عاما على تحرير الكويت، بالتعاون مع السفارة الاميركية في الكويت.

Ad

حاضر في هذه الندوة السفير الأميركي في الكويت الحالي دوغلاس سيليمان، والأسبق الذي شهد فترة الغزو إدوارد غنيم، إلى جانب استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. غانم النجار.

وقال سيليمان إن أثر تحرير الكويت في الولايات المتحدة كان عميقاً جدا، لافتا إلى أن هناك ما يقارب ٧٠٠ ألف أميركي عايشوا تلك الفترة في مجالات مختلفة، من بينهم الجنود الذين ساهموا في فترة التحرير. ورأى أن هناك حرباً قادمة تولد في المنطقة، إذ إن هذه المنطقة من اكبر مناطق الحروب، "بحيث نرى الكثيرين يفرحون بالحرب، في مقابل قلة تريد السلام".

وأعرب عن قلق الولايات المتحدة من عمليات جمع التبرعات، "ليس فقط لتنظيم داعش بل لجبهة النصرة والقاعدة كذلك، ونعمل مع الكويت للحد من تلك التبرعات"، مبيناً أن ذلك يتم عبر جمعيات مثل الهلال الاحمر وغيرها.

وأوضح أن الجهد الدبلوماسي في فترة الغزو من قبل الكويتيين كان رائعاً جداً، وخصوصا في فترة التحرير، حيث كانت المرحلة تستلزم قوة لاسترجاعها من الغزاة، لافتا الى انه عمل سفيرا في العراق عام 2013، وان أميركا دفعت العراق الى تحديد الحدود مع الكويت، وعلى ذلك فإن "الكويت من اكثر الدول التي استفادت من اميركا".

سفير «الخارجية»

من جهته، قال السفير الأميركي الأسبق في فترة الغزو إدوارد غنيم: "دائما نتساءل عما كانت عليه الأوضاع في فترة الغزو، فالكويت مرت بصعوبات كبيرة عام ١٩٩٠، وأبرزها مشاهد الاحتلال العراقي والأسر حتى جاء التحرير"، مشيرا الى ان الكويت مستمرة في العطاء والجهود الإنسانية، بفضل صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.

وأضاف غنيم ان "الكويتيين ساهموا خلال فترة الغزو بجهود دبلوماسية، فقد كان سمو الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد هو سفير الخارجية الكويتية في تلك الفترة، وكان له دوره السياسي إبان الغزو"، مبيناً أن "الكويتيين شاركوا في العمليات العسكرية، فضلا عن جهود المرأة الكويتية الكبيرة لاسترداد الكويت".

أداء لا ادعاء

من جانبه، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية د. حمود القشعان "اننا نفتخر في جامعة الكويت بأن نعلن انه عند ارتفاع اسم الكويت تسقط كل الانتماءات والشعارات، ودائما نقول للطلبة ان حب الكويت اداء وليس ادعاء، وبالافعال لا بالكلام، ولهذا نقول لهم ان المواطنة في الكويت نوعان، عند المحب الحقيقي تكون المواطنة افقية بتقديم ما يستطيعه في سبيل البلد، أما النوع الثاني فهم من يبحثون عن المناصب".

مشاركة كندا في التحرير بـ«الدراسات الأميركية»

أقامت وحدة الدراسات الأميركية في كلية العلوم الاجتماعية ندوة بعنوان "حرب الخليج 1990- 1991 مشاركة كندا في تحرير دولة الكويت وإعادة الإعمار"، برعاية عميد الكلية د. حمود القشعان، وحضور العميد المساعد لشؤون الاستشارات والتدريب والأبحاث والقائم بأعمال العميد المساعد للشؤون الطلابية د. حامد العبدالله، ورئيس قسم العلوم السياسية د. حسن جوهر.

وقالت رئيس وحدة الدراسات الأميركية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت د. نوف العنزي، إن "الندوة حاضر فيها كل من رئيس القوات الكندية في حرب تحرير الكويت الأدميرال كن سمرز، والباحث التاريخي وخبير القيادة البحرية في وزارة الدفاع الكندية د. ريتشارد جيمبلت، بحضور سفيرة كندا لدى دولة الكويت مارتين مورو".

وشددت العنزي على أهمية الدور الكندي ضمن التحالف الغربي في تحرير الكويت، مشيرة إلى أن المحاضرين بالندوة استعرضوا العديد من الصور للدور الكندي في التحرير، ثم

قدمت د. العنزي درعا تكريمية إلى كل من الأدميرال كن سمرز ود. جيمبلت.

النجار: معالجة «البدون» غير جدية إلى الآن

قال د. غانم النجار إن الموطنين خلال فترة الغزو كانوا يريدون تقديم التضحيات الكثيرة لإعادة الكويت، «وكان من أهم تلك التحديات التعليم وفتح المدارس، بحيث كان التعليم تحدياً كبيراً جداً»، لافتاً إلى أننا «نحتاج ان نجلس ونتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا».

ودعا النجار، خلال كلمته في الندوة، إلى ضرورة معاملة فئة البدون بشكل أفضل، معتبراً أن هناك تقصيراً كبيراً في هذا المجال إلى الآن، حيث تحتاج معالجة مشكلتهم إلى أخذ هذا الأمر بجدية، و«من يستحق الجنسية منهم يجب ان يأخذها ومن لا يستحقها يجب التعامل معه بشكل انساني».

وأضاف: «اليوم لدينا ١٤ مليون طفل خارج المدارس في العالم، منهم من وصل إلى سن الـ١٢ أو الـ١٣ دون تعليم، وهؤلاء قد يذهبون مستقبلاً للانضمام إلى الإرهابيين في الصومال أو غيره»، موضحاً أن هناك طلبة في الكويت لا يدركون معنى الغزو، حيث إن «الإعلام مقصر جداً في هذا الموضوع لتركيزه على تقديم الأغاني والقصص».